فعاليات المهرجان تتواصل وسط أجواء من الثقافة والبهجة

«الشارقة القرائي».. أدب عالمــــي وحفلات توقيع وياباني «يرمس» بالإمــــاراتية

فعاليات المهرجان تثري عوالم الصغار وتكسبهم معارف بأسلوب مشوق. من المصدر

وسط أجواء من الثقافة والمرح والبهجة، تواصلت أول من أمس، فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الثامنة، واشتملت الفعاليات على باقة من الأنشطة التي تثري عوالم الصغار، وتكسبهم معارف مختلفة بأسلوب مشوق، علاوة على ندوات متخصصة.

وتحولت لعبة «المتاهة» إلى وجهة مفضلة يقصدها الأطفال والكبار على حد سواء، ليعيشوا بعض أحداث 10 قصص تعد من أبرز كلاسيكيات الأدب العالمي، ويعرضها المهرجان بطريقة مبتكرة، تهدف إلى تعميق علاقتهم بالكتاب والقراءة، ولتعيدهم إلى الماضي ليعيشوا بعض ذكرياتهم، فطالما شكلت هذه القصص جزءاً من حكايات تابعوا بعضها عبر شاشات التلفزيون والسينما.

«لغتي» تحفز على حب «العربية»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/04/474092.jpg

في أولى مشاركاتها ضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل، تقدم «لغتي»، المبادرة التعليمية الرامية إلى دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية للأطفال في إمارة الشارقة، العديد من الورش التفاعلية في جناحها بالمهرجان الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة.

وتتمثل مشاركة «لغتي» بالمهرجان بتقديم مجموعة متنوعة من الورش للأطفال، تتناول العديد من الموضوعات التعليمية الشيقة، مثل «ورشة الدمى»، و«أعبر بلغتي»، و«ورشة الراوي»، و«قطار الحروف»، و«مطبخ الحروف»، و«المعلم الصغير»، و«استوديو عائلة الحروف»، و«ارسم وأكتب»، وغيرها الكثير، والتي تقدمها المعلمات المستفيدات من المرحلة الأولى من المبادرة.

وقالت مدير المبادرة، بدرية آل علي: «تعد هذه المشاركة الأولى لمبادرة (لغتي) في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، إذ نهدف من خلالها إلى تعريف المجتمع الإماراتي بالمبادرة، ونقل هذه التجربة إلى مدارس الإمارة كافة، عبر إشراك المعلمات بالورش والأنشطة، وتحفيزهن على استخدام التطبيقات الخاصة بالمبادرة، إضافة إلى تعريف الأمهات بها وبأهميتها».

وتنظم «لغتي» ضمن فعاليات المهرجان، مسابقة للعمل المسرحي، تقتصر على المرحلة الأولى من رياض الأطفال، وتتمثل في تحويل تطبيق «حروف» إلى عمل مسرحي، ضمن معايير معينة من حيث الصوت، والأدوار، والشخصيات، وتصميم الديكور.


ورش وأنشطة تفاعلية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/04/474095.jpg

بين ردهات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، انتشرت العديد من الورش والأنشطة التفاعلية، التي شهدت إقبالاً كبيراً من الأطفال من مختلف الفئات العمرية، وقدمت لهم مزيجاً من الفن والخط والموسيقى والأدب.

وعند التنقل بين أرجاء المهرجان الحافلة بالفعاليات، يشهد «كولاج» مركز المواهب التابع لنادي سيدات الشارقة تفاعلاً كبيراً من قبل الأطفال وذويهم، ويقدم لهم مجموعة متنوعة من الحرف الفنية مثل الرسم، وتقنيات التطريز والكروشيه، والموسيقى، والخط العربي، وتزيين الأواني، إضافة إلى البحث عن نقاط القوة في شخصياتهم، وتقديم معلومات لوالديهم عن كيفية اكتشاف هذه المواهب وتنميتها.

أما ركن «كان يا ما كان»، الذي يزخر بمجموعة متنوعة من الكتب المميزة، بألوانها الخلابة ومحتواها القيم، فقدم ورشة حولت الطفل من مجرد متلقٍ للقصص إلى حكواتي، يروي قصته المفضلة أمام أصدقائه، كما يتمكن الأطفال في هذا الركن من قراءة القصة التي قاموا بتأليفها، لينموا مواهبهم ويحفزوا بقية الأطفال على تأليف قصصهم الخاصة، وركز هذا الركن على الجانب الفني للطفل لمساعدته على اكتشاف موهبته.

وفي ردهة مميزةً، تحت عنوان «نادي مواهب المؤلف الصغير»، تعلم الأطفال مهارات تحويل الكتاب الورقي إلى إلكتروني، بطله ومخرجه ومؤلفه هو الطفل، الذي يستطيع الاشتراك بتطبيق «المؤلف الصغير» من أجل تأليف قصته الخاصة بطريقة مبتكرة، كما يمكنه إخراج القصة وإضافة الرسومات التي يرغب فيها، لتخرج قصته في النهاية بالشكل الذي يريده لها، ويستطيع نشرها على التطبيق بعد ذلك.

الدخول إلى لعبة «المتاهة» يشكل بحد ذاته مغامرة، فمنذ اللحظة الأولى لاستماع الزائر لأحداث هذه القصص، يشعر وكأنه تحول إلى جزء من الأحداث التي يشاهدها على جدران المتاهة، إذ تم تنفيذ الرسومات بطريقة فنية جذابة، واستخدمت الألوان الفسفورية المضيئة في رسم شخصيات هذه القصص.

البداية تكون مع قصتي «هانسيل وغراتيل» و«رابونزيل» من الأدب الألماني، ليواصل الزائر مسيرته مع قصتي «لينا الصغيرة» و«ملكة الثلج»، وهما من تأليف هانس كريستيان اندرسون، وتمثلان الأدب الدنماركي، لينتقل بعدها نحو الأدب الفرنسي في ثلاث قصص هي: «الأمير الصغير» من تأليف انطوان دي سانت اكزوبيري، وقصة «سندريلا» التي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية كثيرة، وقصة «ذات الرداء الأحمر» التي تحولت إلى مسلسلات تلفزيونية، لينتقل بعدها إلى تجربة «جاك مع شجرة الفاصولياء»، وليعيش أحداث «أليس في بلاد العجائب»، وهي قصص اقتبست منها السينما أفلاماً كثيرة، وتمثل الأدب الإنجليزي، لتكون حكاية «علي بابا والأربعين حرامي» التي تعد واحدة من روائع التراث العربي ختام الرحلة.

إلى بلاد الشمس

وضمن فعاليات مقهى التواصل الاجتماعي في المهرجان، عاش متابعو مواقع التواصل الاجتماعي، في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، يوماً مميزاً بمشاركة الشاب الياباني المقيم في دولة الإمارات، منصور الياباني، الذي لفت أنظار زوار المهرجان لحديثه باللهجة الإماراتية بطلاقة، بعد أن أخذهم في رحلة إلى بلاد الشمس المشرقة (اليابان)، ليجلب لهم مغامراته الشيقة ورحلاته الممتعة.

اينوبرنو الياباني الملقب بـ«منصور الياباني»، بدأ مسيرته في عالم التواصل الاجتماعي، لينقل إلى المجتمع الإماراتي العادات والتقاليد اليابانية، وليقدم لهم عادات شعبه وأكلاته، كما تحدث للجمهور عن العديد من النقاط المشتركة بين المجتمعين الإماراتي والياباني.

وتفاعل زوار مقهى التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع منصور الياباني، الذي أطل عليهم بلباسه التقليدي «كيمونو»، وتحدث طوال الوقت باللهجة الإماراتية بشكل متقن، وعبّر عن مدى حبه للعديد من الأكلات الإماراتية الشعبية، مثل الخمير، واللقيمات، والمجبوس، كما تناول زياراته إلى العديد من دول الخليج، مثل عُمان والبحرين والكويت، وعن الفروقات بين اللباس التقليدي في كل واحدة من هذه الدول، والفرق بين أكلاتهم الشعبية، والتي فأجات الجمهور بقدرته على التمييز بينها.

تواقيع

مثّل ركن التواقيع في المهرجان الذي تتواصل فعالياته في مركز إكسبو الشارقة حتى 30 الجاري، فرصة للأطفال ليكونوا على لقاء تفاعلي مع المؤلفين العرب والأجانب الذين يستضيفهم الحدث، وشهد الركن ازدحاماً من قِبل الأطفال بمختلف شرائحهم العمرية الذين اصطفوا في طوابير للحصول على نسختهم من آخر الإصدارات الموجهة لهم بأكثر من لغة.

وتخلل قيام المؤلفين بتوقيع كتبهم حوارات، ردّوا فيها على أسئلة الأطفال واستفساراتهم، وتحدثوا فيها عن إصداراتهم ورسائلها ومضامينها. والتف الأطفال حول الكتّاب الفائزين بجوائز مهرجان الشارقة للطفل، ليتعرفوا إلى الإصدارات التي تم اختيارها من قبل لجان التحكيم من بين مئات العناوين التي رُشحت لنيل هذه الجوائز.

ووقّعت الكاتبة والناشرة السعودية، أروى خميس، كتابها «أنا رومي» الذي حصد جائزة أفضل كتاب للطفل عربياً. كما وقّعت د. طاهرة أرشد كتابها الذي فاز بجائزة أفضل كتاب أجنبي للطفل، الذي يحمل عنوان «الحجر الأسود».

فيما وقّعت الطفلة السعودية سديم النهدي (11 عاماً) قصتها «لن أفشي سراً بعد اليوم»، تناولت قصة صديقتين صغيرتين، إحداهما أعطت سرها للأخرى، واحتفظت به حتى كبرت ولم تفشِ سرها لأحد، وهدفت من هذه القصة إلى تعليم الصغار المحافظة على الأسرار، وعدم البوح بها لأي شخص، مهما كانت الأسباب.

تويتر