الشارقة اختتمت فعالياتها في «ساو باولو للكتاب»

الإمارات في البرازيل.. رحلة 12 ألف كيلومتر للحوار والمعرفة

صورة

على بعد أكثر من 12 ألف كيلومتر من إمارة الشارقة، اصطف جمهور من البرازيليين أمام منصة للخط العربي للحصول على أسمائهم مكتوبة بخط الثلث والديواني والنسخ، فيما كانت البرازيليات يرسمن على أيديهن بالحناء، ويتعلمن فنون صناعة التلي والسفيفة.

هناك وفي قلب عاصمة الثقافة البرازيلية ولاية ساوباولو، أشرعت إمارة الشارقة باباً واسعاً على الثقافة الإماراتية والعربية، ودخل البرازيليون يرحبون باختيار الإمارة ضيف شرف الدورة الـ25 لمعرض ساو باولو الدولي للكتاب، حيث تحولت شوارع الولاية إلى كرنفال لفرقة العزف والغناء الشعبي الإماراتي، وامتزجت إيقاعات السامبا مع تعابير رقص البحارة والغواصين على آلات الطنبورة، والمزمار، والشيندو (الطبل الكبير).

في جناح إمارة الشارقة، الذي أشرفت على تنظيمه هيئة الشارقة للكتاب، وسط المعرض، رفرف علم دولة الإمارات العربية المتحدة عالياً، فيما كان يجتمع عشرات الكتاب والمثقفين والفنانين الإماراتيين والعرب في ندوات تتناول واقع الأدب، والفن، والمسرح الإماراتي، وتعرضه مترجماً إلى اللغة البرتغالية، حيث يحتشد الجناح بالمثقفين والقراء البرازيليين.

تحوّل جناح الشارقة على مدار 10 أيام إلى منصة لتلاقي الثقافة البرازيلية مع الثقافة الإماراتية والعربية، وبات نافذة لحوار مفتوح على أشكال التقارب والتواصل، إذ وقف البرازيليون يحملون الميكروفونات، ويقدّمون مداخلات يكشفون فيها حجم التماثل والتشابه بين الثقافتين البرازيلية والإماراتية.

خلال ندوة تناولت حضور التراث الشعبي الإماراتي في الأدب المحلي، قدم أحد الأطفال البرازيليين مداخلة يؤكد فيها أن ما عرضه الكاتب حارب الظاهري، والكاتبة الإماراتية أسماء زرعوني، حول الحكاية الشعبية الإماراتية، يماثل ما يعيشونه ويتربون عليه في البرازيل، حيث لايزالون يستمعون إلى حكايات الجدات، ويعيشون تفاصيل الخيال فيها.

في مثل هذا التفاعل بين الجمهور البرازيلي والكتّاب الإماراتيين، احتشد جناح الشارقة بالقراء البرازيليين من زوار المعرض، للحصول على نسخ موقعة عن مؤلفات الكتّاب الإماراتيين المترجمة حديثاً إلى اللغة البرتغالية، وقفوا يقرأون مع الشعراء مقاطع من نصوصهم، ويلتقطون صوراً تذكارية احتفاءً بنافذة الثقافة الإماراتية التي فتحتها أمامهم هيئة الشارقة للكتاب. لم تكتفِ الشارقة بنقل صورة لحراك الكتابة والنشر إلى البرازيليين فحسب، وإنما عرضت صورة متكاملة لمجمل الحراك المعرفي والإبداعي والتنموي الذي تقوده الإمارة في مشروعها الثقافي الكبير، إذ شاركت في الفعاليات 20 مؤسسة من الشارقة ودولة الإمارات، فكان واحد من أركان الجناح مخصصاً لمؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الصادرة باللغة البرتغالية، وأجنحة دائرة الثقافة بالشارقة، وجمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ودارة الدكتور سلطان القاسمي، ومبادرة ألف عنوان وعنوان، وثفاقة بلا حدود، فيما تجلس على الجهة الأخرى سيدات إماراتيات حرفيات من مجلس إرثي للحرف المعاصرة ومعهد الشارقة للتراث، ينسجن قطعاً من التلي والسفيفة، ويرسمن بالحناء على أيدي البرازيليات، وعلى الجانب المحاذي لهن تعرض مجموعة كلمات أحدث إصدارتها للأطفال واليافعين، ويعرض بجانبه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مبادراته الثقافية والأدبية.

أخذت الشارقة الجمهور البرازيلي إلى ذاكرة التراث الإماراتي، وما وصلت إليه من نهضة وتطور اليوم، ففي الوقت الذي كان فيه الناشرون البرازيليون يجتمعون مع ممثلي المؤسسات الثقافية الإماراتية لفتح أفق تعاون وعمل مشترك، كان الفنان والعازف طارش الهاشمي يروي على آلة العود حكايات صيد اللؤلؤ، ومعاناة الصيادين الإماراتيين الأوائل، للجمهور البرازيلي.

15 ساعة من الطيران إلى القارة اللاتينية كانت كافية لتضع الشارقة الجمهور البرازيلي على مقربة من ثقافة وحضارة دولة الإمارات، وتبهرهم باللغة والتراث والفن والغناء، حملت فيها ممثلي 15 من مؤسسات الإمارة والدولة، وأكثر من 20 كاتباً وناشراً إماراتياً، وآلاف النسخ من أعمال 40 كاتباً ترجمت أعمالهم إلى البرتغالية، ورسالة واحدة كتبها صاحب السمو حاكم الشارقة منذ أعلن مشروع الإمارة الثقافي قبل خمسة عقود، وقرر أن تكون المعرفة والفن والأدب سبيل الحوار الأول مع ثقافات العالم كلها.

مؤسسات معرفية وأكاديمية

مثّلت الشارقة في معرض ساو باولو للكتاب وفود من مؤسسات ثقافية وأكاديمية، منها: هيئة الشارقة للكتاب، اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، جمعية الناشرين الإماراتيين، دائرة الثقافة في الشارقة، معهد الشارقة للتراث، دارة سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، مؤسسة الشارقة للإعلام، المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وثقافة بلا حدود.

• شوارع ساوباولو تحولت لكرنفال شعبي إماراتي.

• طفل برازيلي: الحكاية الشعبية الإماراتية تماثل ما عشناه وتربينا عليه.

تويتر