5 عناصر لضمان نجاح التحول الرقمي للأعمال في عصر الذكاء الاصطناعي
يعتمد نجاح التحول الرقمي للأعمال في عصر الذكاء الاصطناعي على خمسة عناصر أساسية ومترابطة تعرف باسم SPEED وهي: الاستراتيجية، والمنتجات، والتجارب، والهندسة، والبيانات والذكاء الاصطناعي. فالاستراتيجية هي التي تحدد الرؤية والأهداف والمجالات ذات الأولوية لتطبيق الذكاء الاصطناعي، بينما تعمل قدرات المنتجات والتجارب على ترجمة هذه الاستراتيجية إلى واقع ملموس يخدم العملاء. أما الهندسة فهي المسؤولة عن تنفيذ وتطوير هذه المنتجات والخدمات بكفاءة وسرعة. وفي قلب هذه العملية تأتي قدرات البيانات والذكاء الاصطناعي التي تغذي المنتجات والخدمات بالبصيرة والاستبصار اللازمين لتحسينها باستمرار.
ولا يمكن إنكار أن مسيرة التحول الرقمي للأعمال في عصر الذكاء الاصطناعي ليست سهلة، ولكنها ضرورية للشركات الراغبة في البقاء في الطليعة ومواكبة التطورات المتسارعة في بيئة الأعمال العالمية المعاصرة. فالشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي وتطور قدراتها الرقمية بشكل استراتيجي ستكون في موقع أفضل للاستجابة للتغيرات السريعة والاستفادة من الفرص الجديدة، وتقديم تجارب فريدة ومبتكرة للعملاء، وتحقيق نمو مستدام ومزايا تنافسية طويلة الأمد.
ولا يزال عصر الذكاء الاصطناعي في بداياته، ولكن آثاره ستكون عميقة على مستوى الشركات والاقتصادات والمجتمعات. لذلك، من الحكمة للشركات أن تستعد لهذا التحول وأن تعمل بجدية منذ الآن على تطوير كفاءاتها وقدراتها الرقمية. فالمستقبل سيكون من نصيب الشركات التي تستثمر في التقنيات المتقدمة، وتبني ثقافة التغيير والابتكار المستمر، وتمتلك المرونة للتكيف مع التحديات الجديدة والاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها عصر الذكاء الاصطناعي.
ولا جدال في أن الذكاء الاصطناعي، وبشكل خاص الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمثل نقلة نوعية في عالم تكنولوجيا المعلومات. فهو يتيح إمكانات هائلة لتحسين الكفاءة التشغيلية للشركات، وزيادة قدرتها التنافسية، وابتكار منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات العملاء بشكل أكثر دقة وشمولية. لكن هذا التحول الرقمي العميق لا يأتي بسهولة؛ إنه يتطلب إعادة هيكلة شاملة لنماذج الأعمال وتطوير قدرات جديدة تمكن الشركات من استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة بفعالية.
وتركز دولة الإمارات العربية المتحدة، بشكل خاص، على استراتيجية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والرقائق، بهدف تحقيق التطور الاقتصادي وتعزيز مكانتها كمركز رائد في مجال التكنولوجيا والابتكار.
وتتمثل استراتيجية الإمارات في الاستثمار في تلك التكنولوجيا في عدة محاور، منها تشجيع البحث والتطوير، وتعزيز التعليم والتدريب في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقائق. كما تسعى الدولة أيضًا إلى تشجيع وجذب الاستثمارات في هذه القطاعات، وتوفير بيئة ملائمة للابتكار والتطوير، من خلال تشجيع إنشاء مراكز بحثية وتطويرية ومجتمعات تقنية.
والذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد اتجاه تكنولوجي مؤقت، بل هو قوة دافعة لإحداث ثورة في كيفية عمل الحكومات وتفاعلها مع المواطنين. حيث ان الاستخدامات المتنوعة لهذه التكنولوجيا، من تبسيط العمليات الحكومية وتقديمها بشكل استباقي وبسرعة، تشير إلى إمكانياتها الهائلة في تعزيز الكفاءة والابتكار في القطاع العام.
ووفقا لبيانات حديثة، فإن أكثر من 25% من إجمالي التمويلات الأمريكية تم توجيهها خلال عام 2023 إلى الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، مقابل 12% فقط من التمويل خلال الفترة بين 2018 و2022.
ووسط ازدهار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المعتمدة على النماذج اللغوية الكبيرة، تتوقع «جولدمان ساكس» ارتفاع استثمارات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم بحلول العام المقبل إلى 200 مليار دولار، مع وصول الاستثمارات المرتبطة بالتكنولوجيا الجديدة إلى 1.5-2.5% من الناتج المحلي الإجمالي في كبرى الدول التي تقود الصناعة على المدى الطويل.
في هذا السياق، كشفت "blink"، منصة التكنولوجيا المالية التابعة لشركة "Emtel"، عن شراكتها مع شركة "WebEngage". وتضمن الشراكة الاستراتيجية لمنصة "blink"، الاستفادة من حلول "WebEngage" المتطورة لتعزيز التفاعل المباشر مع العملاء وتقديم تجارب مميزة معتمدة على التطبيقات لقاعدة المستخدمين الكبيرة الخاصة بها في موريشيوس.
وتعليقاً على الموضوع، قال كريش جوماني، الرئيس التنفيذي لدى شركة Emtel: "تتمحور رؤية منصة blink حول تمكين الأشخاص في موريشيوس ومنحهم أدوات مالية مبتكرة في متناول أيديهم. ونطمح الآن إلى تعزيز تفاعل مستخدمينا من خلال الاتصالات الشخصية وأتمتة سير العمل، مع توفير تجارب متناسقة وسلسة عبر القنوات المختلفة. وبهدف تحقيق رؤيتنا، سنستفيد من خبرة WebEngage المثبتة في التسويق في قطاع الاتصالات ومجال التكنولوجيا المالية والخدمات المالية، حيث سنوظف منصة بيانات العملاء الخاصة بها، ونموذج بياناتها الخاص بالتكنولوجيا المالية، وحالات الاستخدام المبتكرة، في تحسين علاقتنا مع العملاء والارتقاء بمستويات الخدمة لتوفير تجارب مخصصة تنسجم مع رؤيتنا".
من جانبه، قال هيتارث باتيل، نائب الرئيس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمدير الإداري لشركة WebEngage في الإمارات: "تسرنا الشراكة مع شركة تتمتع بسمعة وتاريخ عريق مثل Emtel، حيث سيتم دمج منصة بيانات العملاء الخاصة بنا مع جميع أصولهم الرقمية، بما فيها الموقع الإلكتروني والتطبيق والبيانات غير المتصلة. وبالاستفادة من قدرات خاصية تحديد الهوية لدينا، سنقوم بتطوير العديد من الأفكار القابلة للتنفيذ والمدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذ حملات تسويقية على امتداد رحلة العميل لضمان تحقيق أفضل التجارب المخصصة. وسيزود فريق نجاح العملاء لدينا فرق blink بأفضل الممارسات العالمية ويساعدهم على زيادة إيراداتهم وتحسين معدلات الاحتفاظ بالعملاء".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news