في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي تداعيات أزمة جائحة «كوفيد-19»

«دبي المالي العالمي» يستقطب 310 شركات جديدة خلال 6 أشهر

صورة

كشف مركز دبي المالي العالمي عن تحقيق تقدم على صعيد «أولوياته الاستراتيجية 2024»، وبلوغ أعلى معدل لتسجيل الشركات، في ضوء مواصلته العمل مع شركائه، لتجاوز تبعات أزمة جائحة «كوفيد-19»، والخروج منها بشكل أقوى. وكشف المركز عن انضمام 310 شركات جديدة إلى قوائمه، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020، بزيادة نسبتها 25%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ليرتفع عدد الشركات النشطة في المركز إلى 2584 شركة.

واعتبر المركز في بيان له، أمس، أن الزيادة تعدّ إنجازاً كبيراً، في وقت يعاني فيه العالم تداعيات أزمة جائحة «كوفيد-19»، فيما يأتي الإنجاز مع مواصلة القطاع المالي والقطاعات المبتكرة ذات الصلة وضع ثقتها بدبي، باعتبارها مركزاً مالياً، ومركز التكنولوجيا المالية المُفضل في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.

أساس متين

وأكّد سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مركز دبي المالي العالمي، أن قدرة المركز على مواصلة النمو، رغم التحديات الناجمة عن وباء «كوفيد-19» الذي اجتاح العالم، وترك تأثيرات سلبية جسيمة على أكبر اقتصاداته، شهادة عالمية جديدة على الأساس المتين، الذي يقوم عليه المركز، وبرهان واضح لامتلاكه الأدوات والمقومات التي تضمن استعداده لمواجهة مختلف الظروف، وتمكّنه من الوقوف بصلابة في وجه الأزمات، انطلاقاً من الأسس الراسخة التي أرساها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لضمان استقرار المنظومة الاقتصادية في دبي، والمبادئ التي وضعها سموّه للمركز، وجعلت منه شريكاً يحظى بثقة واحترام كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية.

وأضاف سموّه: «استثمر مركز دبي المالي العالمي، منذ بدايته، في تعزيز شراكته مع مجتمع المال والأعمال في المنطقة والعالم، وعمل بكل جد على تقديم الحلول البنّاءة التي تمكنهم من مواصلة أعمالهم ومتابعة أهدافهم، حتى في أصعب الظروف، بفضل بنية تحتية عالية الكفاءة والاعتمادية، وأطر تشريعية متطوّرة ذات قدر كبير من المرونة صُممت لتراعي مصالح الشركاء، وتدعم أعمالهم وفق أفضل الممارسات العالمية، وسياج متين من الحوكمة الرشيدة، التي تحمي حقوق جميع المؤسسات العاملة فيه، وتعينها على مباشرة أعمالها على الوجه الأمثل».

وعن متطلبات المرحلة الراهنة والتطلعات المستقبلية، قال سموّه: «سنواصل الحوار والعمل مع جميع شركائنا على اختلاف أحجام أعمالهم، لرصد وتقديم مزيد من الحلول المبتكرة، لاجتياز كل الصعوبات، تأكيداً على دور المركز محوراً رئيساً للأنشطة المالية في المنطقة، واستكمالاً لمسيرة النجاح التي وصل من خلالها إلى تبوؤ مكانة رفيعة بين أفضل 10 مراكز مالية على مستوى العالم».

تحوّل رقمي

من جانبه، قال محافظ مركز دبي المالي العالمي، عيسى كاظم: «سنواصل لعب دور رئيس للإسهام في تعزيز الاقتصاد، في الوقت الذي ندخل فيه مرحلة جديدة من التحوّل الرقمي، والعمل ضمن (الوضع الطبيعي المستجد)، إذ سنؤكد استمرار النهج المستقبلي، لضمان صياغة مستقبل القطاع المالي، وجذب الشركات العالمية الرائدة والشركات الناشئة الواعدة، وأفضل الكفاءات».

ترسيخ سُمعة المركز

في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، عارف أميري، إن «مركز دبي المالي العالمي واصل، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، النمو نحو تحقيق أهداف 2024، ليبقى التركيز على ترسيخ سُمعة المركز بين أفضل المراكز المالية العالمية، وبين أفضل مراكز التكنولوجيا المالية والابتكار».

وأضاف: «نجحنا خلال النصف الأول من العام أن نسجل أداءً قياسياً على صعيد تسجيل الشركات على مدار شهرين، وهو ما تحقق، إلى جانب دعم الشركات من المتعاملين خلال أزمة (كوفيد-19)، الذين نشكرهم على ثقتهم التي وضعوها في دبي والمركز المالي».

نمو متواصل

وووفقاً للبيان، واصل مركز دبي المالي العالمي تحقيق النمو في النصف الأول من العام الجاري، مع تحقيق معدل شهري لتسجيل الشركات عند 52 شركة، كما سجل رقمين قياسيين في المعدل المتوسطي لتسجيل الشركات، عند 66 شركة في مارس 2020، و88 شركة في يونيو، حيث يعدّ المركز المالي، حالياً، موطناً لـ820 شركة مالية بزيادة 22%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وزيادة 11% مقارنة بالسنة المالية 2019.

بدورها، واصلت شركات التكنولوجيا المالية ترسيخ مكانتها عاملاً رئيساً للنمو، إذ انضمت 87 شركة متخصصة في التكنولوجيا المالية إلى منظومة الابتكار والتكنولوجيا المتميزة في المركز، ليرتفع عدد شركات التكنولوجيا المالية المسجلة والمرخصة بنسبة 74%، مقارنة بالنصف الأول من عام 2019.

وشهد المركز المالي انضمام عدد من شركات الخدمات المالية، من بينها: «تاتا لإدارة الأصول»، مجموعة «سامبا» المالية، «غازبروم بانك»، «فندينج سوق»، «بروكفيلد برايفت كابيتال»، و«ديسيمل فاكتور الشرق الأوسط». في حين أسست شركات «ريبل»، و«كوفاكس الشرق الأوسط المحدودة» مكاتب جديدة لها في المركز.

وكان المركز أطلق حزماً تحفيزية متكاملة لدعم الشركات من المتعاملين، خلال أزمة «كوفيد-19»، بما ينسجم مع برامج ومبادرات حكومة دبي في هذا الإطار.

استثمارات جديدة

واصل المركز المالي تعزيز عروضه للشركات الناشئة، من خلال ضخ استثمارات جديدة في أربع شركات ناشئة متخصصة في قطاع التكنولوجيا المالية، هي: «فليكس باي» FlexxPay، و«غو رايز» Go Rise، و«ناو موني»NOW Money، و«سروة» Sarwa، إذ تعدّ هذه الاستثمارات جزءاً من إجمالي قيمة صندوق التكنولوجيا المالية، البالغة 100 مليون دولار، الذي تم إطلاقه في عام 2019، بهدف تأسيس وتطوير ودعم نمو شركات التكنولوجيا المالية.

تطوير البيئة التشريعية

ويتواصل العمل على تطوير البيئة التشريعية لمركز دبي المالي العالمي، بما يدعم أعمال شركائه، ففي يناير 2020، أصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، قانون مركز دبي المالي العالمي رقم (1) لعام 2020 بشأن الإيجارات في المركز، بهدف الارتقاء بمقومات السوق العقارية في حدود سلطة المركز، وتأكيد التزام المركز بتوفير إطار عمل تنظيمي وقانوني متكامل، ينسجم مع أعلى المعايير والممارسات العالمية.

وفي يونيو 2020، اعتمد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قانون حماية البيانات رقم (5) لسنة 2020 لمركز دبي المالي العالمي، متضمناً بنوداً حول تطوير نظام حماية البيانات الحالي لمركز دبي المالي العالمي، الذwي يعدّ أحد أكثر الأنظمة تقدماً على مستوى المنطقة. ودخل القانون الجديد حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يوليو الجاري.

كذلك، أصدر مجلس إدارة سلطة مركز دبي المالي العالمي لوائح تنظيمية جديدة لحماية البيانات، التي تحدّد إجراءات الإبلاغ ورفع التقارير إلى الشخص المسؤول عن حماية البيانات، والمساءلة وحفظ السجلات والغرامات والاختصاصات القضائية الملائمة لمشاركة البيانات الشخصية ونقلها.


مكتوم بن محمد:

«محمد بن راشد وضع مبادئ للمركز، جعلت منه شريكاً يحظى بثقة كبرى المؤسسات المالية».

«شهادة عالمية على الأساس المتين للمركز، وبرهان واضح على استعداده لمواجهة مختلف الظروف».

دبي.. أفضل مختبر للابتكار المالي

شهد النصف الأول من العام الجاري زيادة حجم مسرّع التكنولوجيا المالية (فينتك هايف) في المركز المالي بثلاثة أضعاف، مع افتتاح مساحات جديدة وكبيرة في «أفينيو البوابة»، لدعم الشركات الناشئة وروّاد الأعمال، التي تعزّز منظومة المركز الحيوية، وتوفر للشركات سهولة الوصول إلى التمويل والتدريب، ومشاركة الخبرات والتعاون مع الشركات المالية العالمية الرائدة.

ويعزّز نمو قطاع شركات التكنولوجيا المالية من سُمعة المركز بين أفضل المراكز المالية المتطوّرة على مستوى العالم، كما يؤكّد مكانة دبي باعتبارها أفضل مختبر للابتكار المالي، حسب تصنيف مجلة «غلوبال فاينانس».

وسجل المركز المالي رقماً قياسياً بعدد طلبات المشاركة في الدفعة الرابعة من مسرّع التكنولوجيا المالية (فينتك هايف)، حيث تسلّم البرنامج في عام 2020 أكثر من 600 طلب مشاركة من الشركات الناشئة، التي تعمل في قطاعات التكنولوجيا التنظيمية والتكنولوجيا المالية الإسلامية، وتكنولوجيا التأمين ومختلف قطاعات التكنولوجيا المالية، بزيادة 46%، مقارنة بالعام الماضي.

كما وقع الاختيار على 10 شركات ناشئة للمشاركة في الدفعة الثانية من «ستارت آب بوت كامب» لعام 2020، في حين جرى قبول 16 شركة للانضمام إلى برنامج «رخصة اختبار الابتكار».

ويوفر المركز المالي ثلاثة برامج مختلفة لدعم الشركات الناشئة في مختلف المراحل، وهي: «برنامج مسرّع التكنولوجيا المالية»، و«فينتك هايف سكيل أب»، و«ستارت آب بوت كامب».

خطة مدخرات الموظفين

بدأ مركز دبي المالي العالمي، في فبراير 2020، بتنفيذ خطته الخاصة بمدخرات الموظفين في مكان العمل، التي تضمن المستقبل المالي لموظفي الشركات التي تتخذ من المركز مقراً لها، بهدف إعادة هيكلة النظام الحالي لاستحقاقات ومكافآت نهاية الخدمة، ليتحوّل إلى خطة مدخرات مموّلة ومدارة بشكل متخصص، وقائمة على سداد إسهامات محددة. وبلغت نسبة الموظفين المنتسبين للخطة مع نهاية شهر يونيو الماضي، أكثر من 93%، بإجمالي يزيد على 17 ألف موظف وموظفة، حيث تجاوزت قيمة الأصول الخاضعة للإدارة الخاصة بالخطة أكثر من 52 مليون دولار، خلال الأشهر الثلاثة الأولى للخطة.

محفزات مالية لمواجهة «كورونا»

طرح مركز دبي المالي العالمي سلسلة من المحفزات المالية، التي امتدت خلال الفترة من الأول من أبريل إلى 30 يونيو 2020، لمواجهة تداعيات انتشار فيروس «كورونا». وشملت حزمة المحفزات خمس مبادرات جرى تطبيقها على أسس مشروطة، ووفرت للشركات والأعمال في المركز المالي إعفاءات على رسوم الترخيص السنوية للشركات الجديدة المسجّلة.

كما أعلن المركز أيضاً عن إطلاق حزمة جديدة خاصة لدعم تجار ومحال التجزئة ضمن المركز، التي تضم إعفاء تجار التجزئة من جميع الفئات الموجودين في المباني المملوكة لمركز دبي المالي العالمي في كل من: «أفينيو البوابة» و«قرية البوابة» و«حي البوابة» من قيمة الإيجار الأساسي لمدة ثلاثة أشهر.

شراكات عالمية

يواصل مركز دبي المالي العالمي توطيد علاقاته مع المؤسسات العالمية والدولية، لتوفير التطوير المهني والأكاديمي لمجتمع الأعمال لديه، وتشمل الشراكات إبرام شراكة مع «معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار»، أكبر معهد عالمي متخصص في التدريب على التأمين، لتطوير الكفاءات التي تتمتع بالخبرة والمعرفة في قطاع التأمين وإعادة التأمين المحلية، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وشراكات مع الهيئة المهنية الرائدة للأخصائيين في الأوراق المالية والاستثمار والثروة والتخطيط المالي والجمعية الدولية للامتثال، وهي الهيئة المهنية الرائدة لمجتمع الامتثال للجرائم التنظيمية والمالية العالمية، إلى جانب الاتفاقات التي أبرمها المركز المالي مع 27 مؤسسة تعليمية رائدة أو جهة حكومية.

وجهة جاذبة للأعمال

يحتفظ مركز دبي المالي العالمي بمكانته الرائدة، وجهة جاذبة لممارسة الأعمال والعمل وتجارب أسلوب الحياة، ويعدّ موطناً لمجتمع الأعمال والترفيه النابض بالحياة، حيث يتميز بمتاجر التجزئة وأشهر المطاعم المعروفة في العالم، فضلاً عن الخيارات السكنية وفنادق من فئة خمس نجوم.

«المركز» سجل رقمين قياسيين في المعدل المتوسطي، لتسجيل الشركات، عند 66 و88 شركة في مارس ويونيو.

تويتر