الفيلم مستمد من قصة حقيقية وبطله مصاب بالمرض

مخرجة إماراتية تناقش «التوحّد» في «طفل الجبال»

صورة

من أحداث قصة حقيقية، تطرح المخرجة الإماراتية زينب شاهين، معاناة الأطفال المصابين بالتوحّد من خلال نظرة المجتمع، عبر فيلمها الجديد «طفل الجبال»، الذي يتناول قصة الطفل (سهيل) المصاب بالتوحّد ومغامراته في الفجيرة، والذي يقوم ببطولته الطفل ناصر صالح المصعبي، المصاب بالتوحّد أيضاّ.

شاهين التي تحدثت لـ«الإمارات اليوم»، عن الفيلم قالت: «إن قصته استوحتها الكاتبة نانسي باتون، من كتاب (الفتى الذي يعرف الجبال)، للمؤلفة ميشيل زيولكوفسكي، الذي ألَّفته عن تجربتها مع ابنها (سهيل)، الذي تم تشخيصه أيضا بالتوحّد، ومعاناته من عدم تقبل أهل قريته له، ولكنه مع مرور الوقت والمواقف يثبت أنه شخص فاعل في مجتمعه ويستطيع أن ينفع أهله بطريقته الخاصة. ومن خلال هذه القصة يلقي الفيلم الضوء على كيفية تعامل المجتمع مع الأطفال المصابين بالتوحّد، ويقدم معلومات يجهلها كثيرون عن هذه الحالة وعن أعراضها، ولذلك اختارت تقديم هذا الفيلم وتحمست له».

ناصر بطل الفيلم

وكشفت شاهين أن «الطفل ناصر الذي يقوم بدور (سهيل) مصاب بالتوحّد في الحقيقة»، مشيرة أنه طفل ذكي وله طريقة فريدة بالتفكير والتحدث، ولذلك تم اختياره للقيام بالدور. مضيفة: «في البداية مررنا بصعوبات في فهم ناصر واحتياجاته، والتواصل معه بشكل ناجح، وحتى ناصر مر بصعوبات للتأقلم مع بيئة التصوير والتعامل مع طاقم العمل، ولكننا بفضل تعاون الجميع تجاوزنا هذه الصعوبات»، لافتة أن أسرة ناصر كان لها فضل كبير في تفهم حالته والتعامل معها بإيجابية منذ بداية ادراكهم لإصابته بالتوحّد، حيث قامت والدته بتسجيله في مراكز متخصصة لتدريب وتأهيل المصابين بالتوحّد، كما قامت هي أيضاً بالتخصص في هذا المجال لفهم ابنها أكثر والتواصل معه بأسلوب صحيح.

وأشارت إلى أنها انتهت من تصوير الفيلم في نهاية فبراير الماضي، واستغرق تصويره ما يقرب من 15 يوماً، وهو تحد كبير بالنسبة لفريق العمل الذي يضم ما يقرب من 80 شخصاً. وأضافت: «خلال فترة تصوير الفيلم كنا جميعاً بمثابة عائلة واحدة، وهو ما ساعدنا على الانتهاء من التصوير في وقت قصير، والفيلم حالياً في مراحل الإنتاج النهائية، ونأمل أن يكون جاهزاً في الوقت المناسب للمشاركة في مهرجانات السينما العام المقبل، كما أن هناك أيضاً خططاً لعرضه في مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ (Cop28)، الذي ستستضيفه الإمارات، وأيضاً من ضمن خططنا أن يعرض الفيلم في دور العرض السينمائي».

تحديات

واعتبرت زينب شاهين، التي تخرجت في كليات التقنية العليا بالفجيرة عام 2021، في تخصص الإعلام وصناعة الفيديو، وقدمت عدداً من الأفلام القصيرة التي غلب عليها الطابع الشخصي، ومنها الفيلم الروائي القصير «رحلة الأمل»، الذي تناولت فيه قصة حياة جدها، أن مجال صناعة الأفلام «هو مجال غير سهل كما يظنه البعض، خصوصاً بالنسبة للمرأة، فهناك الكثير من التحديات والصعوبات التي قد تواجه النساء، سواء من حيث نظرة المجتمع، أو من طبيعة العمل نفسه»، مؤكدة أن هذا «لا يمنع ابداً من الوجود وتحقيق نجاح في هذا المجال، خصوصاً إذا كانت المرأة متمسكة بتحقيق طموحها»، مضيفة: «في ظل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة في الإمارات للمرأة، وحرصها على تمكين المرأة وتوفير جميع سُبل التأهيل لها بجميع القطاعات، ومنها مجال الإعلام والسياسة والتربية وغيرها، أصبح الوضع أفضل والتحديات أقل». وأكدت شاهين: «بالنسبة لي شجعني هذا المناخ على خوض هذه التجربة الكبيرة المليئة بالتحديات، وزاد من ثقتي بنفسي التي اكتسبتها من الدعم الكبير الذي وجدته من المحيطين بي، خصوصاً عائلتي التي أعتبرها أول الداعمين لي، وخالي الذي ساندني منذ أول خطوة لي في رحلتي هذه، وهو الشخص الذي جعلني أؤمن بنفسي وبإمكاناتي التي لم أتوقع يوماً وجودها لدي».

قصة حقيقية

فيلم «فتى الجبال»، الذي انتجته شركة «ديزرت روز» لإنتاج الأفلام التي تركز على قضايا المرأة، مأخوذ عن كتاب «الفتى الذي يعرف الجبال» للمؤلفة ميشيل زيولكوفسكي، عن قصة ابنها (سهيل)، وهو صبي صغير يتجنبه أبناء قريته بسبب قدراته اللافتة، حيث يمتلك ذاكرة استثنائية، ومهارات تنقل جيدة، وقدرة على التناغم مع بيئته، والقصة مستوحاة من تجارب ابن زيولكوفسكي، الذي تم تشخيصه أيضاً بالتوحّد، ومن ذكريات طفولة حماتها في قرية جبلية صغيرة في الفجيرة. وتم تصوير الفيلم في جبال الحجر في الفجيرة، وإلى جانب قصته يسلط الضوء على مناظر الإمارات الطبيعية الجميلة، وثقافتها، وأهلها. كما يتناول موضوعات مهمة، مثل التوعية بالتوحّد، وتغيّر المناخ، وأهمية الحفاظ على التراث العربي.


زينب شاهين:

«الطفل ناصر الذي يقوم بدور (سهيل) مصاب بالتوحّد في الحقيقة، وهو طفل ذكي وله طريقة فريدة بالتفكير والتحدث».

«خلال فترة تصوير الفيلم كنا جميعاً بمثابة عائلة واحدة، وانجزناه خلال 15 يوماً».

تويتر