يصل عددهم إلى 85 مليون شخص في أميركا اللاتينية

إكسبو لايف.. «إنكلويمي دوت كوم».. مؤسسة اجتماعية لتوفير «وظائف لائقة» لأصحاب الهمم

صورة

في أميركا اللاتينية، هناك 85 مليون شخص مصنّفون ضمن فئة أصحاب الهمم، يواجهون التمييز وعوائق أخرى أثناء سعيهم للحصول على فرص التعليم والعمل بالرغم من حرصهم على تحسين حياتهم مهنياً، ونتيجة لذلك، فإن ثلاثة من كل أربعة أشخاص من أصحاب الهمم عاطلون عن العمل في تلك القارة.

«إنكلويمي دوت كوم»، هي مؤسسة اجتماعية تربط الأشخاص من أصحاب الهمم بفرص العمل في الشركات الملتزمة ببناء أماكن عمل شاملة ومنصفة، أسّسها غابيرل ماركولونغو في عام 2014، بعد أن كافح والده لمدة عامين للحصول على عمل إثر إصابته بإعاقة، وخلال هذه التجربة، بدأ ماركولونغو، في اكتشاف كيف أن استبعاد هذه الفئة من الأشخاص هو قضية منهجية في جميع أنحاء أميركا اللاتينية.

وتأهلت المؤسسة، ومقرها في بوينس آيرس بالأرجنتين، لبرنامج «إكسبو لايف» من «إكسبو 2020 دبي»، الذي يدعم المشروعات التي تعالج القضايا الأكثر إلحاحاً وأكثرها تأثيراً على حياة الإنسان، ولديها أكثر من 200 ألف شخص من أصحاب الهمم مسجلين على نظامها الأساسي، تدربهم الشركة وتضعهم في فرص عمل في سبع دول بأميركا اللاتينية (وهي الأرجنتين وتشيلي وبيرو وكولومبيا والمكسيك وأوروغواي وباراغواي)، وتقدم لهم برنامج تدريب وتأهيل عبر الإنترنت، وتساعدهم بشكل أفضل في عملية التوظيف.

وحتى الآن، قامت المؤسسة، التي تعاونت ونسقت مع كبرى الشركات في تلك الأسواق، بتعيين 1900 شخص من أصحاب الهمم في أدوار عبر أكثر من 100 متعامل معها من تلك الشركات، ودربت 13 ألف شخص من ذوي القدرات المتنوعة، على الاندماج في مكان العمل. وتقوم المؤسسة بتوسيع منصة التعليم والتوظيف عبر الإنترنت لمتعامليها، من خلال تصميم استراتيجيات وخطط دمج في مكان العمل، كما تعمل مع المنظمات غير الحكومية لإنشاء حلول جديدة وتطوير الدورات التأهيلية والتعليمية لهم.

وبحلول عام 2025، تقول المؤسسة إنها تسعى إلى توظيف أكثر من 500 شخص من أصحاب الهمم كل شهر للعمل مع 2000 شركة محلية وعالمية في أميركا اللاتينية، انطلاقاً من اعتقادها بأن عدداً متزايداً من الشركات باتت تدعم برامج الدمج، مشيرة إلى أن التنوع المتزايد داخل الفرق يؤدي إلى تحسين ثقافة العمل والإنتاجية.

وتؤكد المؤسسة أنها تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين قيل لهم طوال حياتهم، أنهم سيعتمدون دائماً على عائلاتهم ولا يمكن العيش باستقلالية، مضيفة أن المزيد من الأشخاص من أصحاب الهمم، قادرون على الانضمام إلى القوى العاملة، وأن بيئات العمل نفسها باتت أكثر انفتاحاً تجاه هؤلاء، لافتة إلى أن مبادرتها لها تأثير كرة الثلج، وتسعى لنشر الوعي وتشجيع العالم بأكمله تجاه هذه القضية.

في أبريل الماضي، بدأت المؤسسة بخطوة طموحة تمثلت في تدريب الأشخاص على استخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر، وتم اختيار 18 متقدماً تراوح أعمارهم بين 16 و29 عاماً من ذوي المهارات الأساسية في الكمبيوتر، في إطار دمج هؤلاء الطلاب الجدد في بيئة تعليمية أكثر نموذجية، وتم افتتاح الوحدة الأولى في «مكسيكو سيتي»، وهو معهد تدريب للمهندسين المعماريين والمصممين والمهندسين.

وتقول المؤسسة إن رؤيتها ستتيح للأشخاص من أصحاب الهمم في جميع أنحاء أميركا اللاتينية فرصة متساوية للعثور على وظيفة مثل أي شخص آخر، «وظيفة لائقة»، عبر آليات تتمثل في المساعدة الشاملة، والعمل عن كثب مع مكان عملهم وعائلاتهم.

ومن الصحيح تماماً، أنه في بعض الحالات، عندما يتم توظيف الأشخاص من أصحاب الهمم (حركي، بصري، سمعي، فكري، نفسي، اجتماعي)، من الضروري إجراء بعض التعديلات على بيئة العمل، من أجل تقليل الحواجز التي قد يواجهها الأشخاص أثناء ذلك، وقد تكون هذه التعديلات باهظة الثمن أو تستغرق وقتاً أطول لبدء التوظيف بالنسبة لبعض الحالات المرضية، لكن الأمر يعتمد في مجمله على سياق واضح ومسؤولية مشتركة تتحملها الشركات والمنظمات والسلطات معاً.

مليار نسمة

وفقاً لمنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة يصل عدد الأشخاص من أصحاب الهمم إلى نحو مليار نسمة أو 15% من سكان العالم. ونحو 80% هم في سن العمل، يواجهون، لاسيما النساء، حواجز سلوكية ومادية وإعلامية هائلة تحول دون تكافؤ الفرص في عالم العمل. وبالمقارنة مع الأشخاص الآخرين، فإنهم يعانون معدلات بطالة أعلى وخمولاً اقتصادياً، وهم أكثر عرضة لخطر عدم كفاية الحماية الاجتماعية التي تعتبر عاملاً أساسياً في الحد من الفقر المدقع.

«إكسبو لايف»

يدعم «إكسبو لايف»، برنامج دعم الابتكار المعني بالتأثير الاجتماعي من «إكسبو 2020 دبي»، العشرات من المشروعات التي حصلت على «منح الابتكار المؤثر»، للعمل على إيجاد حلول إبداعية للتحديات الملحّة، بهدف تحسين حياة الأشخاص والحفاظ على كوكب الأرض أو كليهما معاً، ويهدف البرنامج إلى خلق أثر ملموس وقابل للقياس لتحسين حياة الناس في أنحاء العالم.

مستوى الوعي

يشهد العالم حالياً تزايد مستوى الوعي بالتنمية المراعية لمنظور الحالات المرضية لأصحاب الهمم، وتشجع اتفاقية الأمم المتحدة المعنية بحقوق أصحاب الهمم اندماجهم الكامل في مجتمعاتهم، حيث تشير، على نحو خاص، إلى أهمية التنمية الدولية في التعامل مع حقوقهم في ظروف عمل عادلة وملائمة، على قدم المساواة مع الآخرين، بما في ذلك تكافؤ الفرص وتقاضي أجر متساوٍ لقاء القيام بعمل متساوي القيمة، وظروف العمل الآمنة والصحية، وتمكينهم من الحصول بصورة فاعلة على البرامج العامة للتوجيه التقني والمهني، وخدمات التوظيف، والتدريب المهني والمستمر، كما ينص جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 صراحةً على أنه لا يجوز أن تكون الحالة المرضية سبباً أو مبرراً لعدم القدرة على الاستفادة من برامج التنمية أو التمتع بحقوق الإنسان.

المشكلة: نحو 30 مليوناً من أصحاب الهمم في أميركا اللاتينية ليس لديهم وظائف.

الحلّ: منصة إلكترونية تربط بين الشركات وأصحاب الهمم.

القطاع: الأرجنتين

النطاق: أميركا اللاتينية.

تويتر