خارج الصندوق

الصحافة العقارية.. أين نحن من هذا الواقع؟

إسماعيل الحمادي

بعد أسابيع قليلة ستحتضن دبي الدورة 21 من «منتدى الإعلام العربي»، الذي ينظمه نادي دبي للصحافة، كأكبر منتدى إعلامي في المنطقة العربية، لمناقشة تحديات ومستقبل قطاع الإعلام في المنطقة العربية، واستشراف مستقبله والتحديات التي تعيق مسارات التقدم الإعلامي للدول العربية، بواسطة تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الإقليمي، لمواكبة مختلف التغيرات والتطورات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية العالمية التي تؤثر على الإعلام العربي بشكل عام.

من خلال هذا المنتدى السنوي ومبادرة «جائزة الصحافة العربية»، تعزز دبي مكانتها كقطب بارز لتنمية قطاع الإعلام في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتضع اسماً لها من خلال دورها المهم في دعم صناعة الإعلام والمحتوى الإعلامي والارتقاء به.

تمنيت شخصياً لو أنه وإضافة إلى مناقشة القضايا والتحديات العامة التي تواجه الإعلام، أن تتم مناقشة دور الإعلام في دعم نمو القطاعات الاقتصادية الحيوية التي تعتبر مصادر دخل رئيسة للدول العربية، وطرح السبل والحلول المناسبة لنموها، وتشجيع الكوادر الإعلامية والصحافية التي أخذت على عاتقها مسؤولية التغطية لهذه القطاعات.

وعلى سبيل المثل وليس بعيداً، نتحدث عن القطاع العقاري بحكم أنني أعمل بهذا المجال، أو بالأحرى عن الصحافة العقارية، إذ قلّما نسمع أن هناك جائزة مخصصة للصحافة العقارية، أو جلسة نقاشية مخصصة لبحث ومناقشة التحديات التي تواجهها الصحافة العقارية! وبحكم أن دبي مدينة عقارية، والقطاع العقاري يعتبر إحدى ركائزها الاقتصادية، فالصحافة العقارية هي جزء من هذا القطاع، وجزء مهم، لأنها العدسة اليومية التي ترصد أخبار هذا القطاع. وبطريقة أو بأخرى، فقد أصبح للأخبار العقارية والصحافة العقارية عموماً دور أكبر وفعال في دعم القطاع العقاري، بل تعدّى الأمر لتصبح أحد العوامل الرئيسة في توجيه القرارات الاستثمارية للمستثمرين من خلال التقارير العقارية الدورية التي تنشر في الصحف، والتغطيات الصحافية اليومية للكوادر الإعلامية بمختلف المواقع والقنوات الإعلامية.

حتى المحتوى الإعلامي العقاري على منصات التواصل الاجتماعي أصبح له صدى كبير لدى المستثمرين ومختلف المتعاملين في القطاع، لذلك فإن الصحافة العقارية أو المحتوى الإعلامي العقاري لا يقل شأناً عن غيره من صناعة المحتوى والمجالات الصحافية الأخرى، بل أصبح من الضروري جداً الاهتمام بهذا الشق وتقدير جهود القائمين عليه من خلال منحهم الفرصة في تبادل خبراتهم، وتعزيز معرفتهم بالمجال، للارتقاء به أكثر بما يخدم مصلحة وأهداف القطاع العقاري.

الصحافة مرآة المجتمع، والصحافة هي السلطة الرابعة كما يطلق عليها، لكن الصحافة العقارية برأيي الشخصي هي الرصيف الذي يقف عليه القطاع العقاري، وأول باب يطرقه المستثمرون إذا أرادوا الاستفسار عن أحوال وأخبار هذا القطاع.. فأين نحن من هذا الباب وجهود القائمين عليه؟!       

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر