أرمينيا تحمل إلى «إكسبو» ثقافة وعلوم آلاف السنين في مقتنيات ورسائل رمزية

ثقافات إكسبو.. «الشجرة التي لا تموت».. مجسّم ضخم يرمز للشعب الأرميني وتشبثه بالحياة

صورة

«الشجرة التي لا تموت».. هي مجسّم ضخم، يحتل ركناً أساسياً بأرجاء جناح أرمينيا في «إكسبو 2020»، ليرمز لما يؤمن به الأرمن، وهو أنهم تمكنوا منذ مئات السنين أن يبقوا على قيد الحياة الحضارية، على الرغم من الحروب والتهجير اللذين تعرض لهما الشعب الأرمني، ليس فقط بسبب إنجازاتهم الثقافية وعلومهم الإنسانية المتجذرة في التاريخ، بل أيضاً بسبب إصرارهم على مواصلة تأسيس وتطوير مشروعات علمية وتكنولوجية واعدة، على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية.

ومرّ هذا البلد، خلال العامين الماضيين، بظروف سياسية وإنسانية قاسية، لكنه تمكن من أن يحمل إلى «إكسبو 2020 دبي»، مجموعة من الشواهد الرمزية التي تتصل بعهد طويل من الثقافة والعلوم، صنعته وصنعها عبر تاريخ يعود إلى عشرات القرون.

فالشجرة التي لا تموت، كما تظهر في الصورة، تحتضن العقل الأرميني الذي وفقاً لما قالته مديرة الجناح الأرميني، ليليت هاغوبيان، لـ«الإمارات اليوم»، يريد أن يكمل مسيرته الإنسانية، متسلحاً بما يحمله من إرث ثقافي وموروث حضاري من جهة، وبين ما حققه خلال السنوات الأخيرة من منجزات علمية، توافقت مع التقدم التقني والتكنولوجي الحديث من جهة أخرى.

أما «تومو»، فهو اسم المؤسسة التي تقرر إنشاؤها في مدينة «لينينكيان»، أو ما تعرف حالياً باسم «غومري»، التي دمرها الزلزال في عام 1988.

وربما لن ينتبه الزائر لجناح أرمينيا إلى مؤسسة «تومو»، إلا إذا اكتشف صورة لها، وضعت ضمن كوكبة من الصور لأهم المباني الأثرية من كنائس وأديرة وصروح ثقافية، حملتها جدارية عُلقت في أحد أرجاء الجناح، من بينها معبد «غارني» الشهير.

واختيرت مدينة «غومري» لتكون المقر الرئيس لـ«تومو»، وهي مؤسسة تُعنى بالدراسات الأكاديمية والعملية التكنولوجية، وتستقبل الطلاب في عمر المراهقة تمهيداً لتحضيرهم لدراسة العلوم التقنية الجامعية، وذلك في دلالة على الإصرار على الحياة والعلم والاختراع من قلب المآسي.

وتأسست «تومو» على يدَي سام وسيليفا سيمونيان، اللذين ولدا في بيروت، وأكملا دراستهما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنهما بقيا ممتنَّين لما قدمته لهما المؤسسات التعليمية الأرمينية في بلاد المهجر، فأرادا أن يقولا ذلك عملياً بتأسيس «تومو»، وقد تم إنشاء فروع للمؤسسة «تومو» التي تقدم برامجها الدراسية مجاناً للطلاب الأرمن في عدد من دول العالم، من بينها روسيا وفرنسا ولبنان.

وعن الاختراعات التكنولوجية في تاريخ الأرمن القديم، اعتبرت هاغوبيان أن الأبجدية التي اخترعها الكاهن، ميسروب ماشدوتس، عام 405 للميلاد، أي في مطلع القرن الخامس، تعد من أول الاختراعات التكنولوجية للأرمن وذلك لأنها، برأيها، ضاهت في وقتها آثارها ونتائجها، أهم الاختراعات التقنية في وقتنا الحالي، بسبب ما أحدثته من ثورة فكرية وعلمية في ذلك الوقت. ووفقاً للمراجع التاريخية، فإن اللغة الأرمينية كانت تكتب بأحرف اللغتين اليونانية والسريانية، اللتين كانتا تستخدمان في الكتب الدينية المسيحية الطقسية وغيرها في بلاد الأرمن، وكذلك في الشؤون الإدارية، حتى تم منع استخدام اللغة أو الأحرف اليونانية، الأمر الذي خلق ضرورة ملحة لابتكار أحرف أرمينية خاصة.

وأكدت هاغوبيان أن المشاركة في «إكسبو 2020 دبي» تعد إنجازاً تفتخر به أرمينيا، لأنها تأتي بعد ثلاث سنوات من الظروف الاقتصادية والسياسية والصحية السيئة، التي مر بها الشعب الأرميني في أرمينيا والمهجر.

• الأبجدية التي اخترعها الكاهن ميسروب ماشدوتس، في مطلع القرن الخامس، تعد من أول الاختراعات التكنولوجية للأرمن.

• الشعب الأرميني يكمل مسيرته الإنسانية، متسلحاً بما يحمله من إرث ثقافي وموروث حضاري، وبما حققه خلال السنوات الأخيرة من منجزات علمية.

تويتر