ابنة دارفور من السودان إلى «إكسبو».. تحمل حلماً كبيراً في زجاجات صغيرة

ما يزيد على 11 عاماً، قضتها الشابة السودانية اعتدال الدومة ساعية باجتهاد ومثابرة لتحقيق حلمها بإنجاح مشروعها الصغير، وتعريف العالم بكنوز بلدها، عبر تقديم جزء صغير من المنتجات الطبيعية التي تحتويها قائمة طويلة من الثمار والفواكه المحلية التي يتفرد السودان بإنتاجها، لتبدأ من ثم رحلة «الألف ميل» وتقرر في النهاية السفر على نفقتها الخاصة للمشاركة بشكل فردي في فعاليات المعرض الأضخم «إكسبو 2020 دبي»، متجاوزة المصاعب التي واجهتها.

وأكدت اعتدال في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم» أنها تتمنى أن يشكل حضورها في هذا الحدث الدولي الذي يجمع العالم تحت خيمة واحدة، نقطة انطلاق حقيقية لمشروعها، على الرغم من أنها لم تتلق أي دعم في رحلتها الطويلة من ولاية جنوب دارفور، مروراً بالعاصمة الخرطوم، قبل بلوغها أرض الإمارات، وتحديداً دبي للمشاركة في معرضها، حاملةً معها حلمها الكبير «في زجاجات عصائر صغيرة» ومنتجات صحية تفردت بابتكارها وإعدادها بمكونات طبيعية استحقت عنها براءة اختراع وشهادة معتمدة من الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس في عام 2015.

كلية التغذية

وأشارت اعتدال، القادمة من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، غرب السودان، إلى أنها التحقت بدورة متخصصة في كلية التغذية ببلدها استمرت ستة أشهر، ما ساعدها بشكل كبير على توسيع معارفها ومداركها العلمية حول أهمية بعض الثمار والفواكه المحلية التي تعمل على استخلاص فوائدها الصحية.

وأضافت الشابة التي تعرض بعض ابتكاراتها الطبيعية في جناح بلدها بـ«إكسبو»: «لدي شهادة معتمدة في تحضير المشروبات التقليدية وصناعة الحلويات، فضلاً عن براءة اختراع لعصائر طبيعية من (الدوم) و(العرديب/ التمر الهندي)، وتتميز بغناها بالفيتامينات، بالإضافة إلى أنواع أخرى تضم ميزات صحية منشطة للجسم».

وتابعت: «نجحت حتى الآن في تقديم تسعة منتجات تتميز بمدة صلاحية تصل إلى نحو ستة أشهر من دون استخدام أي إضافات أو مواد كيماوية حافظة، بعد أن نجحت في استخلاص مادة الصمغ العربي المتوافر بكثرة في غرب السودان، وإضافتها لبعض منتجاتي لإطالة أمد صلاحيتها بشكل لا يسبب أي أضرار».

فوائد جمة

وحول مكونات المنتجات التي تقدمها من خلال مشروعها، أوضحت اعتدال أن من بينها التمر و«حبوب الدخن» والحلبة والكمون و«الزنجبيل»، وغيرها من المكونات التي أطلقت عليها صاحبتها لقب: «تركيبة الطاقة الطبيعية»، علاوة على إمكانية استهلاكها كغذاء يمكن تناوله بشكل مستمر مع الخبز أو كشراب يمكن مزجه مع الحليب الطازج.

وتابعت: «يتميز عصير (العراديب/ التمر الهندي) بحموضته العالية واحتوائه على فيتامين سي، ما يساعد على معالجة بعض المشكلات الصحية، في الوقت الذي يمكن الاستعانة بعصير (التبلدي) للحصول على كميات مفيدة من الكالسيوم والبوتاسيوم ومن ثم فيتامين سي الضروري للجسم».

ولفتت إلى أنها نجحت في تقديم منتجات جديدة اعتماداً على الثمار والغلال التي يتميز بها بلدها، مثل المانجو والعرديب والقضيم، والتي قدمتها بشكل مغاير من خلال عصير «قمر الدين» الذي يصنع في بلدان أخرى عادة من المشمش.

سبيل التحسين

وعلى الرغم من نجاحها محلياً في طرح منتجات مشروعها في جنوب دارفور، ما مكّنها من إعالة عائلتها وتطوير منتجاتها للمشاركة في فعاليات ومعارض في الخرطوم والولايات المجاور لدارفور، فإن اعتدال مازالت تشكو قلة الامكانات والموارد الكافية للتفكير في تحسين طريقة التصنيع والحفظ، والارتقاء بالتالي بطرق تعبئته وتقديمه بشكل محترف، معترفة بأنها عملية مكلفة للغاية مقارنة بالأرباح البسيطة التي جنتها على مدار السنوات السابقة. وأكملت: «أصبحت لدي القدرة والمعرفة الكافية لصناعة هذه الأنواع الصحية من المشروبات التي أثق بأنها باتت قادرة على المنافسة على المستوى العالمي إن أتيحت لي فرصة عرضها باحترافية، فهي ثروات نباتية هائلة يمكن أن تكون بديلاً للعديد من الوصفات والمستحضرات المصنعة التي تنتشر في الأسواق». اهتمام

أعربت اعتدال الدومة عن سعادتها الكبيرة بالتواجد في «إكسبو 2020 دبي» رغم التحديات التي واجهتها، مضيفة: «أعتقد أنني حققت 50% من أهدافي بوصولي إلى هذا المعرض العالمي لأطلع الجميع على هذه المنتجات، ولعلها مناسبة سانحة لي اليوم لدعوة الجميع للتعرف إلى هذه المنتجات الصحية التي أتمنى أن تنال الاهتمام والدعم الكافي والترويج الذي تستحقه من قبل الجهات المهتمة بهذا المجال الحيوي، والذي مازال بكراً في السودان، على الرغم من الفوائد الصحية والكنوز الطبيعية التي يضمها كل منتج للجسم».

• 11 عاماً قضتها الشابة السودانية، ساعية باجتهاد ومثابرة لتحقيق حلمها بإنجاح مشروعها الصغير.

• 9 منتجات صحية تتميز بمدة صلاحية تصل إلى نحو ستة أشهر من دون استخدام أي إضافات أو مواد حافظة ابتكرتها اعتدال.

• مكونات طبيعية مثل التمر وحبوب الدخن والحلبة والكمون والزنجبيل والصمغ العربي، وغيرها، تعتمد عليها ابنة دارفور في وصفاتها.