تنوّعت بين الدرامية والواقعية والإنسانية والرسوم المتحركة

26 فيلماً في رابع أيام «الشارقة السينمائي للأطفال والشباب»

صورة

شهد مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب في رابع أيامه، عرض المزيد من الأفلام المميّزة والمختارة والمصنوعة على يد نخبةٍ عالمية، والتي تُعرض لأوّل مرة على مستوى الخليج العربي والشرق الأوسط. وتنوّعت الأفلام بين الدرامية، والواقعية، والإنسانية، وتوزعت بين أفلام الرسوم المتحركة، وأفلام الناشئة والصغار، إلى جانب الأفلام القصيرة.

أفلام قصيرة لـ10 سنوات

عرضت سينما المهرجان في فئة الأفلام القصيرة، فيلم «لم أعد أكتم»، للمخرجة الإماراتية الشابة مريم العوضي، ويروي الفيلم قصّة الشابة مريم، التي أمضت حياتها وهي تخفي أصول أمّها، وحين تذهب إلى الجامعة، تنعتق مريم من الأثقال التي ترزح روحها تحتها وتتحرّر من القيود التي تكبّلها، وتواجه هويّتها وجهاً لوجه.

وقدّمت سينما المهرجان أيضاً فيلم «مسحور»، للمخرج الهندي سوهيت خانا، وتدور أحداثه حول ريتشي وعمران، وهما صديقان يحبّان قراءة قصص الرعب. وذات يوم تتحوّل الإثارة التي كانا يشعران بها إلى رعب حقيقي!

وعرض المهرجان أيضاً فيلم «تفاحات وبرتقالات»، للمخرجة الهندية، روكشانا تبسم، والذي يتمحور حول قوة الصحافة التي تتغلّب على العداء بين الأجيال.

أفلام قصيرة لـ12 سنة

وفي هذه الفئة عرض المهرجان فيلم «حرق» للمخرج السعودي علي الحسين، الذي يحاول من خلاله ليّ عنق عبارة «حرق» والمضي بها نحو مستوى آخر مختلف جملةً وتفصيلاً، حيث يتحدّث عن رجلين هما الرجل نفسه، لكن كلٌ منهما من زمنٍ مختلف. أما فيلم «طبيبة نفسية» للمخرج الإسباني أرناو غوديا مونتيسينوس، فيحكي قصة طبيبة لا يمكنها تحقيق إنجازٍ طبي لمريضها، إلّا أن الاستسلام ليس خياراً بالنسبة لها. لكن ذلك يكون على حساب صحّتها، حيث تفقد شهيتها للحياة وتتحول إلى شخص يشبه الهيكل.

ويتناول فيلم «السباحة إلى القمر»، للمخرجة الهولندية مادلين هومان، قصة شابٍ اعتنق الدين الإسلامي أخيراً في أوروبا وكل ما يرغب به هو الصلاة في المسجد، لكنّه يواجه صداماً في الثقافات. أما فيلم «فويس نوت»، للمخرجة السعودية لولوة عبدالواحد، فيحكي قصة حسين، الذي يقيم في المستشفى وكأنه منزله، إذ يعاني مرضاً عُضالاً، ويستخدم جهاز التسجيل الخاص به، لرصد أية أفكار قد تخطر بباله، وهو يدرك أن وقت رحيله قد بات وشيكاً.

ويسلّط فيلم «رويا» للمخرج اللبناني، كارلوس منير حيداموس، على رويا الفتاة اليافعة التي تتمكّن من الوصول إلى والديها الحقيقيين، لتكتشف بأنّهما سيبقيان عديمي الملامح والمعالم بالنسبة لها. أما فيلم «قطرات» الدنماركي، للمخرجتين كارستن كيارو وسارة جوي جانغن، فتظهر قطرات الماء على هيئة بشر، لكن سرعان ما يحين وقت رحيلها عن الأرض.

وتدور أحداث الفيلم الإماراتي/‏‏‏الهندي المشترك «آثار مخالب» للمخرجة الهندية المقيمة في الشارقة، نيبيولا كاركادا، حول الفتاة ميشيل ومعركتها التي تخوضها وحدها لمساعدة الحيوانات الضالة في مدينتها. ويعرض فيلم «العاصفة» للمخرج الفرنسي فريدريك دويزون، الجانب الأكثر سواداً من الكلمة المكتوبة.

أفلام قصيرة لـ14 سنة وما فوق

عرض المهرجان أيضاً، فيلم «27 شعبان»، للمخرج السعودي محمد السلمان، والذي يعود لعام 2005 ليحكي قصّة لقاء عاشقين لأول مرة، في حقبةٍ سبقت الانطلاقة الفعلية لمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي. ويلقي فيلم «دليل استخدام القوارب البشرية»، للمخرجة السعودية رغد البارقي، نظرةً واضحةً على ما يتوقع منا مجتمعنا الذي نعيش فيه، وكيف أن البيت والمدرسة والزواج والعمل، تشكل جميعها جزءاً من آلة تعمل بانتظام، لتصهرنا في بوتقتها.

وفي فيلم «أنا الموت»، للمخرج السعودي ياسر عدلي، ينتهي الأمر بخالد في أحد أقسام الشرطة، وحين يبدأ ضابط الشرطة باستجوابه بقسوة، يبدأ خالد بسوق حججه في ما يخصّ رغبته بالموت. ويسأل فيلم «جدّي الراحل»، للمخرج الكندي اليانور غولدبرغ: ماذا لو كانت مكالمة ما، لا نلتفت إليها لانشغالنا أو شعورنا بالملل، هي المكالمة الأخيرة من شخص عزيز على قلبنا؟

أما فيلم «المستثمر» للمخرج السعودي خالد فهد، فيقدّم لنا عبدالله وعمر، داخل زنزانة السجن، والأحاديث التي تدور بينهما والتشابه الكبير بين ما يفعله كلاهما. في حين أن فيلم «مريم»، للمخرج الإماراتي محمد الحمادي، يسرد قصة «مريم عبدالله»، وهي ممثلة شابة موهوبة، تقف عند مفترق طرق، متأرجحةً بين الطيران إلى نيويورك لمتابعة دراستها أو الرضوخ لرغبة والدتها في الزواج والاستقرار.

الرسوم المتحرّكة

وفي فئة الرسوم المتحرّكة القصيرة، تألّق فيلم «الوشق والطيور»، للمخرج البريطاني جامباولو، والذي يحكي كيف يتم استغلال عيد الميلاد لتكريس موسم المحبة بين الحيوانات، حيث لا يأكل الكبير الصغير ولا يفترس القوي الضعيف. أما فيلم «في مواجهة سانتا» الإسباني، للمخرجين أيتور هيريرو وراوول كولومر، فيروي قصة فتاة صغيرة غنية ولديها كل ما تتمناه، لذا في ليلة الميلاد عندما يأتي سانتا كلوز لزيارتها حاملاً هديةً لها، ترفض الفتاة الهدية وتلقيها في وجهه.


مهارات احترافية للصغار

نظمت فعاليات المهرجان ورش عمل إبداعية حملت الأولى عنوان «خطط ونصائح حول أساسيات صناعة الأفلام» نظّمتها «محطة كانون» للمشاركين من كل الفئات العمرية.

وتعرّف الأطفال خلال الورشة الى أساسيات التصوير السينمائي التي من شأنها أن تجعل المؤثرات البصرية أكثر قوة واحترافية، حيث قدّم المخرج السينمائي المستقل والمدرب المعتمد في «أكاديمية كانون» محمد النحاسي، مجموعة من النصائح حول إعدادات الإضاءة والصوت و«التعريض» (مدى تعرض المستشعر لكميات الضوء الداخلة إلى الكاميرا).

وشارك النحاس تجربته في مجال الإخراج السينمائي، وناقش مع المشاركين كيفية تعزيز مهاراتهم في السرد البصري باستخدام كاميرا كانون الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة، والكاميرات الخالية من المرايا.

استوديو إبداعي ضخم للزوار

في يومه الرابع، قادت فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب 2019، الذي تنظمه مؤسسة (فن) المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، الزوار الصغار للتعرف الى أهم تقنيات التمثيل المسرحي، والتصوير الإبداعي، وصناعة السينما، قدمها خبراء ومتخصصون، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة.

وفي أولى الورش التي حملت عنوان «صناعة المشهد»، عاش الأطفال الصغار تجربة استثنائية وفريدة وكأنهم يقفون على أعرق المسارح العالمية، متتبعين إرشادات وتوجيهات المخرج المسرحي السوري عدنان سلوم، مشرف مسار الفنون المسرحية لدى ناشئة الشارقة، التابعة لمؤسسة «ربع قرن» لصناعة القادة والمبتكرين، الذي عرفهم الى أهم الخطوات المتبعة في مجال تأدية الأدوار المسرحية والسينمائية.

وبين مشهد حزين وآخر سعيد، قدّم الصغار أدوارهم المبسطة التي أراد سلوم من خلالها أن يكتشف الجوانب الإبداعية في داخلهم، فمنهم من قام بأداء دور صبي متأخر عن مدرسته، وآخر عبّر عن شعوره بالجوع والعطش، وآخر في الضحك المتواصل والرقص، حتى تحولت قاعة الورشة إلى مسرح كبير يتراقص عليه الأطفال بدهشة وعفوية مطلقة.

3 ورش تكشف أسرار الصور

قالت المدربة المتخصصة بتقنيات الرسم والتلوين في مؤسسة (فن) المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، سحر عبدالله، خلال ورشة استضافها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، إن عملية الرسم تبدأ في الذهن، مؤكدةً أن على الهواة أن يقوموا بتصفية أذهانهم، ليصنعوا رسوماتٍ جميلة ومبدعة من وحي ذاكرتهم.

حيث افتتحت عبدالله، ورشة عملها الموجّهة للشباب، بتعليم المشاركين فن الرسم من الصفر وخطوة بخطوة، مستخدمة تقنيةً في غاية البساطة.

وطبقّت المدرّبة عملياً مع الطلبة تقنياتها الفنية، لتملأ اللوح برسوماتٍ متنوّعة بمختلف الأشكال الهندسية.

أما ورشة العمل الثانية، فتناول خلالها المُحاضر من مؤسسة فنّ، خالد الشحّي، مزايا التقاط الصور وتسجيل الفيديو بالهاتف الذكي،

وفي ورشة العمل الثالثة تحدّث المحاضر محمد مزهر قريشي، عن تصوير البورتريه، شارحاً أنواع التصوير الفوتوغرافي الشائعة.

مواهب واعدة تقود مسيرة  تحكيم الأفلام

جمع المهرجان في دورته السابعة، نخبة من المحكمين الأطفال والشباب، تراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً، من منتسبي ناشئة الشارقة، ومفوضية مرشدات الشارقة، ومراكز أطفال الشارقة، وغيرهم ممن خضعوا لسلسلة من الورش المتخصصة التي نظمتها مؤسسة «فن» المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والشباب، في إطار استعداداتها لانطلاق دورة المهرجان لهذا العام.

وحول المشاركة في لجنة التحكيم التي ستعلن عن اختيار الفيلم الفائز فيها بنهاية المهرجان اليوم، عبر مجموعة من المحكمين الواعدين، عن تجربتهم في هذا المجال الإبداعي، واصفين المشاركة بالاستثنائية والمميزة.

فقال محمد المزروعي: «كانت تجربة تحكيم أفلام الأطفال والناشئة، قيّمة وممتعة جداً بالنسبة لي».

وقالت بتول التميمي: «كنت عضواً السنة الماضية، لكن هذه المرة كانت فريدة من نوعها، خصوصاً أن المهرجان توسع من ناحية الفئات ليشمل الأطفال والشباب، ما صقل مهاراتي أكثر، وساعدني على تحكيم الأفلام بحيادية».

بدوره، قال محمد حمد جمعة: «التزمنا بالكثير من المعايير المهمة لنتمكن من اختيار الفيلم الفائز في المركز الأول، وأتمنى أن نكون قد وفقنا في اختيار الفيلم الذي يستحق الفوز».

أما عبدالرحمن الكمالي فقال: «تميزت جميع الأفلام تقريباً، بمحتوى وإخراج مميز، ما صعّب مهمة التحكيم علينا، واضطررنا لأخذ مدة أطول لاختيار الفيلم الناجح».

تويتر