أعمال جديدة ومشروع لنشر مخطوطات الراحل في كتاب

حسن شريف «يُبدع» رغم الغياب

خلال جلسة «في ذكرى حسن شريف». الإمارات اليوم

كشف الكاتب والشاعر عادل خزام لـ«الإمارات اليوم» أن الفنان الراحل حسن شريف ترك عند وفاته «اسكتشات» على الورق لأعمال فنية جديدة كان ينوي تنفيذها، وأنجزت في الفترة الماضية هذه الأعمال بالكامل وفق ما خطط له الراحل، واصفاً الأعمال بأنها مذهلة، معرباً عن حزنه لرحيل شريف قبل أن يراها.

وأوضح خزام أن هذه الأعمال من المقرر أن تعرض في عدد من المعارض الاستعادية التي ستنظم في الفترة المقبلة ليس فقط داخل الإمارات، ولكن في أوروبا وأميركا أيضاً وهي معارض تم التنسيق لها قبل وفاة شريف، إذ يتم عادة التنسيق للمعارض العالمية قبل موعد إقامتها بفترة تصل إلى عامين في بعض الأحيان، لافتاً إلى أن هذه المشاركات بعضها سيكون باسم دولة الإمارات والبعض الآخر باسم حسن شريف.

وأشار خزام، الذي ربطته علاقة صداقة قوية بالفنان الراحل وكان ملازماً له لفترة طويلة، إلى أن شريف ترك العديد من الكتابات التي يقدم فيها شروحات مفصلة عن أعماله التي قدمها، والخامات التي استخدمها في كل منها ولماذا، وهو ما يشير إلى إدراك الفنان الراحل لأهمية أن يضع إطاراً تنظيرياً لأفكاره ولمشروعه الفني، موضحاً أن هذه الكتابات تحمل اسم «نسج»، والغريب أن شريف تركها مفتوحة لمن يرغب في إضافة أي أفكار إليها.

وذكر خزام أن هناك مشروعاً كبيراً يجري الإعداد له لنشر المخطوطات والكتابات التي تركها الراحل، ويشرف عليه شقيقه عبدالرحيم شريف لجمع كل هذه الملفات وإصدارها في كتاب جديد، بالتزامن مع معارض استعادية تخطط بعض الجهات في الدولة لإقامتها في الفترة المقبلة تكريماً لحسن شريف، مؤكداً أن «حسن شريف رحل ولكنه ظل باقياً عبر أعماله».

خيال متميز

أعمال لفتت الأنظار

اعتبر الكاتب والشاعر عادل خزام أن شريف تطور في السنوات الأخيرة تطوراً مدهشاً عندما انتقل بأعماله إلى الإنتاج الكبير، بعد أن كانت تقتصر على الأحجام الصغيرة، واستطاع بفضل توفر الإمكانات تقديم أعمال جمالية لفتت أنظار محبي الفن والقائمين على مؤسسات فنية ومتاحف في الغرب، فكانوا يحضرون إلى منزله المتواضع في دبي.

ونظم «غوغنهايم أبوظبي» أول من أمس، جلسة حوارية تحت عنوان «في ذكرى حسن شريف: القلعة الرملية»، ضمن حوارات الفنون في «فن أبوظبي 2016»، الذي اختتم فعالياته مساء أول من أمس. وقدمت الجلسة منيرة الصايغ، من فريق عمل غوغنهايم أبوظبي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وشهدت الجلسة في بدايتها عرضاً لفيلم تسجيلي عن الفنان الراحل من إخراج نجوم الغانم.

وقال عادل خزام في حديثه خلال الجلسة إن ما اتسم به شريف من خيال وخروج عن المألوف كان من أبرز أسباب تميزه واختلافه عن غيره من الفنانين وحتى عن أقرانه في المدرسة خلال طفولته، لافتاً إلى شغف شريف طوال عمره بالبحث عن الفكرة المختلفة، وكان يؤمن بأن العمل الفني سؤال وإجابته تكمن في طرح سؤال جديد وإحداث صدمة للمتلقي.

وتحدث خزام عن جهود حسن شريف لكسر الفكرة التقاليدية عن الفن، لافتاً إلى أن شريف عقب عودته من إنجلترا حيث اختار أن يدرس الفن هناك، كانت الإمارات تشهد ثورة ثقافية كبيرة على صعيد الأدب والشعر، ولكن لم تكن معركة الحداثة قد امتدت إلى الفن التشكيلي، فطرح فكرة الثورة في مجال الفنون البصرية وكسر التقاليد الفنية السائدة في ذلك الوقت، وتولى ترجمة العديد من المواد والمقالات والقراءات النقدية عن فنانين وأعمال فنية تعزز هذا التوجه لنشر الثقافة الفنية، وأصدر في الفترة بين عامي 1985-1986 عدداً من الكتب في هذا الاتجاه. وذكر أن المعارضة التي كان يلقاها حسن شريف وما يطرحه من فكر وأعمال فنية لم تكن صادرة من الجمهور فقط، ولكن أيضاً من الفنانين الموجودين على الساحة لأنه سعى لكسر الأسس التي يعملون وفقاً لها، ومن المؤسسات الثقافية التي كانت ترفض هذا النوع من الفن.

بين الرسم والنحت

وأشار خزام إلى أن حسن شريف وجد أن هناك فجوة فنية تقع في المنطقة المحصورة بين الرسم والنحت، فسعى إلى أن يملأها بفن مختلف أسماه في البداية نحتاً ثم نسجاً، موضحاً أن الراحل كان يسعى إلى أن يفهم الجميع فلسفة الفن ليتحرروا من الأشكال التقليدية للانطلاق نحو فهم الوجود بأكمله، وليس العمل الفني فقط.

بينما أرجع الفنان محمد كاظم تأخر معرفة الغرب بحسن شريف وتجربته إلى عدم مغادرته الإمارات على مدى ما يقرب من 25 عاماً، وتركيزه على القيام بدور تعليمي تثقيفي في المجتمع.

وعن علاقته به، أوضح كاظم أن الفنان الراحل رغم تأكيده على طبيعة الفن التي تتجاوز التصوير واللوحة الفنية، إلا أنه لم يفرض هذه الرؤية على المحيطين به من الفنانين، وكان يحافظ على خصوصية الآخر، ولذلك ظل 10 سنوات كاملة يمارس الفن من خلال اللوحة قبل أن يقرر من نفسه التغيير.

كما تحدث كاظم عن الفترة الأخيرة من حياة حسن شريف، موضحاً أن الراحل عندما أصيب بالمرض لم يتوقف عن الإنتاج، وترك العديد من المشروعات الفنية والأعمال الجديدة. كما تطرق إلى بدايات شريف في العمل في رسم الكاريكاتير بمجلة نادي النصر ثم في صحف أخرى، فنشر في الفترة من 1970-1979 ما يزيد على 2000 كاريكاتير أغلبها مرتبط بالأحداث الرياضية والثقافية والاجتماعية التي كانت تحدث وقتها، وبعض الأحداث السياسية.

تويتر