5 دقائق

رئيس القانون والنظام

عبدالله القمزي

لم يبقَ سوى خمسة أشهر لنعلم من الرئيس الجديد، هل سيعاد انتخاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لأربعة أعوام أخرى، أم يأتي الديمقراطي جو بايدن على أكتاف أزمات ترامب الصحية والمالية والاجتماعية.

كانت حملة ترامب الانتخابية في بداية العام تقوم على إنجازاته الاقتصادية، لكن الوضع انقلب رأساً على عقب، فقد تبخرت الإنجازات في مهب رياح فيروس «كوفيد-19»، وارتفع معدل البطالة بشكل قياسي إلى 14.7% في أبريل، وانخفض أمس إلى 13.3%.

ضرب الفيروس الحملتين الانتخابيتين معاً، وحبس المرشح الديمقراطي جو بايدن في منزله، بينما يستغل ترامب صورة منافسه المحبوس ليظهر علناً وبلا كمامة، ورسالته أن الوضع سيعود إلى طبيعته.

لكن الوضع ليس بتلك البساطة، إذ سرعان ما انفجرت أزمة اجتماعية وأمنية إثر قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين، المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد، أثناء اعتقاله، عندما وضع ركبته على رقبة فلويد الذي مات خنقاً.

انفجرت الأوضاع وخرجت تظاهرات تحولت إلى أحداث شغب على مستوى الولايات المتحدة، ومن الساحل إلى الساحل. لام ترامب حكام الولايات ووصفهم بالضعفاء، وأمرهم بقمع المظاهرات غير السلمية.

اتهم ترامب اليسار المتطرف، بقيادة بايدن، بإطلاق سراح المخربين من السجن، لكنه قال إن «جو النعسان» لا يعلم شيئاً، إنما فريقه يتصرف من دون علمه، وإن هؤلاء المخربين سيتولون السلطة لو انتخب بايدن، كما حدد الرئيس أن 13 شخصاً من فريق بايدن وراء هذه الخطة، ثم غرد «في الثالث من نوفمبر»، أي إنه يقول لمؤيديه اذهبوا وأعيدوا انتخابي.

بايدن من جهته نشر صورة له يركع أمام أب أسود، وكتب كلاماً أقرب إلى مواعظ لتهدئة الأوضاع وتحكيم العقل. ترامب لم يعد أمامه سوى استغلال أحداث الشغب ليفرض القانون كما صرح بعبارة: «أنا رئيس القانون والنظام».

يتقدم بايدن في استطلاعات الرأي، حيث كان متقدماً بست نقاط منذ أسبوعين، واليوم بعشرة. لكن ترامب لديه ورقة قوية قد تساعده، وهي أنه يستطيع إشعال حماس قاعدته الانتخابية التي أثبتت أنها ملتزمة أكثر في التصويت. أما حل بايدن في مواجهة ذلك فهو سرعة اختيار نائب له، وينصحه مستشاروه بأن يختار المرشحة التقدمية السابقة، إليزابيث وورين.

بالعربي: بعد إعلان الرئيس الأميركي الراحل، ليندون جونسون، في مارس عام 1968 عدم ترشحه للرئاسة، كانت الولايات المتحدة تنحدر في خراب بشكل لم يحدث منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل ذلك بقرن. في أبريل 1968 اغتيل مارتن لوثر كينغ، وأثار اغتياله غضباً شعبياً وشغباً، زيادة على مظاهرات وشغب حرب فيتنام المشتعلة آنذاك.

بعد ذلك بشهرين اغتيل المرشح الديمقراطي روبرت كينيدي، وفي أغسطس من ذلك العام كافحت الشرطة مظاهرات مناهضة للحرب في المؤتمر الوطني الديمقراطي بشيكاغو. وفي نوفمبر فاز المرشح الجمهوري، ريتشارد نيكسون، بالرئاسة، ووصل على أكتاف من سمّاهم الأميركيين المنسيين وقد أطلق على نفسه اسم «رئيس القانون والنظام».

في تلك الأثناء، قال جونسون: «شعرت بأني أعيش كابوساً لا ينتهي»، وهذا بالضبط وضع ترامب اليوم.. التاريخ يعيد نفسه لكن الحقائق مختلفة.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر