«ذيب» و«دبلوماسية» و«عيون الحرامية» في يومه الأول

«القاهرة السينمائي».. شغف الوطن على السجادة الحمراء

صورة

مرت ليلة افتتاح الدورة الـ36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بعد غياب سنوات، على خير، رغم الانتقادات الكبيرة التي طالته من الصحافة المصرية قبل العربية والعالمية، ثمة شيء ساحر في مصر له علاقة بحب (البلد). تواطؤ وطني هو الوصف الأدق لمثل هذه الحالة التي بدورها موجهة إلى الفن السابع، فالسينما حسب وزير الثقافة المصري جابر عصفور: «شعاع يقضي على خفافيش الظلام».

كانت الحالة السياسية الوطنية طاغية على ردود أفعال معظم الفنانين المصريين على السجادة الحمراء.

القطع

اليوم الأول من المهرجان انتهى بفيلم الافتتاح «القطع»، إخراج فاتح أكين، المخرج نفسه هو ابن الجيل الثاني لمهاجرين أتراك، يعود للماضي الأكثر ليقدم قصته الخاصة للإبادة الجماعية التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن.


حسين الإمام

من ضمن الأفلام التي عرضت في اليوم الأول أيضاً الفيلم المصري «زي عود الكبريت» للمخرج  حسين الإمام. فكرة الفيلم تعتمد بشكل أساسي على تقطيع بعض المشاهد من مجموعة مختلفة من أفلام المخرج حسين الإمام، هي: فيلم «بنت من البنات»، الذي قام ببطولته أحمد مظهر ويوسف شعبان ونور الشريف، وفيلم «الملاك الظالم» الذي قامت ببطولته الفنانة فاتن حمامة وكمال الشناوي ومحمود المليجي، وفيلم «الجسد».

كل شيء في مصر مختلف، هناك حالة أكبر من الجميع وأكبر من الحديث عن تنظيم متواضع غير متوقع بعد كل هذا الغياب، ثمة نسيج ثقافي اجتماعي محاط بالشغف، موجود في كل يوم بدار الأوبرا المصرية التي تعرض فيها جميع الأفلام المشاركة في المهرجان.

بين الموسيقى الصادحة من السماعات، مروراً بتمثال الموسيقار محمد عبدالوهاب، وليس انتهاء بمشهد تجمع الفنانين والإعلاميين في المقهى الوحيد في الأوبرا وهم يتبادلون الأحاديث واللقاءات، قبيل التوجه الى المسارح الثلاثة التي تعرض الأفلام ما بين قصيرة وتسجيلية وروائية، تشعر بالحالة السينمائية التي خيمت على الجميع.

مدير المهرجان سمير فريد، تراه أمام بوابة المسرح يستقبل الحضور، ويحرص على أمنهم، وأمن الأفلام المعروضة، فهو لا يسمح بدخول المصورين ولا أي نوع من الكاميرات، وفي المقابل من الممكن أن ترى الفنانة سهير المرشدي وهي تجلس على طاولة وحدها، توزع ابتسامتها الجميلة على الجميع، ومن زاوية ثانية تلمح فناناً سورياً أصبح لاجئاً في مصر، يحرص هو على أن يقف في طابور شباك التذاكر ليحصل على بطاقته كالمخرج السوري حاتم علي، الذي لا يحمل بطاقة المهرجان التي تخوله الدخول الى جميع الأفلام، «أنا لست مدعواً، أنا مقيم في البلد، مثلي مثل أي مواطن مصري». علي الذي نقل شغفه بالفن لابنه عمرو الذي يشارك فيلمه «ومضة» ضمن سينما الغد وهو تسجيلي قصير، فخور بابنه وينتظر ردة فعل الجمهور على أول تجربة له.

وللحديث عن عروض اليوم الأول فقد بدأ بالفيلم الأردني «ذيب»، الذي عرض لأول مرة عربياً في الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، وحصل على جائزة أفضل فيلم عربي، للمخرج ناجي أبونوار، الاحتفاء بالفيلم كان كبيراً، يبشر بنجاحه مستقبلاً وقت عرضه في دور السينما التجارية قريباً.

ومن الأفلام التي نالت استحسان الجمهور أيضاً الفيلم الفرنسي «دبلوماسية» للمخرج فولكر شوليندروف، في عرضه العربي الأول، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان شنغاهاي، ويدور حول قرار هتلر بالقضاء على مدينة باريس، وموقف القائد الألماني الحاكم لباريس حينها من هذا القرار، وهو العاشق لهذه المدينة، أحداثه تدور حول القنصل السويدي الذي يحاول اقناع القائد الالماني بعدم جدوى تدمير باريس، وينجح بذلك ضمن مشاهد لم تخرج كثيراً من غرفة القائد الألماني وحوار غني وعميق.

الفيلم المنتظر كان الفيلم الفلسطيني «عيون الحرامية» لمخرجته المقدسية نجوى النجار، وبطولة خالد أبوالنجا الذي زار فلسطين لأول مرة في حياته لتصوير مشاهد الفيلم، وقد أتقن دوره حتى اللهجة الفلسطينية لم تكن صعبة عليه، لكن الفيلم لم يقدم الحكاية بشكل سينمائي محبوك، فتاهت مشاهد الفيلم الجميلة مع سيناريو ضعيف.

تويتر