«حكايات» من التراث تضيء الليالي

«كان يا ما كان» بوابة للأمنيات والأحلام

صورة

«كان يا ما كان في قديم الزمان».. عبارة لها مفعول السحر، وبوابة لعالم الحكايات، ربما من قبل ألف ليلة وليلة.. وتلك العبارة ذاتها تستهل العديد من القصص التي جمعتها وأعدتها منيرة عبدالله الحميدي، في كتاب «حكايات شعبية من المنطقة الشرقية»، الذي صدر عن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في عام 2014.

69 صفحة يضمها الكتاب الذي جمعت حكاياته منيرة عبدالله الحميدي، وصدر عن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
لا تقتصر الحكايات على تزجية أوقات الفراغ والتسلية، أو مساعدة الصغار على النوم؛ بل إنها تختصر أمنيات، وتتحدث عن سمات مجتمعات وطبائع أفراد، وكذلك تبرز موروثات مشتركة بين الشعوب.

بإهداء حافل بالدلالات، يأتي الكتاب؛ إذ تتذكر منيرة عبدالله الحميدي، من زرعت فيها بذرة الحكايات، ومن جعلتها تتعلق بها، منذ الصغر، معتبرة أن تلك القصص كانت حافزاً لها على الثقافة والمعرفة والفكر: «أهدي هذا الكتاب إلى من أعطتنا حياتها وقلبها وفكرها وهي تسرد لنا الحكايات الجميلة في تلك الليالي المظلمة، فبثت النور في عقولنا، والطمأنينة في قلوبنا. إلى أمي العزيزة ذاك النبع الصافي والظل الذي آوى إليه في كل حين، فهي التي زودتني بالمحبة والحنان، والتي وهبتني الحياة والأمل والنشأة على شغف الاطلاع والمعرفة».

لا تقتصر الحكايات المرتبطة بالجدات والأمهات على تزجية أوقات الفراغ والتسلية، أو مساعدة الصغار على النوم؛ بل إنها تختصر أحلاماً وأمنيات، وتتحدث عن سمات مجتمعات وطبائع أفراد، وكذلك تبرز موروثات مشتركة بين الشعوب، وتشابه الأبطال بين ثقافات مختلفة؛ كما الحال مثلاً في شخصية مثل سندريلا التي تتحول في الحكايات الشعبية إلى «بنت الشبيك» (صانع الشباك) التي تفقد أمها، فيتزوج أبوها امرأة أخرى لديها ابنة أخرى، ويسافر الأب إلى بلاد بعيدة، وتسير الحكاية في دروب شبيهة بالحكاية المعهودة مع ما تقتضيه البيئة المحلية من تغييرات، لكن عمود الحكاية واحد: «في يوم من الأيام أذيع خبر بأن الأمير ابن الحاكم يريد الزواج من فتاة جميلة من هذه القرية التي تعيش فيها البنت اليتيمة.. ففرحت جميع النساء بهذا الخبر؛ وأصبحت كل أم في القرية تجمل ابنتها حتى تظفر بالأمير، واقترب الموعد ولم تبق إلا ساعات قلائل على قدوم الأمير الذي تحلم كل فتاة بالارتباط به إلى موقع الاحتفال.. حيث التجمع الكبير من الفتيات الجميلات، فاستعدت زوجة الأب الشريرة، وألبست ابنتها أجمل لباس وزينتها بألوان من الحلي المزخرفة.. وفي الوقت نفسه قامت بسكب يونيتين (مثنى يونية أو خيشة وهي الكيس المصنوع من الكتان) من حب الشعير وحب البر وخلطتهما مع بعضهما بعضاً، وأمرت البنت اليتيمة أن تفرز كل الحب..»، لكن رغم المكائد؛ تختتم الحكاية بنهاية سعيدة، إذ تكون الفتاة اليتيمة من نصيب الأمير «وتحولت إلى أسعد فتاة في القرية».

وعناوين الحكايات التي وردت في الكتاب الذي يقع في 69 صفحة: «بنت الشبيك، ذكاء الثعلب، الراعية والنمر، البنت والثعبان، النساء ثلاثة أصناف، الزوجة الماكرة، النعال والبيدار، ذكاء خارق، صعل الصعول، وعد زوجة، الجدة الساحرة، ثوب الريش، عجوز ادحيدج، البنت المجبورة، الشاة الإنسية».

وتتميز الحكايات التي يضمها الكتاب بالبساطة والوضوح، كما أشكال السرد الشفاهي الذي يدخل السرد في كثير من أحداثها.

وقالت مريم جمعة فرج في تقديمها للكتاب: «بعض هذه الحكايات الشعبية الإماراتية موجه للأطفال، وهو يحتوي على قصص خيالية ممتعة ومسلية، بينما بعضها الآخر موجه للكبار، ويندرج في غالبيته تحت مسمى القصص والأساطير الخرافية، وحكايات الأمثال والحكم والحيوان، وهدفه المتعة والفائدة الأخلاقية والمعرفية».

للإطلاع على الموضوع كاملا، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر