«التربية»: زحام الطرق وعدد الحافلات ومطالبات الأهالي تعيق تغيير الدوام

تربويون وآباء يطالبون بتوحيد دوام الطلاب والطالبات

زحام الطرق صباحاً يحول دون توحيد دوام الطالبات والطلاب. تصوير: عبدالله حسن

طالب تربويون بضرورة توحيد الدوام المدرسي للبنين والبنات، موضحين أن الطلاب يقضون فترة طويلة في المدرسة خلال الصباح قبل بدء الدوام المدرسي، إذ يصلون إلى المدرسة قبل الساعة السادسة والنصف صباحاً، ما يشكل عليهم ضغطاً كبيراً، لافتين إلى أن الطالب يغادر منزله قبل شروق الشمس، وفي بعض الأحيان أثناء صلاة الفجر، والدوام يبدأ في الساعة السابعة والنصف صباحاً، في حين دوام الطالبات في تمام الساعة الثامنة.

زحام الصباح

أكد سائقو حافلات مدرسية أنهم لا يستطيعون تأخير وقت الطلبة صباحاً، حتى لا يعلقون في الازدحام المروري الذي يبدأ منذ السادسة والنصف حتى الثامنة، وبذلك سيتأخر الطلبة عن اللحاق بالطابور الصباحي.

وأشاروا إلى أنهم مطالبون، بعد الانتهاء من توصيل الطلبة، ببدء توصيل الطالبات إلى مدارسهن، ما يشكل ضغطاً كبيراً عليهم.


دراسة المقترحات

قال وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، إن الوزارة ستدرس المقترحات التي تقدم بها ذوو طلبة لحل مشكلة حضور الطلبة قبل السادسة والنصف، مع مراعاة جميع الأطراف، بحيث لا يتأثر أي شخص آخر بتغيير الدوام المدرسي.

وأضاف أن الوزارة تنسق مع المدارس الخاصة لتنسيق الدوام مع دوام المدارس الحكومية، مراعاة للطاقة الاستيعابية للحافلات.

فيما أكد وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، أن تعديل الدوام المدرسي للطلبة يواجه ثلاثة معوقات، أهمها استخدام الحافلات المدرسية للطلبة والطالبات، والازدحام المروري اليومي، إضافة إلى رغبة الأهالي في إيصال أبنائهم في أوقات مختلفة.

وتفصيلاً، قال مدير مدرسة معاذ بن جبل للتعليم الثانوي، عبدالله محمد، إن مشكلة دوام الطلبة تتفاقم في فصل الشتاء، إذ إن شروق الشمس يتأخر، وصلاة الفجر تبدأ في الساعة السادسة صباحاً، وهو الوقت الذي تعمل فيه الحافلات المدرسية لتوصيل الطلبة.

وأضاف «لا نواجه مشكلة في فصل الصيف، لأن شروق الشمس يكون قبل خروج الطلبة من منازلهم، ولا توجد أمطار أو ضباب لتأخيرهم عن المدرسة»، موضحاً أن الطلبة الذين يستخدمون الحافلات المدرسية يصلون في الساعة السادسة أو السادسة والنصف، أي قبل بدء الدوام المدرسي بساعة، ويبقون في المدرسة مع المشرف وفي بعض الأحيان قبل حضوره.

وتابع «بعض الطلبة يستخدمون الحافلات، إلا أنهم يفضلون القدوم بالسيارات الخاصة في وقت متأخر، لأن الحافلة تصل إلى منازلهم قبل السادسة، ولا يستطيعون انتظارها في الظلام»، مضيفاً أن بعضهم يحضر إلى المدرسة من دون إفطار، ويضطر إلى الخروج من المدرسة لشراء طعام من البقالات القريبة، والمشرف غير موجود في تلك الفترة ليمنعه.

وأوضح محمد أنهم سجلوا شكاوى عدة من الآباء الذين قالوا إنهم لا يستطيعون ترك أبنائهم ينتظرون الحافلات المدرسية في وقت مبكر قبل شروق الشمس، موضحاً أنهم يطالبون بتأخير الدوام المدرسي.

وقال مدير مدرسة تريم عمران تريم للتعليم الثانوي (حلوان سابقاً)، قمبر محمود المازم، إن تأخير الدوام الصباحي للطلبة أمر أساسي إذ إن حضور الحافلات في الساعة السادسة غير مناسب للطلبة، خصوصاً أن الطابور الصباحي يبدأ في السابعة والحصص في السابعة والنصف، مضيفاً أن الطلبة يحضرون إلى المدرسة قبل المدرسين، ما يشكل خطراً عليهم، خصوصاً أنهم يقضون فترة بمفردهم في المدرسة لحين قدوم المشرف في الساعة السادسة والنصف.

وطالب بتوحيد الدوامات المدرسية للطلبة والطالبات، وزيادة عدد الحافلات المدرسية، بدلاً من توصيل الطلبة إلى المدرسة قبل الدوام الدراسي بساعة كاملة، مضيفاً أن «المدرسة في منطقة تجارية، ويمكن أن يخرج الطلبة إلى المحال القريبة قبل قدوم المدرسين، الذين يصلون في تمام الساعة 6:45، ولا يمكن إجبارهم على الحضور قبل ذلك الوقت».

ومن جهته، طالب والد أحد الطلبة، (أبوأحمد)، بتأخير الدوام المدرسي للطلبة، إذ إنهم يعانون كثيراً من القدوم مبكراً، متابعاً «لا يمكنني ترك ابني في المدرسة لمدة ساعة كاملة قبل بدء الدوام الدراسي، ولا أعرف ما يحدث له في غياب المشرفين»،

وأضاف «إذا بدأ الدوام المدرسي في الوقت نفسه الذي يبدأ فيه دوام الطالبات، نستطيع أن نطمئن لأن الوقت متأخر والمدرسون موجودون في المدرسة».

وقال أحد الآباء، محمد عبدالله، إنه يقلق عندما ينتظر أطفاله الحافلة المدرسية في وقت مبكر من الصباح، خصوصاً أنهم ينتظرون قبل شروق الشمس، موضحاً أنهم قد يتعرضون لمضايقات من العمالة الموجودة في المنطقة، مطالباً بتغيير التوقيت في فصل الشتاء وتأخيره لتفادي هذه الأمور.

وأوضح أن وصول الحافلة المدرسية يتزامن مع وقت صلاة الفجر، ما يضطره إلى التأخر على الصلاة، وفي بعض الأحيان لا يستطيع اللحاق بصلاة الجماعة، لأنه ينتظر الحافلة المدرسية التي تقل ابنه، مؤكداً أنه لا يستطيع ترك ابنه بمفرده في المنطقة السكنية، خصوصاً أنه يسكن حالياً في منطقة جديدة غير مأهولة بالسكان.

وطالب عمر الحمادي بضرورة تغيير الدوام المدرسي للطلبة، موضحاً أنه لا يوافق على ذهاب طفله في الصباح الباكر، قبل شروق الشمس إلى المدارس، لافتاً إلى أنه يضطر إلى الاستيقاظ في وقت مبكر جداً، لتوصيل أبنائه إلى المدرسة بنفسه.

وتابع أن تأخير الدوام المدرسي، ساعة واحدة على الأقل، كفيل بتفادي أمور عدة، أهمها الازدحام المروري، وحماية الطلبة من البقاء بمفرده في ساعة مبكرة من الصباح.

وفي المقابل، أفاد وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، بأن تغيير الدوام المدرسي يواجه ثلاثة معوقات، أهمها أن الحافلات المدرسية تستخدمها الطالبات بعد الانتهاء من توصيل الطلبة، وإذا تم توحيد الدوامات المدرسية «فإننا بحاجة إلى أعداد كبيرة من الحافلات لإيصال الطلبة جميعاً في الوقت نفسه إلى المدارس».

وتابع الحمادي «ينبغي معرفة الطاقة الاستيعابية للشوارع في جميع المناطق، إذ إنه لا يمكن تحمل الأعداد الكبيرة للحافلات في الوقت نفسه، مع الدوامات الرسمية»، موضحاً أنها ستخلق أزمة زحامات للجميع، ويحتاجون إلى وقت طويل للوصول إلى المدارس والدوامات.

وأضاف أن المعوق الثالث هو عدم اختلاط الطلبة والطالبات عند نقلهم إلى المدارس، موضحاً أن الآباء طالبوا في سنوات سابقة بتغيير دوام الطلبة عن الطالبات إذ إنه يتسبب في مشكلات عدة هم في غنى عنها، ويمكن تفاديها بتغيير الوقت، مضيفاً أن البعض لا يستطيع إيصال أبنائه في الوقت نفسه إلى مدارس عدة إذ تم توحيد دوامات الطلبة والطالبات.

تويتر