اقتصاد الإمارات يعتمد على الوقود الأحفوري بنسبة أقل من 20%

قال البروفيسور الدكتور بيترى تالاس، السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن اقتصاد الإمارات يعتمد بنسبة أقل من 20% على الوقود الأحفوري وهو ما يمثل نموذجا جيدا للغاية في منطقة الخليج وغيرها، مشيرا إلى أن هذا التوجه نحو خفض الاعتماد على الطاقة المستخلصة من الوقود الاحفورى يعتبر أمرا حيويا للغاية عند الحديث عن النجاح في تخفيف آثار التغير المناخي، حيث على الدول حذو الإمارات وبدء إحلال مصادر طاقة الوقود الاحفوري بمصادر صديقة للمناخ.

وأضاف تالاس في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، بمناسبة استضافة الدولة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الامم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ "COP28" نهاية العام، أن المنتدى الاقتصادى العالمي أكد أن التغير المناخي يمثل مشكلة اقتصادية كبيرة ويمكن أن يمثل مخاطر كبيرة على الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر القادمة وذلك اذا فشلنا في التخفيف من حدة التغيرات المناخية أو إجراءات التكيف.

وأوضح البروفيسور تالاس، أنه من جانب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإنها هي التي تستضيف الهيئة الدولية المعنية بالتغير المناخى وتقدم تقريرا سنويا عن حالة المناخ والذي يؤكد حتى الآن أن المؤشرات سلبية حيث وصلت نسبة كثافة غازات الدفيئة (الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون) الى مستوى قياسي، إذ سجلت المنظمة زيادة كبيرة في معدلات الاحترار في المحيطات إضافة إلى تسارع في ذوبان الثلوج كما تضاعف ارتفاع مستوى البحار خلال العشرين عاما الأخيرة وبدأ العالم يشاهد أيضاً زيادة كبيرة في الكوارث المناخية والأحداث المناخية مثل موجات الحر في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة وفيضانات تغرق باكستان وأعاصير استوائية في مناطق لم نر فيها ذلك من قبل مثل جنوب شرق أفريقيا.

ولفت تالاس إلى أنه إضافة إلى ذلك ما ترصده المنظمة من تحديات أكبر على صعيد توفر المياه والجفاف وكذلك حرائق الغابات وهذا كله له تأثير سلبي للغاية على الحياة البشريه وقال إنه في المحصلة فان هناك بالفعل آثار واضحة للتغيرات المناخية ولكن الأخبار الجيدة أنه باتت تتشكل رؤية واضحة للكيفية التي يمكن بها التعامل مع هذه المشكلة مثل السيارات الكهربائية وانخفاض أسعار بطارياتها وغير ذلك من الوسائل.

وذكر أن العالم بدأ التحرك بالفعل لإيجاد حل ولكن ليس بالسرعة الكافية حتى الآن وذلك فيما يتعلق بالحد من الاحترار العالمي والحفاظ على معدل 1.5 درجة مئوية مقارنة مع درجتين أو 2.3 درجة وتحقيق هدف اتفاق باريس المناخى، محذرا من أن العالم سيواجه المزيد من المشكلات والتحديات اذا لم يسارع لتحقيق هذا الهدف.

وعن رؤيته لاستضافة دولة الامارات لقمة الدول الأطراف المعنية بتغير المناخ في نهاية العام الجاري وكدولة خليجية ودولة رائدة على مستوى العالم في مجال الطاقة النظيفة، قال السكرتير العام للمنظمة الدولية، إنه سعد بزيارة أبوظبى مرتين هذا العام وكذلك باللقاء مع وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف "COP28"، الدكتور سلطان أحمد الجابر، حيث عقد معه لقاءات مثمرة للغاية.

وأكد البروفيسور تالاس أنه وجد فهما مشتركا وكبيرا بالفعل للهدف الذى تصبو اليه المنظمة في القمة، مشيرا إلى أنه ستكون هناك لقاءات أخرى ومجموعات عمل في أبوظبي للاعداد للمؤتمر في نهاية شهر سبتمبر من أجل جذب المزيد من الانتباه لمسائل مثل التكيف المناخي وخدمات الانذار المبكر وتحقيق مراقبة أفضل لمعدلات غازات الدفيئة من أجل رسم صورة لما يمكن أن يحدث في المستقبل مع الظواهر المناخية.

واكد أن المنظمة سعيدة للغاية للخطوات التي تقوم بها دولة الامارات والتي تتمثل في ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات مثل الطاقة النظيفة وغيرها من المشروعات التي تدعم توجه المنظمة للتعامل مع قضايا التغير المناخي وكذلك لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أرينا) والتي تعد منظمة مهمة للغاية في هذا المجال.

وأعرب السكرتير العام للمنظمة الدولية عن أمله في أن يرى المزيد من الدول تتوجه نحو الاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة كما تفعل الامارات.

وردا على سؤال حول ما يمكن أن تسهم به دولة الامارات من خلال استضافتها قمة المناخ القادمة وذلك في تقريب وجهات النظر بين المشاركين من أجل الوصول الى الهدف المنشود، قال السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن لديه ثقة كبيرة للغاية في أن المشكلة المناخية تدركها الامارات والدول المجاورة وغيرها جيدا وبما يعني الحذو حذو الامارات في ما يخص التعامل مع النشاطات التي تستخدم الوقود الاحفوري حتى تكون جزءا من الحل للمشكلة وذلك بتحويل نظم الطاقة إلى نظم تستخدم الطاقة الصديقة للمناخ.

وأكد أن هذا يمثل أيضا فرصة لمشروعات جيدة وفرص استثمارية وتوجه يمكن أن تساعد فيه الامارات والدول الأخرى.

ولفت إلى أنه بالنسبة لكون الامارات دولة رائدة الآن في ما يتعلق بجهود الحفاظ على البيئة وكيف يمكن أن يساعد ذلك في نجاح المؤتمر، قال السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن الامارات نجحت في تحويل الهيكل الاقتصادي ليكون اعتماده في جزء صغير منه على الوقود الاحفوري وهذا يجعل الامارات مثالا جيدا للغاية ونموذجا يمكن للدول الأخرى المماثلة أن تتبعه وأن تحذو حذوه، خصوصا أن الامارات تستخدم مواردها لتشجيع استخدام الطاقة المتجددة وهو الأمر الذي ترحب به المنظمة بشدة.

تويتر