عبدالعزيز النعيمي كرّم كاتبتين إماراتيتين بالجائزة الأدبية

«ملتقى شاهندة» يحـتفي بالسرد للطفل

ملتقى شاهندة للإبداع الروائي تناول جوانب عدة في السرد للأطفال. من المصدر

خصص ملتقى شاهندة للإبداع الروائي دورته الرابعة التي أقيمت أمس في متحف عجمان، للطفل والسرد. وتناول الباحثون والفنانون المشاركون في الملتقى جوانب متعددة، كان الطفل محورها، اذ تطرقوا الى التراث السردي الشفاهي والحكايات الشعبية والخرافات التي كانت سائدة في الماضي، علاوة على تاريخ السرد في الإمارات ودور الفن التشكيلي والمسرح والتلفزيون والكتابة للطفل في تعزيز ثقافة الطفل وهويته ووعيه وبناء شخصيته، وفي كون الفنون لغة تعبيرية للطفل. وكانت اوراق البحث تناولت زمانين مختلفين، ففي الماضي كان الطفل الاماراتي يستقي القيم الاجتماعية والثقافية والعادات والتقاليد من خلال الأمهات والجدات اللواتي يحكين الحكايات الشعبية للاطفال، التي يتداخل فيها الواقع والجانب الخرافي، في حين أصبح الكتاب والتلفزيون والتشكيل والمسرح مصادر جديدة في تكوين وعي الطفل وقيمه الاجتماعية، ولم تتطرق الاوراق البحثية الى الانترنت وكذلك أجهزة الاتصال الحديثة ودورها في تشكيل شخصية الطفل.

وكان الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة الثقافة والإعلام في عجمان، أكد أن «اهتمامنا بالطفل نابع من اعتقادنا ان قادة المستقبل هم اطفال اليوم». وحضر صباح أمس فعاليات الدورة الرابعة من ملتقى شاهندة، أحد أبرز الأنشطة الثقافية السنوية التي تنظمها الدائرة، تحت عنوان «الطفل والسرد»، وذلك في قاعة الشيخ حميد بمتحف عجمان.

وحضر الملتقى وزير الخارجية السابق، راعي الملتقى، الأديب راشد عبدالله النعيمي، والوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ضيف شرف الملتقى، بلال البدور، ونائب مدير عام دائرة الثقافة، فيصل أحمد النعيمي، ومدير مكتب رئيس الدائرة عبدالله الغفلي.

وكرم الشيخ عبدالعزيز النعيمي الأديبتين الإماراتيتين روضة الحلامي وإيمان فتح الله، لفوزهما مناصفة بجائزة شاهندة الأدبية، للعام الجاري. وفازت الحلامي، التي عملت معلمة رياض أطفال، عن قصتها «الجمل ذو السنام الصغير» الموجهة إلى الطفل، باللغتين العربية والإنجليزية، وهي ضمن مشروع «أكتب» في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. كما فازت إيمان حسين، معلمة لغة إنجليزية، بقصتها «حياة بلا ألوان»، ضمن «اكتب» أيضا، باللغتين العربية والانجليزية. كما كرم المشاركين بجلسات الملتقى، وقدم درعا تذكارية الى راشد عبدالله النعيمي راعي الملتقى.

بدأ الملتقى بكلمة الدائرة ألقتها ريم الكعبي، طالبة بالصف الثاني عشر في مدرسة مزيرع المشتركة، وشكرت دائرة الثقافة والإعلام في عجمان لإتاحتها الفرصة لها لتقديم فقرات الملتقى في دورته الرابعة، في إطار دعم الأنشطة الطلابية وتنمية المواهب ورعايتها لدفعهم نحو المزيد من التفوق والإبداع. كما وجهت الشكر لراعي الملتقى راشد عبدالله النعيمي، لما يوليه من دعم مستمر لملتقى شاهندة للإبداع الروائي وجائزة شاهندة الأدبية.

استهلت أولى الجلسات برئاسة الدكتورة حصة لوتاه عن «محور الأدب»، فقد تحدث عبدالعزيز المسلم عن «سرد الطفل في الموروث الشعبي»، والدكتور علي عبدالقادر الحمادي عن «الطفل وتاريخ السرد في الإمارات»، بينما قدمت رهف المبارك شهادة في التجربة المحلية لقصة الطفل.

وتناول المسلم في ورقته أشكال السرد الشعبي، منها «الرمسة» و«السالفة» و«المثل» و«القصة» و«الغطو» و«القصيد»، والفروق بينها وخصائص عدد منها، مرورا بأنواع الحكايات المغناة والخرافية والتاريخية والشخصية والدينية والهزلية وغيرها، وختم بتضمينات أشكال الأدب الشعبي المرسل والموزون وتعبيراته الجمالية ووظائفها.

وألقى الحمادي في ورقته نظرة عامة على نشأة السرد في الإمارات، ومقارنة بينه وبين أدب الطفل العربي من حيث التأثر بالأدب الغربي أو الاستناد إلى ميراث سردي غني من الموروث الشعبي الشفاهي، كما قدم عرضا تاريخيا للكتابة للطفل في الإمارات، ومتابعة وحصراً واستقصاء للنتاج الموجه للطفل في الإمارات، وتعريفاً بمظاهر وسمات السرد للطفل في الإمارات، وملاحظات عامة حول أسباب تطور أدب الأطفال في الإمارات.

وعن تجربتها السردية للأطفال، قالت رهف المبارك إن قصيدة «أهواك يا أمي» التي كتبتها في بداية مشوارها كانت سببا في توجهها نحو شعر الطفل، فكتبت للأطفال أربعة دواوين شعرية، من بينها «زايد حبيب الأطفال». ولتفاعل الأطفال مع الديوان، نشأت في نفسها فكرة السرد، حيث كانت تجربتها الأولى بإحدى مسابقات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وفازت مجموعتها القصصية «الشمس شربت البحر» بالمركز الأول.

وتطرقت ثاني الجلسات برئاسة جمال مطر إلى «المحور الفني» بأوراق «الطفل واللوحة التشكيلية»، للدكتور الفنان محمد يوسف، و«الطفولة والمسرح.. تجربة مسرحية محلية»، لمرعي الحليان، و«جوائز قصص الأطفال في الإمارات.. الأبعاد والآثار»، للدكتور هيثم الخواجة.

وركزت ورقة يوسف على السبب في كون الأطفال أصدق الفنانين، وقال إن الطفل يعتمد في تفكيره على التلقائية والشفافية ومن دون أي تدخل افتراضي خارجي، كما أنه يرسم ويفكر في عالمه الخاص ولا يعترف بالمدارس أو الأساليب الفنية أو التلقين، لذا يبدو عالمه الإبداعي فريدا تتميز فيه رسومه بالألوان كما يراها ويشعر بها وما تختزله الذائقة البصرية لديه.

وقرأ رئيس الجلسة جمال مطر ورقة مرعي الحليان الذي لم يتمكن من الحضور لظرف طارئ، وجاء في الورقة أن «اللعبة المسرحية هي الأقرب إلى الطفل، وحينما يكون الطفل هو المستهدف من الفرجة المسرحية تتكئ هذه الفرجة وهي تؤسس نفسها عند المسرحي الذي يتفهم خصائص مرحلة الطفولة ويستوعبها على أساسات متينة لها علاقة بالتربوي والأخلاقي واستعياب المدى الواسع لدى هذه المخيلة، خصوصاً أن علماء النفس يؤكدون أن العقل البشري تتشكل 90٪ من قدراته الإدراكية في مرحلة الطفولة، لذا يحتاج السرد في مسرح الطفل إلى لغة منتقاة قادرة على التماهي مع المدى الشاسع من الدلالات التي ترسمها مخيلة الطفل».

وتناولت ورقة الدكتور هيثم الخواجة لمحة عن كل جائزة نشأت في دولة الإمارات، متوقفاً عند الشروط والأهداف وتاريخ البدء وحجم الإنجاز والأثر الذي تركته على الساحتين العربية والإماراتية، ثم أهمية هذه الجوائز من خلال الإنارة على أبعادها الإيجابية والإشارة إلى بعض المقترحات الإيجابية لدفع مسيرتها وتعميق تجربتها وتعزيز أثرها وفاعليتها.

كانت آخر الجلسات برئاسة صالحة عبيد غابش عن «المحور الإعلامي»، حيث قدم سيف المطوع ورقة بعنوان «الطفل والبرامج التلفزيونية.. رؤية وآفاق»، وعائشة مصبح العاجل ورقة «إشكالية الكتابة السردية للطفل»، وإبراهيم خادم عن تجربة برنامج «أكتب» لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

وتطرقت ورقة المطوع للأسئلة التالية: من أنت، وما أدوارك الحياتية؟ من هو الطفل؟ ما أهم الحاجات الأساسية للطفل؟ من المسؤول عن تلبية حاجات الأطفال المتنوعة؟ ما دور البرامج الإعلامية (التلفزيونية) في إشباع حاجات الأطفال المتنوعة؟ متى تكون البرامج الإعلامية (التلفزيونية) فعالة في جعل الطفل يكتشف ذاته ومن ثم كيفية تنميتها؟ كيف يكون التخطيط السليم في اختيار برامج وسائل الإعلام المرئية؟ كيف ومتى نختار البرامج والقنوات المناسبة؟

وركزت ورقة عائشة العاجل على قراءة واقع المنتج الأدبي الموجه للطفل وإشكالات الكتابة السردية له من خلال عرض إصدارات الطفل بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة خلال العامين 2009 و.2010 وتمحورت الورقة حول مفصلين أساسيين، أولهما: التوجه والرؤية وإشكالات التنفيذ والحرفية (الشكل والمضمون)، وثانيهما: حول الواقع الفعلي لكتاب الطفل والتحديات.

وقال إبراهيم خادم إن برنامج «أكتب» أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ضمن سلسلة برامج المؤسسة في ملتقى المعرفة بدبي عام ،2008 ويعد البرنامج رافداً مهماً في سياق مسعى المؤسسة لإرساء دعائم مجتمع المعرفةأ في الوطن العربي، موضحاً أن المؤسسة وقعت 74 اتفاقية نشر كتاب مع مؤلفين واعدين لتبني أعمالهم الأدبية بالتعاون مع 14 دار نشر عربية مرموقة في مجالات الإدارة والآداب والعلوم والأطفال والناشئة، تضمنت 21 كتاباً عن الأطفال والناشئة، إضافة إلى تبنى 13 عملاً إبداعياً لطالبات إماراتيات من كليات التقنية العليا.

تويتر