يتبع تقنية للون الأسود لتناول موضوعات أسطورية

المزروعي أكثر انفتاحاً على التجريب في أول معارضه بأوروبا

صورة

يخطو الفنان الإماراتي محمد المزروعي أولى خطواته في أوروبا، من خلال معرضه الفردي الأول الذي افتتح أمس، في غاليري «AB» في لوزان بسويسرا، ويستمر حتى 23 مايو المقبل.

«غاليري» ومدير أعمال

عن كيفية التنسيق لإقامة المعرض؛ أوضح الفنان الإماراتي محمد المزروعي، الذي يجمع بين التشكيل وكتابة الشعر، وصدرت له ست مجموعات شعرية، وترجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، أن صاحبي غاليري «AB» في لوزان، الزوجين هايدي وفرانزو لوبي، لديهما اهتمام بالمنطقة العربية، خصوصاً الخليج، واعتادا التردد على المنطقة منذ 2006، ويجمعهما تعاون مع غاليري «ثرد لاين» في دبي منذ تدشينه، كما يقومان باستضافة معارض لفنانين إماراتيين. وأضاف: «تتحمس غاليري (AB) لفن الشرق الأوسط بشكل عام، حيث يختار صاحباها فنانين من المنطقة، من وجهة نظرهم يكونون على دراية بفلسفة الفن، ويقومان بتبني فكر الفنان، وتسويق أعماله في أوروبا خلال فترة تراوح بين عامين أو ثلاثة، إلى جانب توجيه الفنان وتقديم نصائح له لتطوير فنه، وهو دور يشبه إلى حد كبير فكرة مدير أعمال فني». لافتاً إلى ان الغاليري تبنى حتى الآن 15 فناناً وفنانة، تربطه بهم علاقة دائمة على المستوى المهني والفني والاجتماعي والانساني، كما يخطط الغاليري لإقامة معرض لأعمال هؤلاء الفنانين، هذا العام، تحت عنوان «متحف الشرق الأوسط».

بعيد عن السائد

قال فرانز لوبي، صاحب غاليري «AB» في لوزان، إن أعمال المزروعي لفتت نظره بشدة بمجرد رؤيته لها، نظراً لما تحمله من تعابير وملامح مختلفة، إلى جانب أسلوبها الفني البعيد عن السائد على الساحة، أو المتوقع في العالم العربي لدى فناني المنطقة، لافتاً إلى انه بعد مشاهدة أعمال المزروعي، التي شارك بها في معرض «تعابير إماراتية» الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في جزيرة السعديات 2013، قرر أن يتعاون معه.

ويضم المعرض 25 لوحة جديدة تعكس للمتابع لأعمال المزروعي ولأسلوبه الفني الخاص الذي يتفرد به، بعض التحولات التي تشير إلى المزيد من النضج، والمزيد من الرغبة في التجريب واكتشاف مناطق جديدة في تجربة الفنان الفنية، فتتجه أعمال المزروعي الجديدة، التي لا تحمل عنواناً، الى فكرة استخدام اللون الواحد كخلفية للعمل، مع الرسم عليه بالباستيل الأسود بطريقة التخطيط، ما يعطي شعوراً بالبدائية. أيضاً تعكس اللوحات أن هناك توجهاً جديداً لدى الفنان، وسيستمر بحسب ما أوضح، بالعمل على اللون الأسود فقط، وهو ما يتفق مع الموضوعات التي يسعى الفنان لمعالجتها في الأعمال المعتمدة على هذا اللون، وهي موضوعات ذات طبيعة أسطورية، مثل الظلام والموت والأشباح والخوف، لافتاً إلى استخدامه خامات ترابية سوداء تتكون من ثلاثة أنواع تتحلل بالماء والزيت والكحول.

ماذا عن التركيز الواضح على الوجوه والعيون والذي يعد من أبرز سمات أعماله؛ يوضح محمد المزروعي أن التركيز على العيون لايزال موجوداً في أعماله الجديدة، لكنه يخفت بحضور الموضوع المُركب، ففي السابق كانت اللوحة للوجه فقط، ومن هنا كان حضور العيون مركزاً للعمل، بينما تسعى الانتقالات الجديدة لوضع درامي أشبه بكلاسيكيات المسرح القديم، مثل سوفوكليس وغيره، ممن حققوا للمأساة الإنسانية أسئلة محددة لمواجهة الوجود في مُطْلَقه الاجتماعي، معتبراً أن الأهم دائماً هو التكثيف البصري الذي يعتمد على بدائية التناول، رجوعاً إلى الأصل المُعقَّد للكائنات بدءاً من الأميبيا/ خلية المادة الأولى.

الأمر نفسه ينطبق، إلى حد كبير، على حضور المرأة في أعمال المزروعي في معرضه الجديد، حيث اكتسب حضور المرأة مزيداً من التعقيد، حيث تحول إلى فكرة كائن متحول تندمج فيه المرأة بالرجل بالطفل بالحيوان بالأشياء، وهذا ما يفسر وجود بعض المفردات المنفصلة داخل العمل، تحقيقاً لدلالة الإشارة إلى لحظة عماء غامضة. أيضاً؛ تشهد الأعمال الأخيرة للفنان اختلافاً في مساحات اللوحة وتعدد مقاساتها، مع زيادة الميل للمساحات الكبيرة، نظراً لأن الحالة الجديدة تقتضي التعدد وعدم التقيد، تحقيقاً للماهية المُفَجِّرة للبحث درامياً، وقد يؤدي ذلك لاحقاً إلى الأعمال الجدارية بقصد الحجم التسلسلي، وصولاً إلى لوحة سردية، بحسب ما ذكر.

وأضاف: «بشكل عام؛ تنتمي الأعمال للتعبيرية الجديدة، وتسعى لعمل معالجات بصرية خارج مفهوم الشكل، فبرغم أنها تستخدم الشكل، إلا أنه هنا مجرد وسيط، أشبه ببحث بصري، الغرض منه ما وراء اللوحة التي تحمل في الوقت نفسه شحنة عاطفية عنيفة ترتبط بالموضوع».

تويتر