في قطاعات تكنولوجية وصناعية متقدمة

بن طوق يستعرض تنويع الشراكة الاقتصادية مع شمال إيطاليا

بدأ عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد زيارة رسمية إلى إيطاليا تستمر خلال الفترة من 6 حتى 11 من فبراير الجاري، ويضم جدول الزيارة، التي يترأس خلالها وفداً اقتصادياً رفيع المستوى من جهات حكومية ومن القطاع الخاص، عدد من اللقاءات الثنائية مع رؤساء حكومات ونخبة من كبار المسؤولين والمعنيين بالشأن الاقتصادي والتجاري، إلى جانب زيارات ميدانية لمجمعات صناعية وتكنولوجية متقدمة في كل من مدينة ميلانو شمال إيطاليا والعاصمة روما.
وتأتي الزيارة في إطار بحث جوانب التعاون القائم وآفاق تطويره مستقبلاً وفرص الشراكات الاقتصادية المطروحة على الصعيدين الحكومي والخاص وبما يخدم الأهداف التنموية لجميع الأطراف.

وخلال زيارته إلى مدينة ميلانو، اجتمع عبد الله بن طوق المري مع أتيليو فونتانا - رئيس إقليم لومبارديا، أحد أكثر الأقاليم النشطة اقتصادياً بشمال إيطاليا، وشارك في الاجتماع عمر عبيد الشامسي - سفير دولة الإمارات لدى إيطاليا، وغويدو غويديزي - مفوض التنمية الاقتصادية بإقليم لومبارديا، وألان ريتزي - وكيل الإقليم للعلاقات الدولية، حيث ناقش الاجتماع فرص تعزيز التعاون الثنائي وسبل تنميته في القطاعات ذات الاهتمام المتبادل.

وقال عبد الله بن طوق المري، إن هناك فرص واعدة لتوسيع مظلة التعاون الثنائي فيما بين الجانبين خاصة في القطاعات الاقتصادية الجديدة ذات الأولوية والتي تخدم الأجندة التنموية للبلدين بالتركيز على أدوات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في مجالات الصناعة والزراعة والأمن الغذائي والرعاية الصحية وعلوم الحياة وتعزيز ودعم تبادل الاستثمارات بين البلدين.

كما أشاد بكفاءة إدارة إقليم لومبارديا للجائحة، مؤكداً أهمية تبادل الخبرات والدروس المستفادة في التأسيس لمرحلة النمو المستدام لما بعد "كوفيد 19"، وبناء اقتصاد قوي ومرن وقائم على المعرفة والابتكار.
وقال بن طوق: "إن دولة الإمارات عززت جهودها في أن تصبح وجهة أولى للاستثمارات عالميا في المنطقة، وعملت على تطوير تشريعاتها وبيئتها الاقتصادية وأطلقت العديد من المبادرات الرائدة التي تستهدف زيادة جاذبية بيئة أعمالها، وتوسيع شراكتها الاستراتيجية من خلال عقد الاتفاقات الاقتصادية الشاملة مع عدد من الأسواق العالمية الواعدة ضمن مشاريع الخمسين التي أعلنتها الحكومة سبتمبر الماضي".

من جانبه، أشاد أتيليو فونتانا - رئيس إقليم لومبارديا، بالتنظيم الرائع لمعرض إكسبو 2020 دبي، مشيراً إلى أنه يشكل فرصة مميزة لزيادة الروابط بين مجتمعي الأعمال في لومبارديا ودولة الإمارات، ويمهد الطريق لقفزة نوعية حقيقية في العلاقات الاقتصادية الثنائية.
من جهته، أشار عمر الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى إيطاليا، إلى أهمية زيارة وزير الاقتصاد والتي تؤكد حرص دولة الإمارات على دعم الجهود كافة التي من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية المتميزة مع الجمهورية الإيطالية وتوسيع مجالات التعاون لتشمل القطاعات ذات الأولوية للمرحلة المقبلة ومن أبرزها الاستثمارات المتعلقة بقطاع الفضاء، والأبحاث، والطاقة النظيفة، وريادة الأعمال، والمجالات المرتبطة بالأمن الغذائي، والنمو الأخضر والمستدام .
وجرى خلال اللقاء استعراض لأهم التجمعات الصناعية في الإقليم وامتداد نشاطها في مختلف القطاعات لتشمل معاهد البحث والتطوير والشركات الناشئة والتي تنظر إليها إيطاليا كوسيلة فاعلة في النهوض بالقطاعات الاقتصادية المتنوعة وخلق شبكات تعزز فرص الشركات في الارتقاء بخدماتها بفضل البنى التحتية واللوجستية المتكاملة والمتطورة.

إلى جانب ذلك، قام عبد الله بن طوق المري والوفد المرافق له بزيارة مقر وكالة التجارة الإيطالية، حيث التقى بسيفانو بوناتشيني، رئيس إقليم إميليا رومانيا، وكارلو فيرو - رئيس وكالة التجارة الإيطالية.ويمثل إقليم إميليا رومانيا، موطن لأهم المجمعات الصناعية المتخصصة في صناعة السيارات، وقطاع تكنولوجيا المعلومات، والصناعات الغذائية المتقدمة، والرعاية الصحية.

وبحث خلال الزيارة، فرص تعزيز التعاون وجذب الاستثمار المتبادل في مجالات الابتكار والاستدامة والقطاعات المستقبلية بما يشمل تحفيز وصول الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الأسواق، واستكشاف الفرص الجديدة لزيادة التبادلات التجارية والاستثمارية مع هذا الإقليم الاستراتيجي في القطاعات الحيوية والجديدة كافة بما ينسجم مع توجهات البلدين في الانتقال إلى نموذج اقتصادي أكثر استدامة وقائم على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.

وأكد عبد الله بن طوق على وجود فرص واسعة لتطوير شراكات اقتصادية واستثمارية مهمة فيما بين الجانبين وبما يخدم توجهات البلدين في تمكين الشركات وبناء القدرات التكنولوجية من خلال تعزيز الوصول إلى البنى التحتية البحثية، وعقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ونقل التكنولوجيا للشركات لدعم تطوير الحلول المبتكرة.

والجدير بالذكر، أن إقليم لومبارديا يحتل المركز الأول من حيث العلاقات التجارية مع دولة الإمارات، وذلك حسب البيانات الإحصائية الإيطالية، وتحديدا 5 مقاطعات بالإقليم وهم: ميلانو، بيرغامو، فاريزي، مونزا وبريانوا، وبريشا. كما تتجاوز صادرات إقليم لومبارديا إلى دولة الإمارات ربع الصادرات الإيطالية إلى الدولة بنسبة تصل إلى 27%، فيما يبلغ إجمالي التبادل التجاري للإقليم مع دولة الإمارات أكثر من مليار ونصف يورو. وفي المقابل، تُمثل دولة الإمارات بوابة رئيسية لإقليم لومبارديا والمنفذ الرئيسي لصادراتها إلى أسواق منطقة الخليج وأفريقيا وآسيا.
ويعتبر إقليم إميليا رومانيا رابع إقليم إيطالي من حيث حجم الصادرات إلى دولة الإمارات بنسبة تصل إلى 11.3٪ من إجمالي الصادرات الإيطالية للدولة.
وتُشكل القطاعات الأكثر تصديرًا، الميكانيكا والسيارات والأزياء والبلاستيك والمطاط. وقد بلغت فيما صادرات إميليا رومانيا إلى الدولة خلال عام 2020 ما يصل إلى 495 مليون يورو بزيادة تقدر في حدود 23%، وسجلت الواردات حوالي 44 مليون يورو، محققة زيادة تقدر بنسبة 97٪.
كما ترتبط دولة الإمارات مع أقاليم شمال إيطاليا بخطوط طيران مباشرة، بإجمالي 25 رحلة طيران أسبوعية مع مدينتي ميلانو وبولونيا.

 

تويتر