نهيان بن مبارك أكّد أهمية الاستفادة من توصيات «حوار الأديان»

«قمة العشرين»: تجربة الإمارات في التعايش متفرِّدة

نهيان بن مبارك: حوار الأديان وسيلة للتعاون بين كل البشر لتحقيق الحياة السعيدة لكل بني الإنسان. تصوير: أشوك فيرما

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أهمية الاستفادة من التوصيات والنتائج، التي تم طرحها خلال مؤتمر «حوار الأديان»، لتحقيق مصالح الشعوب، وحل المشكلات التي تواجه البشرية جمعاء، ليصبح حوار الأديان وسيلة للتعاون بين كل البشر، لتحقيق الحياة السعيدة لكل بني الإنسان.

وأشادت قمة العشرين لحوار الأديان بتفرد تجربة الإمارات في التسامح والتعايش، ونجاحها في تقديم نموذج يعلِّم البشرية أن الحرية الدينية والتسامح هما أساس التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والسعادة الإنسانية.

جائزة «حوار الأديان»

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن «الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ضرورة من ضرورات هذا العصر، وواجب إنساني»، مشدداً على أن الإمارات هدفها الدائم هو الحوار بين الأديان والثقافات، ومد جسور التواصل والتفاهم في ما بينها ومعرفة كل منها بوجهة نظر الآخر، لأن الحوار يسهم في اكتشاف المصالح المشتركة بين أتباع الأديان والثقافات، ويساعد على تطوير العلاقات الصحيحة بينهم. وأوضح أن مجتمع الإمارات، بما فيه من تنوع في الثقافات، يدل على أنه مجتمع تصان فيه حرية المعتقد والعبادة.

وتوجه الشيخ نهيان بن مبارك بالشكر إلى القائمين على قمة مجموعة العشرين، مؤكداً أن منحه جائزة «حوار الأديان التقديرية»، التى أعلنت القمة عن منحها له، يشكل اعترافاً دولياً بالجهود التي تبذلها الإمارات في بناء نموذج بشري متميز للانفتاح على الآخر، والتعايش بين جميع الأديان.

وفي جلسة خاصة، تناولت النموذج الإماراتي للحريات الدينية والتسامح والتعايش بين مختلف العقائد والأديان، تحدث خمسة من قادة الكنائس والمعابد الدينية الموجودة على أرض الإمارات؛ بالإضافة إلى الكاتب والمفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن، منوهين بالتجربة الإماراتية وتفردها.

في بداية الجلسة، استعرض مدير المعهد الدبلوماسي السابق، يوسف الحسن، المحددات العامة للنموذج الإماراتي في التسامح والتعايش في إطاره الدستوري. وقدم مجموعة من الخبرات والتطبيقات العملية للممارسة الإماراتية في هذا المجال، بما فيها السماح بإقامة معابد دينية لغير المسلمين، كما قدم عرضاً لتطور التجربة الإماراتية في التنمية، من خلال الانفتاح على الآخر، وتوفير شروط الاستقرار والعمل والتفاعل الإنساني بين أتباع مختلف الديانات والعقائد؛ مسترشداً برؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجاه العمل الإنساني، الذي تقوم به الإمارات في عدد من الدول؛ بغض النظر عن عقائد هذه المجتمعات. كما قدم رؤيته لمسألة مواجهة الإرهاب والتطرف، وأشار إلى نقاء الدين من كل معاني العنف ورفض الآخر.

بينما أعرب رئيس معبد كوروناناك داربار لطائفة السيخ، سوريندر سينج كاندهاري، عن امتنانه لقيادة دولة الإمارات، التي منحت طائفته مساحة من الأرض مجاناً في جبل علي بدبي، لبناء معبد للسيخ عليها، منوهاً بأن 50 ألفاً من السيخ يعيشون في حرية تامة على أرض الإمارات، وأنه يدعو قمة العشرين إلى حوار الأديان، للاستمرار في هذا الحوار، لما فيه مصلحة جميع البشر في العيش معاً بسلام واستقرار ورخاء.

أما رئيس الطائفة البروتستانتية، الأب كاميرون، فعبر عن تجربة طائفته في الإمارات، ومدى الحرية والدعم والمساندة والترحيب التي يلقاها من قيادة دولة الإمارات الكريمة، وشعبها المضياف، داعياً الحضور إلى زيارة الإمارات، للاطلاع على هذا النموذج الفريد في التعايش بين الأديان.

من جانبه، قال رئيس الطائفة الإنجيلية، الأب أندرو تومبسون، إنني «يشرفني أن أقدم لكم النموذج الإماراتي، الذي يمثل جنة التسامح الديني». وأضاف أن قمة مجموعة العشرين لحوار الأديان قد انبهرت بما تقدمه الإمارات من أفضل قيم الإسلام، في الكرم وحسن الضيافة والسخاء والترحيب وقبول الآخر.

من ناحيته، تناول رئيس طائفة المورمون المسيحية، الدكتور روبرت باتمان، خبراته الشخصية في الإمارات، ومدى الترحيب والمساندة المالية والإدارية التي تلقاها من المسؤولين الإماراتيين.

أما ممثل الكنيسة القبطية في الإمارات، الدكتور أشعيا هارون، فألقى كلمة معبرة قاطعها الحضور بالتصفيق الحاد، واستعرض فيها تاريخ الكنيسة القبطية المصرية في الإمارات؛ إذ تمت إقامة أول قداس للأقباط في أبوظبي عام 1974، وتم بناء أول كنيسة داخل مجمع الكنائس في عام 1984، ثم خصص المغفور له الشيخ زايد قطعة من الأرض، وتم بناء أول كاتدرائية للأقباط في الخليج، وافتتحها قداسة البابا شنودة الثالث في عام 2007، حيث يمارس الأقباط عباداتهم بكل حرية. واستعرض هارون اللمحات الإنسانية للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائلاً إنه «لولا دعم سموه ما كان لكاتدرائية الأقباط في أبوظبي أن تنجز».

تويتر