خلال ندوة حملت عنوان «عام زايد» في «الشارقة للكتاب»

النعيمي ونسيبة: زايد استثمر في الإنسان وثقافته

الندوة استذكرت مآثر الشيخ زايد وملامح من مسيرة بناء الدولة. الإمارات اليوم

مآثر المؤسّس الباني، وبعض منجزاته ومواقفه الإنسانية، ورؤيته للثقافة ودورها في بناء الإنسان، حضرت أول من أمس، في ندوة حملت عنوان «عام زايد»، وسلطت الضوء على ملامح من مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وشارك في الندوة التي نظمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، كل من وزير الخارجية السابق، راشد عبدالله النعيمي، ووزير دولة، زكي أنور نسيبة.

واستهلّ النعيمي، الندوة بالحديث عن بدايات الدولة وقيام الاتحاد، ومشروع البناء الذي وضع أساساته الشيخ زايد، مشيراً إلى أن الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، كانت لديه رؤية أساسية تكمن في الاستثمار بالإنسان، من خلال تأسيس بنية تحتية عمادها التعليم والثقافة.

وأضاف: «كان المغفور له من أشد المعجبين بالكتاب، لقد آمن بأن تطوير المجتمع والارتقاء به يبدأ من الحرف والعلم والثقافة، وكان يحرص في بدايات تأسيس الدولة على المتابعة الشخصية والمتواصلة لشؤون التعليم والمعرفة»، لافتاً إلى أنه «خلال إحدى زيارات الشيخ زايد الدورية في ذلك الوقت إلى إحدى مدارس الدولة، وجد أن الطلبة هناك يعانون بعض المشكلات، وعندما بادر بالسؤال أجابوه أنهم يعانون صعوبات العيش، ومنازلهم بعيدة، وليس بالسهل الوصول إلى المدرسة، فوجّه، طيّب الله ثراه، مباشرة بتوفير مساكن ملائمة للطلبة، وأمر بإقامة مدارس في مختلف التجمعات السكنية، ثم تحولت المجمعات إلى مدن، وسرعان ما ارتقت وامتلكت مقومات كبرى، وها نحن اليوم نحتفي في حدث يؤكد مكانة العلم والثقافة في الدولة، باعتبارها ركيزة أساسية لتنمية المجتمع».

حنكة القائد

وعلى صعيد العلاقات الخارجية لدولة الإمارات والدور المحوري، الذي لعبه الشيخ زايد، قال راشد النعيمي: «صادفتنا الكثير من التحديات في بدايات تلك الفترة، لم يكن الأمر سهلاً، كنّا بحاجة إلى تأسيس علاقات خارجية للتواصل مع العالم والسفارات، وفي ذلك الوقت كان كثيرون لا يعلمون شيئاً عن الإمارات أو أبوظبي، ناهيك عن شحّ الأموال في ستينات القرن الماضي، كل الظروف لم تثن المغفور له عن شدّ عزيمتنا ودعمنا بكل ما أوتي من حنكة وشخصية قيادية»، مضيفاً: «انظروا اليوم أين هي الإمارات، وما وصلت إليه من مكانة عالمية في فترة تعد قياسية جداً، عندما نقارن مكانتها وعمرها، لقد تمتع الشيخ زايد بموهبة المعرفة والمرونة، وكان يجيد مدّ علاقات الصداقة والشراكة مع جميع الرؤساء والقادة من مختلف دول العالم».

وأشار النعيمي إلى أن «جهود المغفور له كانت واضحة في جميع المواقف والأزمات التي مرّت بها المنطقة والعالم، فمواقفه كانت على الدوام داعمة للقضية الفلسطينية، يقف مع الحق ويعارض الباطل، إلى جانب المواقف التي سطّرها خارجياً آسيوياً وأوروبياً والتي باتت تشكّل الآن قاعدة متكاملة لعلاقات الدولة الخارجية مع العالم بأسره».

استشراف المستقبل

من جانبه، أكد زكي نسيبة، الذي شغل منصب المترجم الشخصي للشيخ زايد، أن «شخصية المغفور له استثنائية، وحفرت في وجدان الشعب الإماراتي والعربي أسمى العِبر والمواقف التي لا تُنسى»، مشيراً إلى أن تخصيص «عام زايد» ليس لتخليد ذكرى القائد الباني وحسب، بل لتتعلم الأجيال من مآثره، وتذكره، واستشراف المستقبل من خلال ما تركه من حكمة ومواقف خالدة.

وقال: إن «القضية التي كانت تدور في بال المغفور له لا تنحصر في النفط والمال، لقد كانت رؤيته سرّ نهضة دولة الإمارات، كونه آمن بقيام الاتحاد باعتباره المنطلق الأساسي لبناء دولة قوية عمادها العلم والمعرفة والثقافة، وثروتها الحقيقية الإنسان، وها نحن اليوم نوجد في إمارة باتت مدينة للكتاب، وحاضنة للثقافة والمثقفين، في حدث يعكس النهضة الثقافية والحضارية لدولة الإمارات، وهذا هو استشراف المستقبل الذي كان يراه المغفور له منذ اللحظة الأولى».

وأضاف نسيبة: «أبواب المغفور له كانت مفتوحة للجميع، لقد أمر مسؤول التشريفات الخاص بأن يستقبل كلّ من يريد زيارته، وفي أي وقت، وفي حال وجوده فسيراه ويقابله ويستمع له، وإن لم يكن موجوداً يقابله من ينوب عنه، لقد كانت يده ممدودة للجميع، بالرأي، والحكمة، والمشورة، والدعم المادي، وكان يكره العنف، أذكر في أحد اللقاءات التي جمعته مع أحد الزعماء، طُلب من المغفور له دعماً مالياً لشراء أسلحة لتزويد المقاتلين في إحدى مناطق النزاعات، ردّ الشيخ زايد قائلاً إن الإمارات ستسهم في شراء الأدوية والطعام، وتخصص الأموال للمساعدات الإنسانية، وليس من أجل السلاح».

ونوّه نسيبة بأن دولة الإمارات، وبفضل رؤية المغفور له التي استشرفت الغد، وجدت أن الاستثمار في الإنسان وثقافته ومعارفه هو منطلق التقدم.


حضور

حضر الندوة التي أدارها أمين عام المنتدى الإسلامي بالشارقة، الدكتور ماجد بوشليبي، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، محمد المر، ورئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، عبدالله سلطان العويس.

راشد عبدالله النعيمي:

«انظروا اليوم أين هي الإمارات، وما وصلت إليه من مكانة عالمية في فترة تعد قياسية بفضل زايد».

زكي نسيبة:

«يد زايد كانت ممدودة إلى الجميع، بالرأي، والحكمة، والمشورة، والدعم، وكان يكره العنف».

تويتر