تقدّم لزوارها تجارب مبتكرة ورحلات استكشافية مبهرة

أجنحة «إكسبو» تمهد الطريق إلى «مدائن الحلم»

صورة

ابتكارات مستقبلية مدهشة يقدمها المعرض الدولي «إكسبو 2020 دبي» لضيوفه، وهم يجوبون أجنحة الدول المشاركة فيه.. تتنوع ما بين رحلات تاريخية، وسفر عبر آلات الزمن ثلاثية الأبعاد، وتجارب لتساقط الثلج في الصحراء، والمصاعد التي تقرأ المشاعر.

كما تطرح أروقة الأجنحة بعضاً من نماذج «مدننا المستقبلية»، ومساحات المعيشة التي ستجمع البشر بعد عقود من الزمن.

وبينما يغوص زوار المعرض في اكتشاف ثنايا الحدث وفعالياته الترفيهية، تتاح للزوار رحلة استكشافية لمدن المستقبل القادرة على تلبية احتياجات سكانها، عبر استراتيجيات معاصرة بالغة الذكاء والاختزال.

مدن ذكية

من بين أبرز تجارب الأجنحة التي تتناول تجارب مدن المستقبل الذكية، تجربة جناح بولندا المميز، الذي يجسد هيكلاً خشبياً يشبه الأشجار، مع منحوتة تحاكي حركة الطيور في ترحالها، أما في الداخل فيمكن للزوار اكتشاف طاولة فنية تقدم لهم تجربة اجتماع ترحيبي «متعدد الثقافات والأبعاد»، من خلال قطعة فنية يمكن التحدث إليها، والاطلاع على المواد المستخدمة في بناء مدن المستقبل.

ومن خلال تجربة تعليمية تفاعلية، يتخيل «مختبر مدينة المستقبل» في جناح ألمانيا، كيفية عمل المدن في العقود المقبلة، عبر مشاهدة الجدران والأسقف العاكسة لانطباعات التوسع الحضري، وسكان المدن المتزايدين باستمرار، وحلول إمدادات الطاقة للمستقبل، التي تحمل الزوار إلى مشهد حضري معقد.

وتنضم الهند إلى هذا النزوع، عبر سرد مهام المدن الذكية، والبرنامج الحضري الذي يتكفل بصنع مدن أكثر ذكاء واستدامة، عبر القوة الاقتصادية لجنوب آسيا.

«مدن رقمية» بالكامل

وبالتوازي مع تجارب المدن المستدامة، يعرض جناح إستونيا المضاء بأكثر من 400 مصباح «نيون» من الداخل، تجربة التحول إلى «مدن رقمية» بالكامل في المستقبل، إذ يأخذ زواره ومكتشفيه منذ الوهلة الأولى إلى عالم متكامل من التكنولوجيات الحديثة المعتمدة على البيانات والابتكارات، ومجموعة من الأفكار الذكية والمشروعات التي أسهمت في توفير 3% من الناتج المحلي سنوياً، ما جعل من إستونيا المركز الأول على مؤشر الأمن «السيبراني» العالمي.

وجسدت الدولة هذا التحول الرقمي داخل جناحها، عبر عرض نماذج معاملات عقارية فريدة وممرات مشاة وإشارات مرور ذكية، وأوامر صوتية تنبه من مخاطر الاصطدام المحتملة، ولافتات مراقبة تلوث الهواء، أو ابتكارات وبرامج تقنية أدت إلى انتقال خدماتها الحكومية بنسبة 99% عبر الإنترنت.

مدن صديقة للبيئة

ويستعرض جناح بلجيكا في تصاميمه الداخلية والخارجية أحدث التقنيات والتطبيقات الصديقة للبيئة، فقد حافظت تصاميمه الخالية من البصمة الكربونية، على نماذج هندسية وتقنيات استثنائية صديقة للبيئة، يفرد لها الجناح حيزاً واسعاً من اهتماماته، سواء عبر تقنيات الإضاءة والتهوية الطبيعية المستخدمة داخله، أو التحكم الذكي في المياه وتسخير الطاقة المتجددة الموجودة فيه.

ومن خلال تجارب التنقل الذكي التي يطرحها الجناح، يمكن تفحص كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حلّ المشكلات الملحة في عصرنا، عبر تجارب تفاعلية ذكية يتشارك فيها الزوار مع الجناح، في وضع تصورات حول مدن المستقبل.

وتستند عمارة الجناح من الخارج، إلى حديقة عمودية تضم 10 آلاف نوع من النبات، القادر على امتصاص ما يصل إلى 35 طناً من ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أوكسجين، في «محاكاة حيوية» لأنماط بناء المدن الجديدة وطرق حل المشكلات البشرية المعقدة.

ومن خلال موضوع «تنشيط الاستدامة»، يتبنى جناح ماليزيا في المعرض مدن المستقبل، واستراتيجيات الحد من انبعاثات الكربون، عبر تجربته الخالية بالكامل من الانبعاثات.

مدن خضراء

ويعدّ جناح السويد المبتكر، داخل «منطقة الاستدامة»، مقاربة واقعية لجهود الاستدامة ونداء التكيف مع الطبيعة، إذ يتيح للزائر فرصة «التنزه» في غابات الشمال، من خلال مجموعة واسعة من جذوع أشجار شاهقة، شُحنت من السويد مباشرة لتكون شاهداً حياً على نمط هندسة دولة السويد لمدنها، وطرق ابتكار علوم الحياة والنهوض بالاقتصاد الأخضر، فيما يضم الجناح من الداخل مساحات مفتوحة وواسعة، تماثل المساحات الخضراء والهضاب الطبيعية والغابات الممتدة وأشجارها العملاقة، وبناءاتها المرتكزة على أعمدة الأشجار التي تجسد نمط ورؤية دولة السويد المبتكرة للمدينة الذكية التي تنتصر للحياة في رحاب الطبيعة.

مدن اقتصادية

في جناح غينيا، يمكن أن يكون للزوار دور نشط في إعادة توجيه مليارات الأمتار المكعبة من المياه السطحية والجوفية إلى الناس في غينيا، وتحسين وصولهم إليها، إذ يقدم الجناح مبادرة رؤية البلاد في 2040، التي تعد بمثابة مخطط لمدينة المستقبل الإفريقية، مع طرق جديدة للتعاقد على الإسكان المستدام الذي يعد أكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية ويجمع بين الأساليب المتوارثة بالتكنولوجيات الحديثة.

مدن الحلم

من المنازل الذكية إلى تقنيات الزراعة الحديثة، يتميز جناح الصين بكثير من الابتكارات الرائدة، التي تدعو الزوار إلى اكتشاف إنجازات الصين في ميدان تكنولوجيا المعلومات، والنقل الحديث، لاسيما نموذج السكك الحديدية عالية السرعة، والذكاء الاصطناعي، وأحدث تقنيات الجيل الخامس، واستكشاف الفضاء، التي تترجم بها الصين حلمها في بناء «أرض» و«وطن» و«مستقبل مشترك» للبشرية.

تويتر