مساحة حرة

كفاءة الطاقة.. وفورات ضخمة

رجا علم الدين

تواصل صناعة العقارات في الشرق الأوسط، التطور بشكل مستمر. ومع هذا التطور، أصبحت الحاجة إلى الاستدامة واضحة بشكل كبير، ليس في المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم، في وقت تزايد فيه الطلب على المباني المستدامة في السنوات الأخيرة، وأصبحت أكثر رواجاً.

وكشفت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها حول كفاءة الطاقة لعام 2021 أن التقدم العالمي في كفاءة الطاقة تعافى في عام 2021، ليعود إلى وتيرته السابقة لجائحة «كوفيدـ19»، إلا أن هذا المعدّل أقل مما هو مطلوب لتحقيق انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

وتُشكّل كفاءة الطاقة في دولة الإمارات، تحدياً مستمراً، نظراً للنمو السكاني السريع، والنشاط الاقتصادي، ومعدلات الاستهلاك المرتفعة.

وقد تبنّت دولة الإمارات نهجاً منظماً لترشيد الطاقة والحفاظ عليها، فيما تهدف «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» إلى تحقيق مزيج من الطاقة، يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لتحقيق التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والأهداف البيئية.

تخطط الدولة للقيام باستثمارات يبلغ مجموعها 600 مليار درهم حتى منتصف القرن الحالي، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وتأمين النمو الاقتصادي المستدام. وتتمثل الأهداف النهائية لـ«استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» في تعزيز الطاقة النظيفة، وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي، وخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70%، وتحسين كفاءة الطاقة بنسبة 40%، وبذلك توفير 700 مليار درهم.

بدورها، تمثل المباني أكثر من 30% من استهلاك الطاقة العالمي، في وقت يُعدّ فيه استخدام الطاقة، الأكبر على الإطلاق، ضمن جميع نفقات تشغيل أي مبنى، إذ يمثل نحو ثلث ميزانيات التشغيل العادية، وهو مسؤول عن نحو 20% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية، لتؤكد هذه البصمة البيئية الهائلة، التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الكبير للعقارات.

حلت دولة الإمارات في المرتبة الـ14 عالمياً من حيث عدد المباني المستدامة في استبيان أجرته مؤسسة «نايت فرانك» على 373 متخصصاً في مجال العقارات للشركات، كما أنها كانت الدولة الوحيدة من دول مجلس التعاون الخليجي التي ظهرت ضمن أفضل 30 بلداً،إذ بلغ عدد المباني الخضراء فيها 869 مبنى.

كما تُعد دبي وأبوظبي من المدن الذكية الأعلى تصنيفاً في مجال التكنولوجيا على مؤشر المدن المتطورة «Cities in Motion» لعام 2020، الصادر عن «كلية IESE لإدارة الأعمال» التابعة لـ«جامعة نافارا الإسبانية».

ونظراً لمناخ المنطقة، فإن أنظمة تكييف الهواء تُعد من أكبر مستهلكي الطاقة، إذ يصل استهلاكها إلى نحو يراوح بين 80 و85% من إجمالي استهلاك الطاقة في أي مبنى. وبما أن تكييف الهواء ضرورة لا يمكن تجنبها، فإن تحسين الاستخدام هو الحل.

وأخيراً وليس آخراً، ستتميز الطرق التي نعيش بها، والأساليب التي نستخدم بها مساكننا في المستقبل بصفة واحدة: «كلها طرق وأساليب ذكية».

ومع تزايد الإقبال على التقنيات الذكية المبتكرة، والميزات الموفرة للطاقة، وغيرها من الممارسات الصديقة للبيئة، فإن هناك فرصة هائلة لدولة الإمارات والعالم ككل، للاستفادة من هذا التوجه وتعزيزه، مدعومة بجهود دولة الإمارات الحثيثة لتحقيق الاستدامة.

• دبي وأبوظبي من المدن الذكية الأعلى تصنيفاً في التكنولوجيا.

* الرئيس التنفيذي ــ «لوتاه لتطوير العقارات»

تويتر