3 عروض في ليلة واحدة بينها مسرحيتان تنافسان على الجائزة

«لا تقصص رؤياك».. إقبال كبير في الكويت على العــرض الإماراتي

تميزت لغة العمل الإماراتي بالشاعرية وبإبهار سينوغرافي وتنوع بصري. الإمارات اليوم

قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في الكويت، أول من أمس، مسرحية «لا تقصص رؤياك»، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الثامن، وهي من الأعمال المنافسة على النسخة الخامسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عرض مسرحي عربي، والمسرحية من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، ولقي العرض الإماراتي حضوراً كبيراً من جمهور وعشاق المسرح، كما شهد مسرح التحرير في منطقة كيفان عرض مسرحية «عطيل» الجزائرية، وهي مسرحية خارج المنافسة، في حين شهد مسرح الدسمة في منطقة الدسمة عرض مسرحية «صدى الصمت» الكويتية المنافسة على الجائزة.

«عطيل»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/8ae6c6c5502ee51c015246067d45f6e25%20(2).jpg

قدمت فرقة النوارس الجزائرية مسرحية «عطيل» على خشبة مسرح التحرير في منطقة كيفان، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الثامن في الكويت، وهي من خارج الأعمال المنافسة على الجائزة، من إخراج أحمد مداح. ووفق مخرج العمل فإن «عطيل» تروي قصة مغربي حديث الزواج بالجميلة الايطالية ديدمونة، حيث يعين كقائد حرب ضد الأتراك، لكن الحرب تنتهي بغرق سفن الأعداء في البحر، بعدها يعين عطيل حاكم جزيرة قبرص، أما ياغو منبع الشر والخديعة فتشتعل فيه نار الغيرة لتعيين عطيل ولتسمية الأخير كاسيو ملازماً له، فيقوم باستدراج عطيل إلى ملعب الغيرة والشك، ويدس خطته المحكمة بأن هناك علاقة غرامية بين ملازمه كاسيو وزوجته ديدمونة لجعله يثأر من الاثنين.


«صدى الصمت»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/8ae6c6c5502ee51c015246067d45f6e25%20(1).jpg

شهد مسرح الدسمة في منطقة الدسمة، عرض مسرحية «صدى الصمت» الكويتية، من تأليف الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود، وإخراج فيصل العميري، وهي من بين المسرحيات المنافسة على النسخة الخامسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عرض مسرحي عربي، في مهرجان المسرح العربي الثامن بالكويت. وكانت المسرحية مثلت الكويت في مهرجانات خليجية عدة، ووفق مخرج العمل فإنه حاول أراد تقديم عمل يناسب المشهد العربي اليوم، حيث قدم العمل وسط الرصد في المشهد الثقافي العربي. وتدور حكاية «صدى الصمت» في قالب من الكوميديا السوداء والمعاناة بسبب الحروب وفقدان الأبناء والأحبة والاغتراب عن الوطن. هي حكاية رجل وامرأة من بلدين قامت بينهما الحرب قتل فيها نجل كل منهما، فقررا الرحيل والهجرة، لتجمعهما المصادفة هناك في بلاد الاغتراب، وتقف اللغة حاجزاً كبيراً في التواصل بينهما، كي يفهم أحدهما الآخر ويتعرف الى قصته وحكايته، وذلك حتى نهاية الحكاية، حيث يجمعهما الحزن والمأساة والمعاناة وفقدان الأبناء والوطن بعد أن فرقتهما الحرب.

وفي التفاصيل، انطلق عرض مسرح الشارقة الوطني مع عبارة «اقصص رؤياك» التي بقيت حاضرة بين الحين والآخر لتبدو وكأنها شرارة وإشارة الصراع الذي يعيشه «منار» الذي كان غط في نوم عميق واستيقظ للتو، وسط محيط غريب وأصوات تصدر منه تقول «إني أرى»، مع محاولات من زوجته كي لا يقصص رؤياه، تقديراً منها في ما يبدو أن تلك الرؤيا ستكون محطة مفصلية وذات تأثير عميق في مستقبل العالم المتقلب الذي ينتمي إليه الزوجان، وكأنه يشير إلى واقع عالمنا العربي اليوم بما فيه من إشكالات. ووضعت «لا تقصص رؤياك»، التي تدور حول شخص يقوده مصيره إلى الدخول في متاهة، جمهور المسرح في أجواء شعرية واحتفالات صوفية ممزوجة بواقعية، فاللغة التي سادت في العمل والحوارات كانت شاعرية عموماً، كما صاحب تلك الشاعرية إبهار سينوغرافي وتنوع بصري تكامل مع شاعرية اللغة.

في العتمة كان «منار»، بطل المسرحية، ومن حوله أشباح تقودهم امرأة على هيئة عرّافة، تقترب من الرجل وتحرضه قائلة «اقصص رؤياك، اقصص رؤياك»، وتردد المجموعة خلفها «اقصص رؤياك»، ثم ينتفض الرجل من جديد، وتنتفض المرأة التي بجانبه مذعورة وتنهر تلك العرافة لتردعها عن تحريض زوجها على قص رؤياه، ثم تبدأ بمناداة زوجها، فيستيقظ منار مذعوراً، ويقول لزوجته لقد رأيت رؤيا وقد تحققت، لكن المرأة تذعر من تلك الرؤيا، ولا تريد أن تسمعها، وتقول له «لا تقصص رؤياك»، فيجيبها أنه لا يستطيع أن يكتم ذلك، لأنه رأى تحقق تلك الرؤيا، وهنا تتدخل العرافة فتبدأ في تحريضه من جديد على قص رؤياه.

«منار»، بطل المسرحية، يظهر تارة مع الراقصين والحشاشين والسكارى، وتارة مع زوجته في حيرة من أمره ومما هو عليه ووصل إليه، ويحاول أن يبرر كل ذلك لأنه يحتاج الى المال ويحتاج للبحث عن مستقبل أفضل لابنه بعيداً عن الشقاء والتعاسة، لكنها ترد عليه بحزم، بأن هذا تبرير واستسلام ومذلة.

 

وتتنوع مشاهد المسرحية لتقدم للجمهور مشهداً يظهر أهل المدينة وهم يتندّرون على ما صار إليه «منار» من وجاهة، بين مدّعٍ أنه صاحب كرامات وخوارق، ومكذب يتهمه بالاحتيال والدجل، وتنتهي المسرحية بمشهد أخير تظهر فيه حشود شعبية تتنافس على منار وتريده أن يكون زعيمها، ويُركبوه في سيارة، لتأتي زوجته محاولة استرجاعه ومنعه من الذهاب معهم، لكنها تسقط أرضاً وتدهسها السيارة وتتركها جثة هامدة، في حين ينطلق الرضيع حياً بعيداً عنهم مواصلاً الحياة، كما يُفترض أن تكون.

فرقة مسرح الشارقة الوطني في سطور

بدأت فرقة مسرح الشارقة الوطني مشوارها الفني عام 1975، وهي فرقة مسرحية أهلية ومؤسسة ذات نفع عام مقرها الشارقة، تعتمد في أنشطتها وإنتاج مسرحياتها على دعم المؤسسات الحكومية.

أنتجت الفرقة أعمالاً مسرحية عدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومن بين تلك الأعمال، «عودة هولاكو، القضية، الواقع صورة طبق الأصل، الإسكندر الأكبر، النمرود، الحجر الأسود».

تميزت الفترة التأسيسية بالعمل الجماعي تأليفاً وإخراجاً، وفتحت الفرقة أبوابها للخبرات الفنية المسرحية الخليجية والعربية، من أمثال صقر الرشود، المنصف السويس، فؤاد الشطي، إبراهيم جلال، جواد الأسدي، قاسم محمد، وغيرهم.

عملت الفرقة خلال مسيرتها على نشر الوعي الفني والثقافي وإنتاج مسرحيات تعالج الكثير من قضايا المجتمع بأساليب مسرحية مختلفة، وهي فرقة مسرحية جادة في الطرح والمضامين.

قدمت الفرقة خلال مسيرتها أكثر من 85 عملاً مسرحياً، وسعت إلى توطيد أواصر التعاون بينها وبين الفرق المسرحية الأخرى، بالإضافة إلى الشراكة الأدبية والفنية مع الجهات المسرحية والثقافية حول العالم.

حصلت الفرقة على جوائز عدة، وشاركت في ملتقيات فكرية وثقافية وفنية محلية وعربية عديدة.

أصدرت الفرقة مجلة متخصصة في عالم المسرح (الرولة)، وأقامت العديد من الورش المسرحية لتدريب الكوادر الجديدة.

تمتلك الفرقة مكتبة مسرحية كبيرة تحوي نصوصاً ودراسات وكتباً خاصة بالمسرح، بالإضافة إلى مكتبة فيديو تحوي تسجيلات مرئية لمعظم الأعمال المسرحية التي قدمتها الفرقة، إضافة إلى مسرحيات محلية وخليجية وعربية.

تويتر