مؤلفات وأزمات

«الوأد بين الوهم والحقيقة».. يثير جدلاً

الأكاديمي السعودي مرزوق بن تنباك. أرشيفية

أثار، ومازال يثير، كتاب «الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة» ردود أفعال متباينة عند صدوره، إذ قال مؤلفه الأكاديمي السعودي الدكتور مرزوق بن تنباك، إن ما اشتهر تاريخياً عن أن العرب وأدوا بناتهم، غير صحيح، متحدياً كل مخالفيه بأن يأتوا باسم واحد من العرب فعل ذلك، مشيراً إلى أن القصص التي وردت في هذا الخصوص مصنوعة من قبل وعاظ. في المقابل، هاجم دعاة وباحثون بن تنباك، معتبرين انه غير متخصص في ذلك النوع من الدراسات، مستندين إلى بعض المفسرين والقصص الشهيرة المتواترة عن الوأد.

وقال بن تنباك إن كتابه عبارة عن بحث علمي ألفه منذ سنوات، مضيفاً، في حديث لقناة العربية الفضائية أخيراً، جدد الجدل حول الكتاب «رأيت أنه لم يحدث عند العرب الوأد الذي نفهمه من القصص والروايات والتراث الذي تلقيناه، مسلمة بأن العرب كانوا يئدون بناتهم، هذا غير صحيح، أو على الأقل أنا لم أصل إلى نتيجة، ولم أعثر على أي دليل في الجاهلية على أن العرب كانوا يئدون بناتهم بالشكل الذي نفهمه كمسلمين». وتابع «لكن الوأد الذي هو قتل الأطفال بحثت فيه فوجدته موجوداً عند الأمم القديمة وعند العرب والمسلمين وعندنا اليوم ومازال مستمراً بمعنى قتل الأطفال، لكن عند العرب بمعنى أنهم كانوا يئدون بناتهم، وأنهم يأخذونهن ويحفرون لهن حفراً ويدفنونهن أحياء، هذا لم يحدث في ما توصلت إليه،ولم أجد نصاً واحداً في الجاهلية يدل على ذلك».

وعن الذين يعتبرونه غير متخصص، وأن تلك الظاهرة مشهورة ومتواترة، رد الأكاديمي السعودي «يحتاج من يدعي هذا أن يثبت حالة واحدة وأنا أقبلها، أن فلانا ابن فلان في الجاهلية فعل ذلك»، مشيراً إلى أن حتى كلمة وأد لم تأت على لسان العرب إلا بالمعنى الاصطلاحي «أما متى بدأ الوأد بمعنى قتل البنات أو دفنهن فلم يأت إلا بعد نزول القرآن {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} وهذا ما جعل كثيراً من المفسرين بالذات للأسف الشديد يتوجهون إلى أن المعني بها هي البنت، ولا أدري كيف جاءوا بكلمة البنت، لأن القصص التي جاءت في تراثنا الأدبي كلها لم تثبت عند التمحيص وهي قصص كثيرة جاء عليها الكتاب، بل حتى الذين خالفوني وافقوني على ان القصص هي من وضع الوعاظ». وضرب مثلاً بأنهم «يدعون أن عمر بن الخطاب وأد إحدى بناته، وهذا غير صحيح ولم يحدث، لا عمر وأد، ولا العرب فعلوا ذلك»، على حد قوله.

تويتر