مطارات الشرق الأوسط ترتقي بأجندة الاستدامة والابتكار

يركز معرض المطارات الذي سيقام في الفترة من 9 إلى 11 مايو المقبل على موضوعي الاستدامة والابتكار نظرا لأن صناعة المطارات العالمية - التي تضم أكثر من 40 ألفا من المطارات المنضوية في عضوية المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو" وبعائدات تربو عن 173 مليار دولار أمريكي - تعمل على أن تصبح خالية من الكربون بحلول العام 2050 عبر تعزيز البنية التحتية والكفاءات التشغيلية المرتكزة على التكنولوجيا والضوابط القوية والتميز المعياري.

ويشكل شعار "معا لابتكار مستقبل المطارات المستدامة" الموضوع الرئيسي لمعرض المطارات الذي يعد أكبر منصة من نوعها في العالم حيث سيعمل المعرض خلال أيامه الثلاثة على تسليط الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها للطيران المستدام المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة واستراتيجية الاستدامة التي تمت صياغتها من قبل مجلس المطارات العالمي وذلك من خلال تعزيز جودة الخدمات وتوسيع نطاق تطوير البنية التحتية وضمان عمليات آمنة وفعالة من قبل كافة أصحاب المصلحة.

وبوصفها نسخة موسعة ومتطورة من ساحة المطار الإلكترونية التي تم تقديمها في دورة العام 2022 ستنطوي "ساحة المطار المستدامة" التي يتم تنظيمها عبر الشراكة المستمرة مع وكالة دبي الوطنية للسفر الجوي "دناتا" على عرض معدات وخدمات المناولة الأرضية التي تمكن المطارات من تحقيق أهدافها لجهة الاستدامة فيما سيشكل "مسار الابتكار" تجربة مصممة حسب طلب العملاء وهي تتضمن مجموعة رائعة من الابتكارات الخارقة من كبار موردي المطارات في أكثر من 20 دولة.

ويركز "مسار الاستدامة" بشكل كبير على المنتجات والخدمات التي تمكن المطارات الإقليمية من رسم خارطة الطريق الخاصة بكل منها لتحقيق الاستدامة هذا العام.

وستكون المنتجات التي سيتم النظر فيها في هذه التجربة هي تلك التي تدعم المطارات لجهة الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعزيز الكفاءات التشغيلية في المطارات.

والدورة الثانية والعشرون للمعرض التي تقام في مركز دبي التجاري العالمي تعمل على تحقيق الربط بين أكثر من 200 علامة طيران تجارية وأكثر من 100 مشتر من أكثر من 30 مطاراً وهيئة طيران من 20 بلداً وسيقام على هامش أعمال المعرض الذي يجري تنظيمه تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة أربعة معارض ومؤتمرات متخصصة بصناعة المطارات.

ويشهد المعرض توافد أكثر من 4,500 زائر ومشاركة عارضين من بلجيكا والصين والدنمارك وفرنسا وألمانيا والهند وإيطاليا وكوريا واللوكسمبرج وهولندا وبولندا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية حيث تأمل الجهة المنظمة في أن تحطم هذه الدورة كافة الأرقام القياسية السابقة.

وكانت دورة العام الماضي قد استقطبت أكثر من 4,200 زائر من 71 دولة وأكثر من 160 عارضا من 23 دولة وأكثر من 100 مشتر مستضاف من 23 دولة إلى جانب خمسة أجنحة دولية.

وقالت مي إسماعيل مدير المعرض في شركة "آر اكس غلوبال" الشرق الأوسط للمعارض الجهة المنظمة لمعرض المطارات.. إن التأثيرات البيئية وكفاءة الطاقة على المديين المتوسط والبعيد يعتبران ضمن المجالات الرئيسية للاهتمام والتركيز من قبل المطارات لدى تشغيلها لمرافقها وتقديمها لخدماتها حيث يشمل هذا الأمر استهلاك الطاقة في تدفئة وإنارة وتبريد مباني المسافرين ولتزويد الطاقة للنظم التي تدعم العمليات اليومية للمطار بما فيها خدمات المسافرين والعربات الأرضية وخدمات الجزء الجوي من المطارات.

وقال رائد يونس نائب الرئيس والمدير الإقليمي لشؤون تطوير الأعمال في وكالة دبي الوطنية للسفر الجوي "دناتا".. إن دناتا هي جزء من مجموعة طيران الإمارات تقدم خدمات المناولة الأرضية والشحن والسفر وتموين الطائرات وخدمات التجزئة في 38 دولة عبر القارات الست وأطلقت بنجاح في العام 2022 ساحة المطار الإلكترونية ضمن معرض المطارات 2022 وذلك بدعم من ار اكس غلوبال الجهة المنظمة للمعرض وستكون هذه الساحة المستدامة أكبر وأفضل في دورة العام 2023 حيث ستضم معدات دعم أرضي متطورة وأحدث التقنيات التي تعزز بشكل كبير الكفاءة البيئية في المطارات وفي العام 2022 كانت دناتا خصصت 100 مليون دولار أمريكي لتنفيذ التقنيات والمبادرات الخضراء ضمن أعمالها وذلك بغية تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 50 بالمائه بحلول العام 2030.

وأشار إلى أن الشركة استثمرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير في التقنيات المتقدمة لتعزيز الموارد وتحسين الكفاءة التشغيلية عبر مرافقها حيث قامت في منشآتها الحالية بتركيب تقنيات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية ووحدات استرداد الحرارة وشحن المركبات الكهربائية وسوف تقوم أيضا بدمج مبادرات الحد من الكربون في بناء وتشغيل مراكز الشحن الجديدة التي تم الإعلان عنها مؤخرا في هولندا والعراق.

من جانبه قال مايكل شنايدر الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز لوجيستكس إن تقنياتنا تتيح للعملاء تحقيق المزيد بموارد أقل وبالنسبة لنا فإن مفتاح الاستدامة يكمن في الاعتبارات المتعلقة بمدى حياة المعدات المقترنة بالأتمتة والرقمنة ومثالا على ذلك نظام "باكيج 360" الحل الرقمي الذي نقدمه والذي يعمل على زيادة كفاءة العمليات والنظم البيئية الحالية بشكل كبير وهو يوفر وظائف التنبؤ والتعزيز ما يسمح للمطارات بالتخطيط المسبق للعمليات وبهذا فإنه يوفر الموارد ويوفر معها البصمة البيئية والتكاليف ونحن نتطلع الى تقديم حلولنا التقنية المستدامة خلال المعرض.

وأفاد بنجامين فيوليت مدير المبيعات الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة أي تي دبليو جي اس أي المورد العالمي لمعدات الدعم الأرضي.. أن التركيز الشديد لصناعة الطيران على الشأن البيئي يحتاج إلى معدات ذات استهلاك أقل للطاقة وفي الواقع فقد قادت المطارات الرئيسية في الشرق الأوسط الطريق لإيقاف تشغيل وحدات الطاقة المساعدة من خلال تجهيز بنيتها التحتية بوحدات الطاقة الأرضية ووحدات التهوية المهيأة مسبقا حيث ينصب التركيز الآن على الابتعاد عن معدات الديزل واستبدالها بمعدات الدعم الأرضي الكهربائية التي تعمل بالبطارية ولعبنا في شركة أي تي دبليو جي اس أي دورا رئيسيا في هذا الانتقال من خلال توريد وحدات الدعم الأرضي الكهربائية 7400 التي تعمل بالبطارية عديمة الانبعاثات منذ عام 2018.

ونوه جوريك غرزسزك مدير المبيعات والخدمات في تي ال دي الشرق الأوسط الشركة التابعة لمجموعة الفيست المتخصصة في تصميم وتصنيع معدات الدعم الأرضي في مصانعها التسع في جميع أنحاء العالم إلى أن الاستدامة ليست مسؤولية بيئية واجتماعية وحسب بل إنها تعزز أيضاً الربحية وسمعة العلامة التجارية على المدى الطويل وتشجع الابتكار وتسعى العديد من المطارات اليوم بخطى متسارعة نحو التحول لكن تغييرات البنية التحتية تستغرق وقتا والتكنولوجيا المتاحة متوافقة مع الاحتياجات الحالية. وتواصل شركة تي ال دي الابتكار من خلال نظم نقل الحركة الكهربائية التي تسمح لمعدات الدعم الأرضي بالتكيف مع البنية التحتية للمطارات فيما تعمل مجموعة الفيست على تطوير نهج فريد لإدارة عمليات المطارات على مستوى العالم وستتوقف عن إنتاج معدات الدعم الأرضي المزودة بمحركات الاحتراق التقليدية بحلول العام 2025.

ولفت إريك فيلديرمان الرئيس التنفيذي لشركة تي كيه اتش ايربورت سولوشنز لحلول المطارات إلى أن الشركة تشهد اهتماما متزايدا من منطقة الشرق الأوسط بالابتكارات المستدامة ففي مجال الإنارة الأرضية لمدارج المطارات أصبحت ابتكارات مثل الإنارة الذكية والتحكم الفردي في مصابيح الإنارة وتنفيذ تقنيات "اتبع الأضواء الخضراء" موضوعات ساخنة وتكتسب تقنية الإنارة الأرضية لمدارج المطارات التي طورتها شركة تي كيه اتش والتي ترتكز على توزيع الطاقة والبيانات بدون تلامس زخما في المنطقة حيث توفر التقنيات الأدوات التي تحتاج إليها المطارات لجعل مدارجها أكثر كفاءة وتقليل تكلفة العمليات وزيادة الإيرادات من خلال المبيعات الفعالة لأذونات الهبوط.

تويتر