تصويب أخطاء لغوية بصوت مسموع يشوّش على الإصغاء

الحب والوطن يجتمعان في «الشارقة للشعر»

الشاعرة المغربية صباح الدبي قدمت قصائد متنوّعة. الإمارات اليوم

قصائد متنوعة صدح بها شعراء من ضيوف مهرجان الشارقة للشعر العربي، ضمن ثالثة أمسيات المهرجان، أول من أمس، إذ جمعت الأمسية قصائد للحب والوطن بمشاركة أربعة شعراء.

أغنية

حقق الشاعر الفلسطيني مراد السوداني حضوراً بارزاً في الأمسية، وهو صاحب تجربة ممتدة سنوات طويلة في الكتابة والعمل الثقافي، وهو رئيس بيت الشعر الفلسطيني ،وأمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين. وقدم قصيدة «أغنية المحارب» بصياغتين، عمودية وتفعيلة، بإلقاء يتوافق مع حالات النص.

تنوّع في الأمسية الثانية

تميزت الأمسية الثانية لمهرجان الشارقة للشعر العربي بتنوع التجارب الشعرية، نظراً لانتماء الشعراء إلى أجيال عمرية وشعرية مختلفة، فكانت البداية مع الشاعر السعودي عيسى جرابا، الحاصل على جائزة شاعر الوطن من نادي الرياض الأدبي، إذ ألقى مجموعة من القصائد الشعرية، منها قصيدة مهداة إلى الشارقة، واختتم قراءته بقصيدة بعنوان «خطيئة»، بعد أن قرأ عدداً من النصوص التي عبرت عن أجواء شعرية مختلفة.

جاء بعد ذلك الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة، الحاصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب، وقرأ منتخبات شعرية حظيت بإعجاب الحضور، وتميزت بطابعها القصصي الذي منح القصيدة نفساً أطول وأكثر تشويقاً، منها قصيدة «ذاكرة المكان».

وكان مسك الختام مع الشاعر الأردني محمد العزام، وقدم قصائد ضمن بناء القصيدة الكلاسيكية وقصيدة التفعيلة، منها قصيدة «أحملني ميتاً».

ويحسب للمهرجان الحضور الجماهيري المتذوق للشعر، والموجود بكثافة في قاعة قصر الثقافة في الشارقة، وتفاعلهم في الأمسيات مع الشعراء وقصائدهم لدرجة تبعث البهجة، وإن كان معظم الحضور شعراء أو كتاباً من محبي الشعر. أما ما يدعو إلى الاستياء ويعكر صفو الاستماع، قيام بعض الحضور بتصحيح أخطاء لغوية ونحوية لزملائهم الشعراء أثناء القراءات، الأمر الذي يسبب إحراجاً للشاعر، خصوصاً إذا كان التصويب علناً، ما يشوش على إصغاء الحضور للشعر.

أما ما يدعو للدهشة فهو أن يلعب مقدم الأمسية دور الشاعر المشارك، على الرغم من أن مهمته تتخلص في كونه همزة وصل بين الجمهور والشعراء المشاركين، والتعريف بهم وبتجاربهم الشعرية، فيقوم بإلقاء قصائد له أو أبيات منها على عجالة قبل أن يقدم ضيوف الأمسية، وكأنها فرصة سنحت له ليستعرض قصائده، كما لو كان يقدم نفسه وليس الضيوف المشاركين. وكان أجدى أن يقوم مقدم الأمسية بقراءة مقاطع من قصائد المشاركين، علاوة على التعريف بسيرهم الأدبية وإصداراتهم، خصوصاً أن المهرجان يولي اهتماماً واضحاً بالشعراء من الجيل الجديد، ويعد فرصة للتعريف بهم. وكانت الأمسية الثالثة بمستوى جيد، ولفت الانتباه الشاعر اليمني عبدالواحد عمران منذ قصيدته الأولى التي قرأها، وهي بعنوان «شيخوخة الناي»، وعلا تصفيق الحضور بعد قصيدة «أحزان خضر». وبصوت عذب كان افتتاح مبشر لشاعرات العرب، إذ قدمت الشاعرة المغربية صباح الدبي قصائد متنوعة، لم تخل من التعبير الحسي العميق والصور الفنية المصاحبة لموسيقى الشعر وأدائها المتزن، فكانت قصيدة «هبوط خاشع» تلتها «شهقة الروح بالروح».

 

 

تويتر