ندوة عاينت واقع نساء المنطقة بحضور لطيفة بنت محمد

8 مارس.. «الإمارات للآداب» يحتفل بالمرأة ويناقش أحوالها

صورة

بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، نظَم مهرجان طيران الإمارات للآداب، أول من أمس، ندوة «يوم المرأة العالمي..الحاجة الماسة للتطور»، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة.

«الحاجة الماسة للتطور»..ندوة ناقشت أبرز التحديات التي تواجه المرأة في بيئات مختلفة

وقالت وزير الثقافة وتنمية المعرفة، نورة الكعبي إن جذور تمكين المرأة الإماراتية ترسخت على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسس، لافتة إلى أن فكر زايد، وجد صدى عملياً، في جهود أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك آل نهيان، على أكثر من صعيد.

وأضافت الكعبي: «ترسخ دعم الشيخ زايد، رحمه الله، مع اللبنات الأولى للاتحاد، ليكون فكره المستنير، بمثابة الرؤية، التي وجدت صدى في مختلف مجالات نهضة الوطن، وهو الفكر الذي لمسناه بشكل عملي، مع جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك آل نهيان، سواء بدعم وتشجيع سموها تواجد المرأة الإماراتية في المجلس الوطني للاتحاد، أو سوى ذلك من كافة أشكال الدعم والتمكين للمرأة الإماراتية».

ورأت وزيرة الثقافة، أن واقع المرأة في الإمارات، يتجاوز أفكاراً تقليدية، مثل الإلحاح على تطبيق فكرة «الكوتا»، أو«الحصة» المخصصة للمرأة، في المقاعد البرلمانية، على سبيل المثال، مضيفة: «واقع المرأة الإمارتية، والمكاسب الحقيقية التي تحققت، تجعلها، في مرحلة متقدمة، تتطلع معها إلى طموحات أبعد».

وأشارت الكعبي أن تغيير الصورة النمطية في أي مجتمع، فيما يتعلق بحقوق المرأة، وتمكينها، إنما يبدأ بشكل رئيسي من الأسرة، والمنزل، مضيفة: «يبقى الدعم الأسري، الذي نواته المنزل، والقناعات السائدة بين أفراده، والمرتبطة بدور المرأة ودعم ممارستها كافة حقوقها، هي الخطوة الأولى، من أجل بناء نسق ومفاهيم وقناعات راسخة في هذا الإطار».

وساقت الكعبي مثالاً ذاتياً، عملياً، حول أهمية إيمان الأسرة بدور المرأة، ومساندتها، وتحفيزها، من أجل تحويل هذه القناعات، إلى سلوك وممارسة حقيقية على الأرض، مشيرة إلى أن والدها، كان المحفز الأول لها، لخوض أول مقابلة للحصول على فرصة وظيفية، فور تخرجها من الجامعة.

جاء ذلك خلال الندوة، التي تحدث فيها بشكل رئيسي كل من الدكتورة رفيعة غباش، والكاتبات السعودية هتون الفاسي، والبريطانية من أصل باكستاني كاملة الشمسي، والأميريكية شيريل ستريد، وأدارتها الإعلامية في اذاعة بي بي سي البريطانية جيني موراي.

وأكدت غباش أن المرأة الإماراتية، لا تنطبق عليها الكثير من مخاوف وتحديات نظيرتها في المنطقة عموماً، مضيفة: «العامل الحاسم بالنسبة للمرأة الإماراتية، هو أن الله حبا هذه الأرض الطيبة، بقائد مؤسس، منتصر لكرامة المرأة، هو الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، وهو القادم من نسق قبلي، يقدر مكانة المرأة».

وتابعت: «لولا زايد، لحدث العكس، ولعاشت المرأة الإماراتية، متأخرة عن ركب سواها، لأكثر من عقدين، على الأقل».

وأضافت: «من هنا فإن المرأة الإماراتية ليست شريكة في كثير من التحديات التي لا تزال مطروحة أمام سواها، وهو أمر لا أسوقه بشكل انطباعي، لكنني لمسته عملياً، خلال توثيق العديد من شواهد الواقع في موسوعة المرأة».

واعتبرت غباش أن «العائلة والمجتمع عموماً، هما خطا الدفاع الرئيسيان للمرأة الإماراتية، أمام أي محاولات للعودة بمكاسبها التي أصبحت بمثابة المسلمات الثابتة بالفعل، إلى مربعات سابقة»، لكنها رأت أن «تصحيح المفاهيم عمومأً يجب أن يبدأ من المنهاج المدرسي».

واستدعت الكاتبة الإماراتية أحد أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي: «نحن لا نمكن المرأة، بل نُمكّن المجتمع من خلال تمكين المرأة».

غباش قالت أن جزءاً من تصوير وضع المرأة في بعض البلدان العربية على أنه مأساوي، يعود لميل بعض وسائل الإعلام الغربية إلى المبالغة والتهويل، والتركيز على حالات وحوادث عنف فردية خصوصا، مضيفة: «هناك مآس واقعية، وليست فردية أو استثنائية تحدث، بسبب الحروب والإرهاب، في بقاع عديدة من الوطن العربي مثل ليبيا وسوريا واليمن، حيث مختلف أشكال العنف والفقر والانتهاكات، إذا ما أردنا أن ننظر للصورة بشكل أكثر شمولية».

من جانبها أبدت الكاتبة السعودية هتون الفاسي تفاؤلها، بالتشريعات الجديدة المنتصرة للمرأة في بلدها، مضيفة «هذه سنة جديدة، لنا أن نحتفل بها، فابنتي التي عادت لوطنها تستطيع أن تمارس الرياضة وتستمتع بالموسيقى في المدرسة، ومن حقها أن تقود سيارتها في الطريق لأول مرة».

لكن في المقابل أشارت الفاسي بأن طموح المرأة السعودية كبير، وهناك الكثير من المكتسبات التي لا تزال تسعى لانتزاعها، مشيرة الى قناعتها بأن هناك الكثير من التشريعات في المنطقة عموماً بحاجة الى تغيير من أجل حماية النساء من الاعتداءات الجسدية والجنسية والنفسية، بما في ذلك التشريعات المرتبطة بجرائم الشرف في بعض البلدان العربية.

وأكدت الفاسي أن المملكة، ربما يكون المشوار أمامها طويل، بالمقارنة مع معظم دول الخليج العربي، مشيرة الى أن الواقع الإماراتي يعد الأنموذج المثل، في هذا الصدد، مضيفة: «لا يزال منصب الوزيرة في المملكة، عصياً على النساء، على الرغم من أنه آن الأوان لاتاحة الفرصة لسعوديات قياديات يحملن رؤى، ولا يقتصر دورهن على تنفيذ رؤى الآخرين».

من جهتها ركَّزت كاملة الشمسي على أن قضية تمكين المرأة، قضية إنسانية عامة، لا تخص النساء فقط، مضيفة: «النساء والرجال، يجب عليهم التحالف ضد هيمنة النزعة الذكورية في المجتمع، ويجب أن نتحرك كبشر ضد التحرش والعنف، وتهميش أي حق من حقوق المرأة، في أي مكان، بغض النظر عن الدين أو العرق، أو الثقافة».

في ذات السياق أشارت الكاتبة الأميريكية شيريل ستريد إلى أن هناك تنامياً في اهتمام وسائل الإعلام الأميريكية بالدفاع عن حقوق المرأة، مشيرة رغم ذلك إلى أن المجتمع لا يزال يعاني من مظاهر تمييز ضدها، وخصوصاً في سوق العمل، والفرص الوظيفية، بما في ذلك منظومة العمل داخل الكيان الرئاسي نفسه، مؤكدة على فكرة أن الرجال يجب أن يكونوا معنيين بتغيير واقع المرأة، دون أن يكون ذلك مقتصراً على الحركات النسوية.

تويتر