الجائزة تتطلع إلى تدشين أكاديمية ومتحف وقاعدة معلومات عالمية للمصورين

«حمدان بن محمد للتصوير الضوئي».. احتفاء بألوان الحياة وليلها

من الأعمال المشاركة في الدورة الثالثة لجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير. تصوير: أحمد عرديتي

لا وقت للراحة في حضرة الإبداع، هكذا كان لسان حال أعضاء الأمانة العامة لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، وهم يعلنون مساء أول من أمس، عن إطلاق فعاليات الدورة الرابعة من الجائزة، بعد 24 ساعة فقط من اختتام نظيرتها الثالثة، لتحافظ على موقعها ايقونة حاضنة لإبداعات محترفي وهواة فن التصوير الضوئي، على مدار العام.

ودعت الأمانة العامة للجائزة العديد من ممثلي وسائل الإعلام العربية والعالمية، فضلاً عن المحلية، للكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة، التي حملت شعار «الحياة ألوان»، فيما أدخلت تعديلات جوهرية على محاورها، التي أضيف إليها محور خاص بـ«التصوير الليلي» لأول مرة.

وقال الأمين العام لمجلس أمناء الجائزة علي خليفة بن ثالث لـ«الإمارات اليوم»: إن «الدورة الجديدة تحمل تحديات أكبر للمصور المبدع، مؤكداً أن هناك العديد من المبادرات المهمة التي ستصاحب فعالياتها، والتي من شأنها أن تثري وتحرض على الإبداع من خلال (فن الصورة)»، كاشفاً عن ان الجائزة تتطلع إلى تأسيس أكاديمية ومتحف ومعرض للصور وقاعدة بيانات عالمية للمصورين.

جاء ذلك، خلال اللقاء الإعلامي الذي استضافه فندق «شانغريللا» في دبي، وتحدث فيه بشكل رئيس إلى جانب بن ثالث، كل من الفنان التشكيلي مطر بن لاحج، والمصور العالمي عضو مجلس أمناء الجائزة هنري جلال.

وقال بن ثالث إن أهم ما يميز الدورة الرابعة هو هذه الموازنة بين المتطلبات العامة واحتياجات المصور المبدع المتمكن من عدسته وقدرته على تطويعها لعكس ما يدور في خلده ويعصف في وجدانه من أفكار وتخيلات.

وأكد بن ثالث أن محاور الدورة جاءت لتتكامل على نحو يطلق عنان الإبداع للمصور، بما في ذلك محور «وجوه»، الذي يأتي بمثابة تعبير ساطع عن إبداعٍ يغزو خيال المصوّر لينقل إلى المشاهد روائع الوجوه وثناياها وتعابيرها لتظل أدوات المبدع هي الأكثر قدرة على استشراف تعابيرها وتوجيهها وحصرها في أضلاع عدسته.

وأكد بن ثالث أن المحور الرئيس للجائزة «الحياة ألوان» قادر من خلال دائرة الدلالات الثرية التي تحيط به إلى كشف دور المصور المبدع الذي يعرف كيف يوظف بحق التشابه والتضاد بين الألوان، ليخلق صورة أقرب إلى الأساطير لكنها تعيش بيننا على أرض الواقع، ليكون بمثابة الوسيط الإبداعي بين محتوى عمله وخيالاته من جهة وعيون المشاهد من جهة أخرى.

وتوقع بن ثالث أن يكشف نتاج هذا المحور مدى حرص المصور على إبراز الحياة بمختلف ألوانها وجوانبها ومواقفها، مشيراً إلى أنه يمكن أن يلتقط المشارك هذا «اللون» من حياتنا اليومية الذي قد لا ينتبه إليه الشخص العادي، لكنه يعتصر بوجدان المصور المبدع لينقله إلينا، كما بإمكانه تحدي نفسه والذهاب إلى عوالم أخرى في الجو والبحر ليبرز لنا اختلاط النور بأشياء أخرى حولنا، تعكس لنا ألواناً تجعل من حياتنا كوكبة من الأحاسيس الغزيرة. وبصرف النظر عن حالتنا حينها، إلا أن الحياة بألوانها، قاتمة كانت أم زاهية، لها مذاق خاص بها.

الحرية المطلقة، وإطلاق العنان لخيالات وقرارات المصور تتضح بشكل أكثر مباشرة في المحور الثاني للمسابقة، حسب بن ثالث، وهو المحور العام، الذي يمنح المشاركين الفرصة لتصوير كل ما يرونه مناسباً منوها بأن الجائزة ستبحث عن أفضل الأعمال التي تواكب العملية الإبداعية التي تتبناها وتسعى لتحقيقها.

«المصور، باحث دائم عن الحقيقة والتفاصيل، وكذلك الأسرار الكامنة في هذا الكون الفسيح»، مقولة يؤكدها بن ثالث في حديثه عن المحور الثالث للجائزة، وهو «وجوه»، الذي يسمح لأصحاب العدسة أن يلتقطوا شتّى المشاعر والتعابير في مختلف تجلّياتها ومظاهرها في مسعاهم للقبض على طقوس الإشارات والتحوّلات التي نشهدها في عالمنا المعاصر اليوم.

وحافظت الجائزة في محورها الرابع، رغم شعار «الحياة ألوان»، على حضور «الأبيض والأسود»، على اعتباره المجال الأكثر قدرة على كشف قدرات المصور المبدع، حيث يبقى هو الأكثر قدرة على المحافظة على أصالة الصورة وجماليتها مع مزيد من الغوص في تفاصيلها، حيث يتطلب هذا المحور حسب اللجنة المنظمة للجائزة تركيبات غرافيكية متماسكة واستخداماً احترافياً للضوء.

ومن المحاور التي تم استحداثها هذا العام محور «التصوير الليلي»، حيث أشارت اللجنة المنظمة للجائزة إلى أنها تتطلع عبره إلى أعمال «تشكل» عصارة مهارات المصورين وإبداعاتهم وتطويعها في خدمة بارقة الجمال المنبعثة من قلب سكون الظلام. ويدرك المصور أن كل ما تراه عيناه صورة فنية يسيّرها كيفما يشاء ويخرجها بالطريقة التي يتخيلها في مدارات أفكاره. نبحث هذا العام عن الفنيّات التي لا تعرف حدوداً للإبداع، «فالمصور المبدع خُلِقَ ليشهد على الحقائق ولا شيء غيرها حتى تحت جنح الظلام».

ويستمر في الدورة الرابعة ايضاً تخصيص عدد من الجوائز التقديرية، منها الجائزة التقديرية التي تمنح للأفراد أو المؤسسات التي لديها خبرات متراكمة مثلت رسالة مهنية أسهمت في سبيل الارتقاء بالمنظومة الإبداعية في التصوير، وكذلك جائزة البحث المميّز.

«أبيض وأسود»

حافظت الجائزة في محورها الرابع، رغم شعار «الحياة ألوان»، على حضور «الأبيض والأسود»، على اعتباره المجال الأكثر قدرة على كشف قدرات المصور المبدع، حيث يبقى هو الأكثر قدرة على المحافظة على أصالة الصورة وجماليتها مع مزيد من الغوص في تفاصيلها. حيث يتطلب هذا المحور حسب اللجنة المنظمة للجائزة تركيبات غرافيكية متماسكة.

جوائز تقديرية

يستمر في الدورة الرابعة أيضاً تخصيص عدد من الجوائز التقديرية، منها الجائزة التقديرية التي تمنح للأفراد أو المؤسسات التي لديها خبرات متراكمة مثلت رسالة مهنية أسهمت في سبيل الارتقاء بالمنظومة الإبداعية في التصوير،وكذلك جائزة البحث المميّز.

محاور

محاور الدورة جاءت لتتكامل على نحو يطلق عنان الإبداع للمصور، بما في ذلك محور «وجوه»، الذي يأتي بمثابة تعبير ساطع عن إبداعٍ يغزو خيال المصوّر لينقل إلى المشاهد روائع الوجوه وثناياها وتعابيرها لتظل أدوات المبدع هي الأكثر قدرة على استشراف تعابيرها وتوجيهها وحصرها في أضلاع عدسته.

الحجب أفضل «أحياناً»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/03/45%20(1).jpg

برر علي خليفة بن ثالث رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» تكرر ظاهرة حجب الجوائز، في أكثر من محور من محاور الدورة الثالثة، بتقيد المحكمين بمعايير فنية صارمة، لا يمكن تجاوزها.

وأضاف: «مؤشر الحجب يعني أن الصور في هذا المجال لم تحصل على ما مجموعه 60% من النقاط في تقدير المحكمين، في حين يتطلب وصولها إلى المركز الثاني الحصول على 81% من النقاط، لذلك فالحجب في حالة عدم تمكن الصورة المرشحة من الوصول إلى النصاب المقرر من النقاط، وهذه الآلية هي التي تضمن في النهاية هذا الألق والاحتفاء».

جماليات «الليلي»

 

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/03/45%20(2).jpg

علي خليفة بن ثالث

توقع الأمين العام لمجلس أمناء الجائزة علي خليفة بن ثالث، أن يفجر المحور الجديد الخاص بالتصوير الليلي، خيالات المصورين، ويثري مشاركات الجائزة، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»: «لا نبحث عمن يضغط على (زر) الكاميرا، أو إحدى خاصياتها، ولكن المصور المبدع القادر على إقناعنا بأن الصورة حري بها التكريم».

وأقر بن ثالث حقيقة أن هذا المحور قد يكون أكثر تأثراً واستفادة بالتقنية التي تتمتع بها الكاميرا، لكنه استبعد في الوقت نفسه، أن ينجح في الفوز بإحدى الجوائز من يراهن فقط على تطور أحد برامج التصوير أو الإمكانات التقنية للكاميرا.

وأضاف: «تسعى الجائزة إلى إتاحة اكبر فرصة للمشاركة، وتحرض على اقتحام عوالم التصوير، لكنها تسعى أيضاً إلى استدراج المبدعين لمزيد من الأفكار غير التقليدية في الإبداع».

الدرس الصيني

 

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/03/45%20(3).jpg

مطر بن لاحج.

طالب الفنان التشكيلي وعضو لجنة أمناء الجائزة، مطر بن لاحج، أن يستفيد المصورين الإماراتيين من حالة الشغف بفن التصوير التي تخلقها جائزة حمدان بن محمد، مضيفاً: «لا يوجد أي عذر يمكن أن يبرر عدم الارتقاء بهذا الفن محلياً، وهناك الكثير الذي ننتظره من المصورين في هذا الجانب».

وأضاف: «أدعو المصورين المحليين إلى الاستفادة من الدرس الصيني، فالصينيون كانوا بعيدين عن الجائزة في دورتها الأولى لكنهم أصروا على الوجود على منصة التكريم الخاصة بها، فأفردوا فعاليات ودورات هدفها الوصول إلى هذا الهدف، من خلال جهد جماعي منظم، رغم أن البعض قد يتصور أن التصوير أداء فردي».

معتبراً أن الجائزة فرصة نادرة ومهمة لجميع الموهبين في المنطقة والعالم لتقديم ما لديهم من إمكانات وإظهارها للعالم.

 

تويتر