أبرزها في مجالات التجارة الإلكترونية والإعلام الرقمي والزراعة وتصنيع المواد الغذائية و«الصحية»

«كورونا» يوجِد فرصاً واعدة لروّاد الأعمال المواطنين

صورة

أفاد روّاد أعمال مواطنون، بأن فيروس «كورونا»، أوجد فرصاً واعدة لروّاد الأعمال، لاسيما في مجال إنشاء المنصات الذكية وتطبيقات التجارة الإلكترونية لتلبية الطلب المتزايد على الكثير من السلع والخدمات في ظل البقاء بالمنازل تنفيذاً للإجراءات الواقية لمنع انتشار الفيروس.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، أن مجال الإعلام الرقمي يُعد مهماً أيضاً خلال الفترة الحالية مع شغف المجتمعات بمتابعة منصات التواصل ووسائل الإعلام لمعرفة تطوّرات الأوضاع.

من جهتهم، أكد مسؤولون وخبراء في مجال المشروعات الناشئة، أن تداعيات جائحة «كورونا» أوجدت فرصاً لروّاد الأعمال الإماراتيين في عدد من المجالات، أبرزها الزراعة، وتصنيع وتوريد المواد الغذائية، فضلاً عن الفرص للاستثمار في القطاعات المرتبطة بالصحة مثل الأجهزة والمعدات الطبية والكمامات والقفازات ومواد التعقيم، مشيرين إلى ضرورة تكيّف رواد الأعمال مع التغييرات الناجمة عن الجائحة.

منصات ذكية

وتفصيلاً، قال رائد الأعمال، جاسم البستكي، إن تداعيات فيروس «كورونا» أوجدت فرصاً واعدة لرواد الأعمال الإماراتيين من خلال إنشاء وتطوير منصات ذكية وإلكترونية افتراضية تربط بين العرض والطلب في الكثير من المجالات منها السلع والخدمات.

وأوضح البستكي أن هذه المنصات تلبي الطلب المتزايد على الكثير من السلع، أبرزها المواد الغذائية وإنتاج المزارع المحلية والصناعات الطبية والمستلزمات الصحية من خلال الربط بين المستهلكين من جانب والمصنعين والمنتجين لهذه السلع من جانب آخر.

وأضاف أن الاستثمار في مجال المنصات الذكية مناسب للغاية حالياً في ظل البقاء بالمنازل تنفيذاً للإجراءات الواقية لمنع انتشار الفيروس، لاسيما وأن الاستثمار فيها غير مكلف وسريع في ظل تخوفات روّاد الأعمال من الدخول في استثمارات مكلفة، لافتاً إلى أن كلفة إنشاء أفضل المنصات لن تتعدى أكثر من 37 ألف درهم.

مشروعات الأغذية

وبين البستكي، أن من الفرص الواعدة حالياً، إنشاء منصات إلكترونية أو شركات لإدارة الحسابات الخاصة بالشركات وإدارة شؤون الموظفين لتوفير الخدمات المحاسبية وخدمات الموارد البشرية للشركات التي لا تستطيع تحمل عبء التوظيف في هذه المرحلة في ضوء استغناء شركات عن عدد من الموظفين وتوجه شركات لخفض كلفة الأعمال.

وذكر أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تواجه صعوبات حالياً، ينبغي أن تعمل على تطوير نفسها بالعمل عبر المنصات الذكية، خصوصاً مشروعات الأغذية وإضافة منتجات جديدة تناسب السوق.

الإعلام الرقمي

من جانبه، قال رائد الأعمال الإماراتي، سعود بالشلات، إن انتشار «كورونا» أثر بصورة بالغة على الأعمال بصورة عامة لاسيما المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث فرضت تحديات كبيرة على رواد الأعمال.

وأضاف بالشلات الذي يملك شركة في مجال الإعلام الرقمي، أن الأشهر الماضية كانت استثنائية على اقتصاد العالم كله، وهو ما دفع بعض الشركات إلى إنهاء أعمالها وتسريح موظفيها، لكنه أكد أنه في وسط كل ذلك برزت فرص لافتة أمام قطاعات اقتصادية مختلفة من بينها الشركات التي تعمل في مجال الإعلام الرقمي، معتبراً أن الإعلام كان منتجاً رائجاً خلال الفترة التي تلت انتشار فيروس «كورونا» مع شغف المجتمعات بمتابعة جميع منصات التواصل ووسائل الإعلام لمعرفة تطورات الأوضاع.

وأفاد بأنه كانت هناك قطاعات رابحة أخرى، منها تصنيع المنتجات الصحية والأدوية والتكنولوجيا والبيع الإلكتروني والتجارة عبر منصات التواصل والتكنولوجيا، لافتاً الى أن جائحة «كورونا» مثلت تحدياً أمام الاقتصاد، لكنها فرصة أيضاً لمن يستطيع التأقلم والبحث عن جانب إيجابي لأزمة لها سلبيات كبيرة.

طرق بديلة

أما رائد الأعمال الإماراتي، عادل كلداري، فقال إنه كان يخطط خلال الفترة التي سبقت انتشار جائحة «كورونا»، للتوسع في أعماله وافتتاح متجر بعد سنوات من العمل وبيع المنتجات عبر شبكة الإنترنت من خلال منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه ذكر أن «تلك الخطط تغيرت مع (كورونا) وقررت الاستمرار بالعمل عن بُعد من خلال الإنترنت، والتفكير في طرق بديلة لتطوير عملية التسليم والنقل للمشتريات وكيفية التواصل مع الموردين في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة تفشي المرض».

وأضاف كلداري أن جائحة «كورونا» لفتت الأنظار الى التجارة الإلكترونية، وعزّزت من رغبة المستهلكين في السير بهذا الاتجاه الذي يوفر بيئة أكثر أماناً مع انتشار الفيروس، مشيراً إلى أن ذلك دعم أعماله كبائع على الإنترنت.

وأشاد كلداري بالدعم الذي قدمته حكومة دبي للمشروعات الصغيرة خلال تلك الفترة والإجراءات التي قامت بها في هذا الاتجاه.

تحديات

وفي السياق ذاته، قال رائد الأعمال الإماراتي، محمد الصيعري، إن جائحة «كورونا» فرضت تحديات كبيرة على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لافتاً إلى أنه رغم عمله في مجال التجارة الإلكترونية لسنوات طويلة قبل الجائحة، إلا أن التغيرات التي شهدتها الأسواق بعدها انعكست على أعماله بسبب ارتباطه بقطاعات عدة متأثرة فعلاً بتراجع الطلب خلال فترة الجائحة.

وأضاف أن تحديات الأزمة فرضت على رواد الأعمال التطور واتخاذ التدابير اللازمة للمواجهة، خصوصاً مع إغلاق النشاط التجاري بسبب الاعتبارات المالية، لكنه أشار إلى أنه اتجه الى قطاع جديد في مجال العلاقات العامة، حيث يمكن فيه استخدام خبرته الكبيرة في هذا المجال من خلال إعادة هيكلة الأعمال وتغيير بعض سياسات البيع والتسويق للتوافق مع طبيعة المرحلة الجديدة.

الصناعات الزراعية

إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لمجموعة «الشموخ» للخدمات البترولية والطاقة، الدكتور علي العامري، إن تداعيات فيروس «كورونا» أوجدت فرصاً واعدة لرواد الأعمال الإماراتيين في عدد من المجالات، على رأسها الصناعات الزراعية وإقامة مزارع الحيوانات وزراعة المحاصيل الرئيسة مثل الخضراوات والفواكه بتقنيات حديثة.

وأضاف العامري أن الجائحة أظهرت أهمية وجود إنتاج محلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من العديد من السلع وعدم الاعتماد على الاستيراد.

وأوضح أن الجائحة أظهرت أهمية العمل في مجالات جديدة، مثل رقمنة خدمات الصيانة والإصلاح للأجهزة والمعدات في مختلف القطاعات مثل الخدمات البترولية بحيث تكون عمليات الإصلاح من دون لمس واستخدام عمليات الذكاء الاصطناعي و«الروبوتات» في عمليات الإصلاح، مشيراً إلى فرص واعدة للاستثمار في القطاعات المرتبطة بالصحة مثل الأجهزة والمعدات الطبية والكمامات والقفازات.

ولفت العامري إلى أن تداعيات «كورونا» أظهرت الحاجة لضخ استثمارات ضخمة في بعض القطاعات مثل الزراعة، وهو ما يتطلب التوجه نحو الاستثمار الجماعي وقيام عدد من روّاد الأعمال بإنشاء شراكات جماعية وتكتلات لبدء حقبة جديدة من المشروعات العملاقة بالعمل المشترك بين عدد من رجال الأعمال.

طلب كبير

من جهته، قال نائب رئيس جمعية رواد الأعمال الإماراتيين، إبراهيم بن شاهين، إنه على الرغم من التداعيات السلبية لجائحة «كورونا» على الكثير من رواد الأعمال إلا أنها أوجدت في الوقت نفسه فرصاً للعمل والاستثمار لرواد الأعمال في قطاعات صناعية لم تكن تحظى باهتمام كبير سابقاً مثل أدوات التنظيف والمطهرات والمنظفات والكمامات والقفازات، مشيراً إلى أن هناك طلباً كبيراً عليها حتى إن بعض منافذ البيع تدفع المستحقات المالية بشكل فوري للمنتجين، رغم أنه من المعتاد سدادها خلال فترة تصل إلى 90 يوماً.

وأضاف بن شاهين أن الجائحة أوجدت طلباً كبيراً أيضاً على تصنيع وتوريد المواد الغذائية، لاسيما الطازجة وقطاع خدمات التوصيل، ما يوفر فرصاً كبيرة لرواد الأعمال.

نمو

بدوره، قال عضو غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، حمد العوضي، إن الجائحة أوجدت بعض فرص الاستثمار والنمو لرواد الأعمال في قطاعات، مثل قطاع المستشفيات الخاصة والمستلزمات الطبية وصناعة بعض المنتجات مثل الكمامات والقفازات ومواد التعقيم، على الرغم من تأثيرها السلبي في اقتصادات دول العالم.

وأوضح أن الجائحة توفر فرصاً غير مسبوقة لنمو تطبيقات التجارة الإلكترونية وخدمات التوصيل بصفة عامة، خصوصاً للمواد الغذائية.

وأكد العوضي ضرورة تكيّف رواد الأعمال مع التغيرات الناجمة عن الجائحة وتغير مفهوم العمل عبر استخدام التجارة الإلكترونية وضمان سلاسل التوريد، مشيراً الى أن هذه الأمور لم تصبح رفاهية بل أصبحت إلزامية لتخطي أية صعاب مستقبلية.


قطاع التكنولوجيا

قال خبير الإعلام الرقمي والمحاضر في كلية الدار الجامعية بدبي، محمد الفقي، إن قطاع التكنولوجيا يوفّر فرصاً واعدة لروّاد الأعمال، لاسيما إنشاء المواقع الخاصة بتقديم خدمات العمل عن بُعد مثل تصميم وتنفيذ الدعايات والإعلانات والمجلات وخدمات «الغرافيكيس» والدفع الإلكتروني. وأضاف الفقي أن هذه المواقع استفادت من خدمات موظفين استغنت عنهم شركاتهم، حيث استطاع هؤلاء الموظفون تقديم خدماتهم والاستفادة مادياً من هذه المواقع، كما استفاد العديد من الشركات من خدمات تلك المواقع، خصوصاً التي تحتاج هذه الخدمات حالياً إلا أنها لا تستطيع التوظيف الدائم في ظل الظروف الراهنة.

واتفق المدير التنفيذي لمجموعة «الشموخ» للخدمات البترولية والطاقة، الدكتور علي العامري، مع الفقي في أن قطاع التكنولوجيا يوفر فرصاً مهمة لرواد الأعمال في القطاعات المرتبطة بإنشاء المواقع الإلكترونية الخاصة بالتجارة وخدمات التوصيل.

«الجائحة» أظهرت أهمية وجود إنتاج محلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع.

كلفة إنشاء أفضل المنصات الذكية والإلكترونية لا تتعدى 37 ألف درهم.

تويتر