أسستها الأسترالية دونا بنتون عام 2001 مشروعاً صغيراً.. وتوسعت لتعمل في 15 دولة حالياً

بالفيديو ..«ذي إنترتينر».. فكرة مبتكرة بدأت من دبي وانطلقت إلى عالم الأعمال

صورة

يصف عدد من رواد الأعمال دبي بأنها أرض الفرص والأحلام، حيث يستند هذا الوصف إلى تجارب حقيقية لشركات كانت في البداية مجرد فكرة حالمة لأصحابها، قبل أن تتحول مع الوقت إلى مشروع ناجح على أرض الواقع، ويسجل التطور تلو الآخر حتى ينطلق إلى عالم الأعمال على المستوى العالمي، مثل شركة «ذي إنترتينر» التي أسستها الأسترالية، دونا بنتون، في دبي عام 2001 مشروعاً صغيراً، وتوسعت لاحقا لتعمل في 15 دولة حالياً.

وتحرص دبي، منذ أعوام طويلة، على تأكيد استقطاب الأفكار والمشروعات المبتكرة التي تتواكب مع اقتصاد المعرفة، وهو ما جعل العديد من الشركات يبدأ مشروعات التقنية والابتكار من هذه الإمارة الواعدة، للاستفادة من تسهيلات الأعمال فيها، فضلاً عن محفزات النمو للمناخ الاستثماري الذي يدعم تحول الشركات الناشئة إلى شركات «مليارية».

أفكار مبتكرة

وتعد شركة «ذي إنترتينر» بمثابة نموذج بارز لنجاح الأفكار المبتكرة التي تولدت في أرض دبي، لتنمو وتنطلق بأعمالها إلى الأسواق العالمية، إذ سجلت الشركة، منذ أن أسستها في دبي عام 2001 الأسترالية دونا بنتون، تطورات كبيرة جعلتها محط اهتمام العديد من مؤسسات الاستثمار في المنطقة.
وتقوم فكرة إنشاء الشركة على «اشترِ واحداً واحصل على واحد مجاناً» لعروض الفنادق والمطاعم.

وترجع فكرة تأسيس الشركة إلى قصة طريفة وحلم طموح ترويهما مؤسسة الشركة، حيث إنها قدمت إلى دبي ولديها مدخرات بقيمة 3000 دولار فقط، وعند تجولها في شارع الشيخ زايد لفت نظرها العديد من المطاعم الموجودة، وخطرت في بالها فكرة حالمة بمشروع لقسائم (كوبونات) تتيح خصومات في تلك المطاعم، من خلال «اشتر وجبة واحصل على أخرى مجاناً»، وذلك لزيادة الطلب والمبيعات في المطاعم، بحيث يمكن بيع تلك الخصومات عبر كُتيّبات للأفراد.

قبول الفكرة

وقالت بنتون إنها لم تكتفِ بمجرد الحلم والتفكير، وإنما اتجهت إلى عرض فكرتها على عدد من المطاعم والفنادق، غير أن ذلك لم يلقَ قبولاً لدى البعض في البداية لكونها فكرة جديدة، ما استغرق وقتاً ومجهوداً حتى استطاعت بعد فترة إقناع عدد من المطاعم بقبول الفكرة ما جعلها تتمكن من طباعة أول كتيب لقسائم الخصومات.

وأضافت أنها اضطرت إلى التنقل من منطقة إلى أخرى، واستقلال سيارات الأجرة، لمحاولة إقناع أكبر عدد ممكن من المطاعم والفنادق للمشاركة في مشروع كتابها، مشيرة إلى أنها مع إصرارها على إنجاح الفكرة كان البعض يستغرب في البداية تركيزها على تلك الفكرة التي لم تكن مألوفة بشكل كبير وقتها، حتى تطورت الفكرة بشكل تدريجي، وتحولت إلى مشروع كتب الخصومات «ذي إنترتينر».

 

توسّع

وسرعان ما تطورت شركة «ذي إنترتينر» انطلاقاً من دبي، لتصبح اسماً تجارياً قوياً في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مناطق أخرى، اعتماداً على فكرتها المبتكرة في الترويج لمبيعات المطاعم والفنادق.

ومع توسع أعمال الشركة لم تعد تقتصر عروضها على الفنادق والمطاعم ذات الأسماء التجارية المعروفة فقط، وإنما امتدت لتشمل العديد من معالم الجذب السياحي والأنشطة الترفيهية.

15 دولة

وتعمل الشركة حالياً في 15 دولة منها: الإمارات، السعودية، الكويت، إضافة إلى سنغافورة وماليزيا، والمملكة المتحدة، واليونان، وجنوب إفريقيا.

وخلال منتصف العام الماضي، أعلنت مجموعة «جي إف إتش» المالية عن إبرامها صفقة الاستحواذ على حصة الأغلبية في شركة «ذي إنترتينر»، بالحصول على 85% منها.

تطبيق «إنترتينر»

في عام 2013، قررت شركة «ذي إنترتينر»، في إطار التحول للبيانات الرقمية، تدشين نسخة من كتاب الخصومات لديها إلى تطبيق على الهواتف الذكية، حيث يمكن تحميله مجاناً من مختلف متاجر التطبيقات.

وخلال منتصف عام 2014، أعلنت الشركة أن 200 ألف شخص حمّلوا تطبيق «إنترتينر»، وأنه تم استخدام أكثر من 150 ألف عرض بوساطة الهواتف المتحركة، موضحة أنه مع التطبيق الجديد يكون العملاء وفروا ما قيمته أكثر من 4.5 ملايين دولار منذ إطلاقه، كما أن الشركاء من التجار حققوا نحو 22.5 مليون دولار من العائدات.

ويعمل التطبيق حالياً بلغات عدة، إذ يشمل اللغة الإنجليزية (للمستوى العالمي)، العربية (منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط)، اليونانية (أثينا وقبرص).

 المناخ الاستثماري في دبي يجذب المواهب

قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، ماجد الغرير، إن المناخ الاستثماري في دبي يمتلك عوامل متنوعة لجذب المواهب والكوادر البشرية من رواد الأعمال من أنحاء العالم كافة، كما يتيح عوامل الدعم لنجاح مشروعاتهم الناشئة.

وأضاف الغرير أن دبي توفر نظاماً شاملاً لمقومات النجاح للشركات الناشئة، سواء عبر التطور في مرافق بنيتها التحتية، أوالتشريعات المحفزة التي تشهد تحديثاً مستمراً، فضلاً عن أن اتباع دبي لسياسات انفتاح الأسواق، يجعل توسع الشركات الناشئة نحو الأسواق العالمية لا حدود له.

وتابع الغرير أن دبي توفر عوامل جذب عدة لتعزيز توجه الشركات لإقامة مشروعات مبتكرة وغير تقليدية، أبزرها توافر مقومات الخدمات اللوجيستية الحديثة، سواء في النقل والشحن أو في التخزين والمقار المكتبية، إضافة إلى وجود معايير متطورة للأنظمة المالية والبنكية، وعدم وجود أي تحديات تعوق عمليات الاستثمار، فضلاً عن تحفيز الجهات الحكومية والخاصة لحلول الابتكار واحتياج الأسواق بشكل مستمر لها.

وأشار إلى أن دبي أثبتت طوال الأعوام الماضية أنها تتطلع للمستقبل بسياسات ومبادرات سباقة، الأمر الذي يوفر الثقة لرواد الأعمال في إقامة مشروعاتهم الجديدة بالإمارة.

دبي.. أرض الفرص لأفكار المشروعات المبتكرة

قال خبير أنظمة تكنولوجيا المعلومات، الدكتور معتز كوكش، إن دبي تعد مكاناً مثالياً وبمثابة أرض الفرص لأفكار المشروعات المبتكرة وغير التقليدية، وذلك من خلال توفيرها المناخ الاستثماري الذي يتيح لتلك المشروعات أن تنجح وتنمو وتتطور وتصل إلى الأسواق العالمية.

وأضاف كوكش أن هناك العديد من النماذج على أرض الواقع لمشروعات مبتكرة، خصوصاً في قطاع التقنيات الذكية، حيث سجلت نجاحها وتحولت إلى شركات مليارية عالمية انطلاقاً من أعمالها في دبي، وهو ما جعلها محط الأنظار للعديد من الشركات الدولية، التي اتجهت للاستحواذ عليها بالكامل، أو من خلال حصص كبيرة منها.

ولفت إلى أن المؤسسات العالمية تدرك أهمية دبي في توفير مقومات النجاح للشركات الناشئة، الأمر الذي يجعلها تتطلع بشكل مستمر لإطلاق الشركات من الإمارة، إضافة إلى إقامة مقار إقليمية لها في دبي.

وأكد كوكش أن الأفكار المبتكرة للمشروعات لا تعاني في إنشاء أعمالها بأسواق دبي، مع سهولة تأسيس الشركات، كما أنها لا تواجه المعوقات التي قد تواجهها في العديد من الأسواق.


- «جي إف إتش» المالية استحوذت على حصة الأغلبية في «ذي إنترتينر» منتصف 2018.

تويتر