سلمى عبدولاي تتصدّى للإدارة غير المستدامة للأراضي في غانا

نبتة «الفونيو» تساعد «المحرومات» على الاستقلال مالياً

صورة

تعمل سلمى عبدولاي، من غانا، على تمكين النساء المحرومات، ومساعدتهن على إعالة أسرهن، والحصول على الاستقلال المالي، من خلال تعليمهن كيفية زراعة نبتة محلية برية، تسمى «الفونيو»، في الأراضي المهجورة.

ومن خلال الدعم الذي قدمه «إكسبو لايف»، الذي يشمل التغطية الإعلامية والمساعدة المالية والتقنية، تمكنت أكثر من 1500 امرأة مزارعة في غانا من تحسين سبل عيشهن بفضل زراعة هذه النبتة.

وقالت عبدولاي، التي نشأت في بيئة لا تتيح للنساء امتلاك الأراضي والعمل في الزراعة: «بينما كنت في المستشفى حاملاً، كانت امرأة تجاورني قد وضعت مولودها للتو، ولاحظت أنها تبكي طوال اليوم، لأكتشف لاحقاً أن زوجها هرب بعيداً، لأنه لم يستطع دفع 2.5 دولار في اليوم لتغطية النفقات الطبية لزوجته ومولودهما».

وتضيف: «عرضنا عليها وظيفة في مزرعة (الفونيو)، فوافقت على الفور، ومنذ نحو أربع سنوات وهي تحقق دخلًا مستقراً، وقد مكنها ذلك من الاعتماد على نفسها، وإرسال أطفالها إلى المدرسة».

وستساعد منحة «إكسبو لايف» عبدولاي على جعل مزيد من الأراضي الهامشية صالحة لزراعة «الفونيو» ولإنبات محاصيل مربحة أخرى.

وتقول مؤسسة «يونيك كواليتي برودكتس إنتربرايز» التي أسستها عبدولاي، إنها تضمن استفادة النساء من الأنشطة على قدم المساواة مع الرجال، على الرغم من كونهن محرومات من امتلاك الأرض، إلى جانب توفير التدريب الذي لا يكون في متناولهن غالباً، لمساعدتهن على التقدم في العمل.

وتضيف أنها تتصدى لانعدام الأمن الغذائي، والإدارة غير المستدامة وغير المسؤولة للأراضي، من خلال مساعدة المزارعات اللائي لا يملكن أرضاً، ولا يستطعن الوصول إلى الأراضي الخصبة.

بدأت عبدولاي مشروعها الفريد مع 10 نساء لا يملكن أرضاً، ولاحقاً استطاعت دعم أكثر من 500 مزارع (350 امرأة و150 رجلاً)، لإنتاج حبوب «الفونيو» الخام.

وتشرح عبدولاي أنه يمكن لنبتة الفونيو أن تنمو في تربة أقل خصوبة، حتى خلال فترة الجفاف، ويمكن حصادها ثلاث مرات في الموسم، مشيرة إلى أن الحبوب الخالية من الغلوتين، وغنية بالحديد والأحماض الأمينية والبروتينات والكربوهيدرات، ويمكن أن تلبي احتياجات الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية، وتسهم في تحسين صحتهم.

وتؤكد المؤسسة أنها تسعى لبناء مجتمعات مستدامة من خلال نبتة «الفونيو»، التي تغذي الأرض والناس والمجتمع معاً، ضمن نهج متكامل يحقق المنفعة على كل الأصعدة، مشيرة إلى أن «النبتة توفر الطعام لملايين من الأشخاص خلال أصعب شهور السنة (من أبريل إلى يوليو)، عندما تكون الموارد الغذائية الأخرى شحيحة».

وتتابع أنها تواصل تقديم الدعم للمزارعين، لاسيما النساء المعدمات في المجتمعات الريفية الضعيفة، ما يزيد دخلهن بشكل كبير، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل مستويات فقرهن، ويجعلهن مسهِمات في تنمية مجتمعاتهن.

وتشجع المؤسسة إنتاج «الفونيو» في الأراضي المتدهورة من دون استخدام الأسمدة، لتجديد التربة المستنفدة، بحيث يوفر نموذج الإنتاج مساحة للأجيال المقبلة، لافتة إلى أن زراعة «الفونيو» تقلل من تآكل التربة.

وينمو «الفونيو» جيداً في الظروف الجافة والتربة الفقيرة، وله قيمة غذائية وفوائد صحية متعددة، وهو إضافة جيدة إلى الوجبات الغذائية للأشخاص الذين لا يأكلون ما يكفي من الأطعمة الحيوانية أو القائمة على البروتين.

وهو يعدّ من الحبوب الكاملة التي تساعد على التحكم في الوزن وصحة الأمعاء، كما أنه مرتبط بعدد كبير من الفوائد الصحية.

وتركز المؤسسة بشكل أكبر على الزراعة، وسبل العيش المستدامة التي تضمن أنشطة زراعية طويلة الأجل، إضافة إلى النظم الإيكولوجية الصحية، مع الحد الأدنى من المدخلات لإنتاج المحاصيل.

ويذكر أن المؤسسة معتمدة من هيئتَي الغذاء والدواء، والمعايير القياسية في غانا، وقد حصلت على شهادة معايير الجودة العالية، وهي تواصل الإنتاج في ظل ظروف صحية صارمة، تلبي المعايير المحلية والدولية.

فرص الشراكة

يسهم برنامج «إكسبو لايف»، في تسريع الحلول الإبداعية، ولا يقتصر على توفير التمويل للمبتكرين، بل يحصل متلقو التمويل الفائزون على فرص إقامة شراكات، والتواصل عبر شبكات مع أطراف تشاطرها الاهتمامات، حيث يتم ربط المبتكرين بشبكات من الدول المشاركة والشركاء التجاريين، والأعمال الإقليمية والعالمية. ويدعم «إكسبو لايف»، برنامج دعم الابتكار المعني بالتأثير الاجتماعي من «إكسبو 2020 دبي»، العشرات من المشروعات التي حصلت على «منح الابتكار المؤثر»، تلك التي تعمل على إيجاد حلول إبداعية للتحديات الملحّة، بهدف تحسين حياة البشر والحفاظ على كوكب الأرض أو كليهما معاً.

تويتر