المزاد ينطلق 21 الجاري.. ويضم روائع «الرواد»

«الزعيم» في «كريستيز دبـــي»

صورة

بباقة من لوحات وروائع رواد الفن في الشرق الأوسط؛ ينطلق مزاد كريستيز للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة في دبي، بفندق جميرا أبراج الإمارات، في 21 الجاري. ويتضمن المزاد 122 قطعة، تأتي في طليعتها لوحات مأخوذة من ثماني مجموعات من المقتنيات العائلية المعروفة بالمنطقة، من أبرزها مجموعة شاملة من لوحات الفنان التشكيلي اللبناني شفيق عبود من المقتنيات الحصرية لكل من فيفيان وروبرت دباس بالعاصمة اللبنانية بيروت. ويتضمن المزاد أيضاً لوحات من مقتنيات إيرانية خاصة مرموقة، من مقتنيات الدكتور محمد سعيد فارسي، ومقتنيات عائلة توبلر، إلى جانب المقتنيات الخاصة للفنانين حامد عويس، من أبرزها «الزعيم وتأميم القناة»، وإيلي كنعان، ومحمود حمَّاد، ولوحات عراقية حديثة من مقتنيات الراحل الدكتور خالد القصّاب.

ويشمل المزاد أيضاً لوحات شهيرة لكل من محمود سعيد، وبول غريغوسيان، وفاتح المدرس، وبرويز تانفولي، وسهراب سبهري، إلى جانب أعمال فنانين معاصرين من أمثال أيمن بعلبكي، وهيف كهرمان، وركني حائري زاده، وفرهاد موشيري.

وقالت المدير المشارك لدى كريستيز ومديرة المزاد، هالة خياط، إن «دار كريستيز واثقة بأن العديد من اللوحات المعروضة بمزادها المقبل بدبي ستكون محطَّ أنظار كبار المقتنين، لجودتها الأخاذة، ولأنها مأخوذة من مقتنيات عائلية مرموقة أو من المقتنيات الشخصية للرسامين أنفسهم، علاوة على أن لوحات عدة لم تُشاهد بمزاد من قبل على الإطلاق».

ومن المتوقع أن تستأثر ثلاث لوحات لمحمود سعيد (1897 ــ 1964)، أحد رواد المدرسة المصرية والعربية الحديثة في الفنون التشكيلية، باهتمام كبار المقتنين خلال مزاد كريستيز المقبل، في طليعتها لوحة «فلاحة في العلمين» التي كانت في الأصل ضمن المقتنيات الخاصة للراحل الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة في مصر خلال الفترة من 1959 ــ 1964. واختار سعيد اللون الأصفر الساطع المفعم بأشعة الشمس للأرض، مقابل اللون الأبيض الخالص للتلال الواقعة في خلفية اللوحة، واللون الأزرق بنقاء أخاذ للبحر. وقال نقاد إن سعيد برع في إبراز الألوان التي تشتهر بها العلمين، البلدة التابعة لمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتُعَدُّ «الفلاحة» المصرية من الأفكار التي شغلت سعيد في لوحاته وأعماله. وفي هذه اللوحة، تظهر الفلاحة على ظهر حمار على قمة تلة لتهيمن على المشهد. وأضفى سعيد لمسة خاصة على الفلاحة التي ارتدت فستاناً أحمر زاهياً من فوقه معطف أزرق غامق. وكما في العديد من لوحات سعيد عن الفلاحة المصرية، تبرز هذه اللوحة جمالية المرأة المصرية، وتراوح القيمة التقديرية الأولية للوحة بين 400 و600 ألف دولار.

كذلك من المتوقع أن يتنافس المقتنون خلال مزاد كريستيز على لوحتين نادرتين للفنان التشكيلي المصري حامد عويس (1919 ــ 2011)، أحد أبرز رواد الواقعية الاشتراكية في مصر، إحداهما لوحة «الزعيم وتأميم القناة» التي تُظهر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مخاطباً الجماهير في 26 يوليو 1956 بمدينة الإسكندرية، ورافضاً تدخل البريطانيين والفرنسيين في الشؤون الداخلية المصرية. وتخلِّد هذه اللوحة تلك اللحظة التاريخية في مصر مثلما تجسِّد الرؤية الاشتراكية لعويس ودعمه لناصر. وتراوح القيمة التقديرية الأولية للوحة بين 150 و200 ألف دولار.

ومن بين أبرز الأعمال المشاركة بمزاد كريستيز المقبل سلسلة لوحات نادرة للفنان التشكيلي اللبناني شفيق عبود (1926 ــ 2004) من المقتنيات الحصرية لكل من فيفيان وروبرت دباس بالعاصمة اللبنانية. وتجسّد هذه اللوحات، وهي كبيرة الحجم في معظمها، براعة يد عبود المجرَّدة، وتمثل كل واحدة منها لوحة تمهيدية ومحطة فارقة في رحلته التجريبية المعمقة الممتدة لستة عقود بحثاً عن جوهر الضوء من خلال اللون. ومما نقل عن عبود في هذا السياق قوله «لا أتوقف إلا عندما يتصادف اللون والضوء، لا أستطيع أن أهرب من اللون فهذا قدر لا مفر منه وطبيعة كامنة، عيناي تنبهران بالألوان». ومن أبرز لوحات عبود المشاركة بمزاد كريستيز لوحة «الغرفة الكبرى 3» المعروضة بمنزل المقتنين ببيروت (150 ــ 200 ألف دولار)، ومن المتوقع أن تحصد لوحات عبود الـ10 نحو مليوني دولار.

ويشمل مزاد كريستيز أيضاً عملين للفنان السوري محمود حمّاد (1923 ــ 1988)، رائد التجريد وأول الفنانين السوريين الذين وظفوا جمالية الحروف العربية في أعمالهم، والعملان المشاركان من المقتنيات الخاصة بعائلته، أحدهما لوحة «الإيقاع الأزرق - البنفسجي في خمسة أوقات»، وهي لوحة تكعيبية على امتداد خمس لوحات، وتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 30 و40 ألف دولار.

وُلد إيلي كنعان في بيروت عام 1926 وخلال دراسته بالعاصمة الفرنسية عرض لوحاته هناك، وفاز بالعديد من الجوائز الفنية المرموقة. وتجسِّد اللوحات الثلاث المأخوذة من مقتنيات كنعان الشخصية مراحل مختلفة من رحلته الإبداعية؛ فلوحة Rêveuses تُظهر ثلاث فتيات على مقربة من البحر في لوحة تبرز تأثُّر كنعان بالمدرسة الانطباعية، فألوانها المتوسطية الباهتة تُظهر تأثير أشعة الشمس في الأشخاص (القيمة التقديرية الأولية 20 ــ 30 ألف دولار)، فيما تعود اللوحة الثانية L’Attente إلى عام 1993، وتُظهر شخصاً واحداً، فيما تبدو خلفية اللوحة شديدة البرودة في مؤشر إلى الحرب الأهلية في لبنان (25 ــ 30 ألف دولار). وأما اللوحة الثالثة فتعود إلى عام 2003، وهي من آخر أعماله التعبيرية التجريدية، وتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 20 و30 ألف دولار. وبالانتقال إلى إيران، يشمل مزاد كريستيز المقبل ثمانية أعمال من مجموعة مقتنيات إيرانية خاصة ترصد تاريخ الفن الحديث في إيران، لاسيما خلال الفترة من 1960 ــ 1970، لوحة للرسامة ليلي متين - دفتري (1937 ــ 2007)، وأعمال لكل من قاسم حاجي زاده، وبهمان محسس، والنحات الشهير برويز تنافولي.


لؤي كيالي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/204529.jpg

من بين اللوحات التي جمعتها عائلة توبلر في ستينات القرن الماضي، أثناء وجودها في سورية، أربع لوحات للفنان السوري لؤي كيالي (1934 ــ 1978)، منها بورتريه لزوجته وابنه. وكانت اللوحة الثانية التي اقتنتها عائلة توبلر من كيالي لوحته الشهيرة لبلدة معلولا (1963)، التي رسمها باللونين الأبيض والأسود، لتنفرد عن بقية لوحاته عن البلدة ذاتها (القيمة التقديرية الأولية: 60 ــ 80 ألف دولار).

منحوتة حكمت

 

ترصد 10 أعمال من مقتنيات الراحل الدكتور خالد القصّاب، الطبيب الذي كان أحد المؤسسين المعروفين لجماعة «الرواد»، الحركة الفنية في العراق في خمسينات القرن الماضي، من أبرزها منحوتة برونزية غير معنونة لنساء وأطفال من أعمال محمد غني حكمت، أحد أشهر النحاتين العراقيين (1929 ــ 2011). وتراوح القيمة التقديرية الأولية للمنحوتة بين 40 و60 ألف دولار.

 

لمسات إيرانية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/204527.jpg

من بين أبرز الأعمال المعاصرة المشاركة بمزاد كريستيز بدبي لوحة للفنان الإيراني فرهاد موشيري، بعنوان «ناكش الأسنان» (2008)، تُظهر رجلاً أنيقاً مرتدياً نظارة مرصعة بالألماس وهو ينكش أسنانه (القيمة التقديرية الأولية: 180 ــ 220 ألف دولار). ويثير موشيري في هذه اللوحة بروز الأثرياء الجُدد بالمنطقة من خلال الرجل الأنيق ذي النظارة البراقة.

تويتر