مؤلفات وأزمات

«يوميات ضابط».. مصادرة ومحاكمة

تسببت رواية «يوميات ضابط في الأرياف» في متاعب عدة لصاحبها، كان من بينها إيقافه عن عمله في الجهاز الشرطي في مصر بعد محاكمته، وكذلك مصادرة العمل، وفتح ملف لصاحبها في جهاز أمن الدولة، آلة القمع التي تهاوت بعد ثورة 25 يناير.

وفيما اتهمت السلطات حمدي البطران بإفشاء أسرار رسمية في رواية أدبية، صدرت عام ،1998 احتفت أوساط إعلامية وصحافية بـ«يوميات ضابط في الأرياف»، معتبرة أنها شهادة جريئة تفضح ممارسات التعذيب، والتجاوزات التي كان يقوم بها أفراد في الأمن المصري بدعوى الحفاظ على الوطن.

يروي حمدي البطران في الرواية التي أثيرت حولها أكثر من ضجة، يروي يوميات ضابط يدير شؤون مركز شرطة في بلدة بصعيد مصر، وتتطرق الأحداث إلى الانتهاكات التي كان يقوم بها مسؤولون في جهاز الشرطة الذي كان الكاتب أحد أفراده، ويصف عمليات الانتقام التي كان يقوم بها بعض الأفراد في الأمن، رداً على عمليات الجماعات المتطرفة في ذلك الوقت. ولم يكتفِ البطران في روايته بمجرد طرح مشاهد التجاوزات، بل عمل على طرح رؤية على لسان بطل روايته لتطوير الجهاز الأمن، ووضع خارطة طريق توضح ما ينبغي أن تكون عليه علاقة المواطن بفرد الأمن.

وتصور الرواية، كما قال كاتبها في حوار أجرته معه، أخيراً، صحيفة الوفد المصرية، حالات الرشوة والمجاملة في جهاز حساس من أجهزة الدولة، فضلا عن حالات تعذيب للمواطنين، وتجاوزات بعض أفراد الشرطة من خلال عمليات القبض والمداهمة وترويع المواطنين تحت ستار البحث عن الإرهابيين، مشيرا إلى أن الرواية تركز على التجاوزات التي وقعت من ضباط أمن الدولة على وجه الخصوص، وعمليات احتجاز زوجات وأمهات المطلوبين، ونبهت الرواية الى خطورة ما يحدث من جهاز الشرطة في الصعيد، وهو الأمر الذي جعل الناس تتستر على الإرهابيين، وتؤويهم في البيوت وترفض الإبلاغ عنهم، حسب «الوفد» أيضا. ويتماس عنوان الرواية مع رواية الأديب توفيق الحكيم «يوميات نائب في الأرياف» التي تتحدث هي الأخرى عن تجاوزات مشابهة، من نوع آخر، بعين معاون نيابة متخرج حديثا في الجامعة، وعين في مكان قصي، ويفاجأ بمدى القهر والفقر الذي يعيش فيه أهل ذلك المكان من الفلاحين.

يذكر أن البطران له أعمال «المصفقون» مجموعة قصصية، و«اغتيال مدينة صامتة» رواية، و«ضوضاء الذاكرة» رواية، و«خريف الجنرال».

تويتر