تَصالَح مع الموت وتأثر بالصوفية واستفاد من محفوظ

جمال الغيطاني.. 60 عاماً من الكتابة

الغيطاني: أرجو أن يمهلني الله لأنجز بعض الأعمال. أرشيفية

«أنا أخطو نحو عامي السبعين، وأكتب منذ 60 عاماً، إلا أني أعتبر نفسي حتى الآن في مرحلة التكوين»، بهذه العبارة بدأ الروائي والصحافي المصري الدكتور جمال الغيطاني سرد مسيرة حياته، وبداياته مع الكتابة ونهم القراءة وتأثره بالصوفية، وعلاقة الصداقة والأبوة بالكاتب الكبير نجيب محفوظ، واطلاعه على جميع أشكال وأساليب الأدب العربي والغربي، وقضية اعتقاله وقصته مع الحبس الانفرادي.

ولد الغيطاني عام ،1945 حيث سبق مولده بساعة توقيع ألمانيا اتفاق استسلامها في الحرب العالمية الثانية، حيث قدر عليه أن يعيش الحروب، كما يقول، فقد كان مراسلاً صحافياً حربياً لجريدة الأخبار، وأول صورة في ذاكرته تنتمي لحرب ،1947 وصوت الغارة الاسرائيلية الوحيدة على القاهرة في ،1948 ذلك الصوت الذي لا يمكن تجاهله أو نسيانه.

وقال الغيطاني في وصف عائلته، خلال أمسية «التراث العربي وأوهام الحداثة» التي نظمت على هامش معرض الشارقة الدولي للكـــتاب، أول من أمس، إن «عائلتي عريقة ولكن فقيرة، كان والدي يعيش ظروفاً قاســية وكانت رحلته مع الحياة شاقة جدا، فلو اتيح له أن يحقق أحلامه في التـــعليم لكان الآن أديـباً كبيراً في صعيد مصر، أما جدتي وأمي فكانتا تتحدثان شعرا وتتـــحاوران به».

ووصف الغيطاني مدينة القاهرة القديمة قائلاً، إن «القاهرة القديمة ديوان مفتوح للخط، فتجد كل أنواع الخطوط على الجدران، وكل متر في تلك المدينة له تاريخ، كان الأفق في القاهرة يفتح لدي المدارك للخيال، من هنا بدأت القراءة، وأول كتاب قرأته هو (البؤساء) لفكتور هوجو، وأتذكر أني اشتريت الكتاب بخمسة قروش حصلت عليها في يوم العيد».

وبدأ الغيطاني يتعرف إلى المكتبات في الأزبكية ويشتري الكتب حتى إن كانت منزوعة الغلاف، أو عدداً من أوراقها غائب، إلا أنه يقرأ بشراهة ويمثل ما يقرأ، ويتأثر بشخصيات الروايات فيقلد الحركات والتصرفات، ويعترف الغيطاني بأنه حتى الآن لم يفارقه نهم القراءة، ومازال الكثير لم يقرأه.

ألم الكاتب بكل الثقافات وقرأ الروايات، وكان يفضل المترجمة منها، وصار يعرف الأدب في جميع الدول مثل الأدب الروسي والفرنسي، وفي الوقت نفسه يقرأ كتب التراث ويحضر الدروس في الجامع الأزهر، واستمع للشيخ صالح الجعفري وأتيح له أن يرى تحوله من انسان عادي إلى ولي وشيخ طريقة صوفي.

وظل يبحث الغيطاني ويقرأ الأدب العربي والغربي، وقرأ كتباً يصعب إغفالها، منها كتاب «ألف ليله وليله»، الذي اعتبر سريا ومحرماً، لكن الغيطاني انبهر بتكوينه وعالمه، ووجد فيه جميع السرد الحديث وكل ما يتخيله الكاتب والقارئ، إذ يمكن قراءة الكتاب بمقاييس واتجـاهات عدة، كــما درس علم الكون والفلك واهتم بالأبدية والموت والفناء وعلاقة الانسان بالوجود.

تعرف الغيطاني إلى الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وكان يبلغ من العمر 15 سنة، وعندما توفي محفوظ كان الغيطاني آخر شخص رآه، فقد كان أقـدم ثاني صديق له بعد توفيق صالح، فتأثر به واعتبره والداً له واستفاد منه كثــــيراً، خصوصاً أن محفوظ هو مؤسس الرواية الحديثة، وتعلم منه القدرة على ضبط الوقت فالموهبة هــــدية من الله، إذا أحسن الانسان تنميتها وتطــويرها جنى ثمارها.

دخل الغيطاني معهد الموسيقى العربية لأنه مغرم بالموسيقى الشرقية، ودرس فنون السجاد الايراني وهو خبير فني ومتمرس في السجاد الايراني، ودرس رمزية السجاد ووظفه في الكتابة، واشتغل في العمل الثقافي العام، وعمل رئيس تحرير مجلة اخبار الأدب، واعتبر تلك الفترة التي استمرت 17 سنة أشق مراحل حياته، وأكد أنه مازال يشعر برغبة في الكتابة أكثر مما كان عليه في السابق، كما أن لديه الكثير من المـشروعات التي يتمنى أن يطول عمره لينفذها.

وعن مرحلة الاعتقال في ،1966 قال الغيطاني «كنت اعتنق الافكار اليسارية المتطرفة واعتقلت في حبس انفرادي قاس بالنسبة لي، بعدها اتخذت قراراً بألا أكون عضواً في أي حزب سواء عام أو سري، وأن الكتاب هو حزب بذاته وموقفه، إلا أني مازلت أؤمــن بفكرة العدل الاجتـــماعي ومستعد للدفاع عنها حتى الموت، كانت فترة الحبس فرصة لاكتشاف نفسي».

ولفت الغيطاني إلى أنه واجه الموت كثيراً سواء في الجبهة وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر، أو خلال ازمته الصحية ومعاناته مع مرض القلب، وأكد أن «هناك فرقاً بين أن يأتيك الموت من الخارج أو ان يأتيك من الداخل، فهذا المرض أتاني من الداخل ورأيت الموت، إلا أن الموت لا يخيفني، لأني أعتبره انتقالاً من مرحلة إلى اخرى».

وقال إنه في مهمة و«الوقت محدود ولدي أعمال أرجو من الله أن يمدني بالعمر لأنجزها قبل انقضاء المهمة، فأنا متصالح مع الموت ولا أخشاه».


أجندة اليوم

10-10 مساء

امرح وتعلم

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة الطفل 1

المشاركون: شركة بيكابو

 

11 صباحاً

موسيقى الحكايات - قراءة لذوي الاحتياجات الخاصة

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة الطفل 3

المشاركون: روث كريك باتريك

واحة الابداع - الرسم على الرمل

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة الطفل 2

المشاركون: ميلان رسول

 

30:11 صباحاً

مسرحية العصفور الشجاع

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة الطفل 6

المشاركون: نزار وأميرة

 

12 ظهراً

حكايات عالمية

حكايات من الزمن الغابر والأماكن البعيدة

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة الطفل 3

المشاركون: باولا مارتن

خطوط وزخارف

انشاء القالب للوحة الخطية والزخرفية

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة الطفل 2

المشاركون: مصعب دوري - محمد فاروق حداد

 

30:6 - 30:7 مساء

أمسية شلات

المكان: مركز اكسبو الشارقة، ملتقى 1

المشاركون: محمد عبيد خادم - سلطان بن غافان

 

30:7- 9 مساء

لقاء مع أديب

المكان: مركز اكسبو الشارقة، قاعة المؤتمرات

المشاركون: بنيمين

 

8 مساء

مسرحية مدينة الأحلام

المكان: مركز اكسبو الشارقة، مسرح الطفل

المشاركون: باسمة حمادة - أحمد السلمان - مشعل الشايع

تويتر