أطلقت 3 حضانات نموذجية بدعم من «محمد بن راشد لتنمية المشاريع»

منى بدران تتطلع إلى ريادة إماراتية في مجال «التعليم المبكر للأطفال»

صورة

تتطلع رائدة الأعمال الدكتورة منى بدران إلى ريادة الإمارات في مجال التعليم المبكر للأطفال، مؤكدة أن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى ثورة تعليمية تواكب تقدم وتطور الدولة.

وترى بدران التي بدأت ريادة الأعمال في عام 2015 بإطلاق أول حضانة في الإمارات تؤسس مفهوم التعليم من خلال اللعب «فان فيرست»؛ أن الأطفال يحتاجون إلى بيئة تعليمية تربوية صحيحة يمكنها أن تساعدهم على اكتشاف المشكلات السلوكية والأمراض مبكراً، ومعالجتها كنوع من الوقاية والإعداد في الوقت نفسه لإيجاد جيل جديد من المبدعين القادرين على تحقيق طموحات الدولة، وتنفيذ رؤية قيادتها الرشيدة.

وقالت إن مشروعها «فان فيرست» يهدف الى خدمة كل شرائح المجتمع من خلال تقديم مستوى راقٍ من التعليم والتربية وإدارة مالية تراعي تغطية الكلفة التشغيلية للمشروع.

فكرة الحضانة

وأوضحت بدران المفهوم الذي تأسست عليه فكرة الحضانة في تنفيذ برامج للتربية والتعليم من خلال اللعب، بما يدعم قدرات الطفل الإبداعية وروح الابتكار داخله، واكتشاف مواهبه، كما يمكن أيضاً تحليل أي مؤشرات للمشكلات السلوكية التي يمكن أن تصيب الطفل في المراحل العمرية اللاحقة والعمل على تعديلها وتقويمها وعلاجها، من بينها مشكلات النطق أو المشكلات السلوكية.

وأشارت إلى أن البرامج التي تنفذها تم وضعها من خلال متخصصين راعوا أفضل الممارسات في أنظمة التربية والتعليم في العالم، لافتة إلى أن إدارة الحضانة إماراتية، حيث تعمل هي مع فريقها بشكل لصيق مع أطفال الحضانة وموظفيها للاهتمام بكل طفل كمؤسسة يمكن أن تسهم في التنمية والتطور والمشاركة بإيجابية في صنع المستقبل.

توسع المشروع

وذكرت بدران أنها بدأت بحضانة واحدة عام 2015 بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع المتوسطة والصغيرة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، لكن نجاح المشروع عزز الهدف في التوسع، إذ افتتحت حضانة ثانية عام 2016، ثم ثالثة عام 2017، فيما تتطلع إلى افتتاح حضانة رابعة خلال الأشهر القليلة المقبلة، مشيرة الى أنها تتطلع الى التواجد في كل إمارات الدولة، وتوسيع النشاط الى مجال التعليم الابتدائي.

واعتبرت أنها نجحت في المنافسة بسبب المفهوم الجديد والناجح الذي تقدمه، حيث بدأت أول حضانة لها في منطقة جميرا التي تشتهر بوجود عدد كبير من الحضانات، مؤكدة أن الربح المادي ليس هو الهدف الرئيس، وإنما تتطلع الى خدمة المجتمع وتغطية تكاليفها التشغيلية، وهو ما يعزز من قدراتها التنافسية أيضاً.

مشكلة

وبينت بدران أن فكرة الحضانة جاءتها من رحم المشكلة التي تعرضت لها عندما أقامت في بريطانيا 10 سنوات من عمرها كطبيبة، وأنها اكتشفت أن الحضانات المتخصصة يمكنها أن تقدم مستوى أفضل بكثير لحياة الأطفال والصغار من الذي يمكن أن تقدمه المربية الشخصية.

وأكدت أن المربية الشخصية لا تلغي دور الحضانة، ففي الحضانة يتعلم الطفل الكثير من الأشياء والقدرات الشخصية، منها الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار، والسلوكيات الاجتماعية والتواصل الشخصي، وتوسيع مدارك الطفل.

كما أكدت أن الحضانات لا تلغي أيضاً دور الأم، خصوصا في ظل خروج المرأة للعمل وترك أولادها للمربيات، إذ إن هناك مشكلة كبيرة بسبب قيام المربية بدور الأم، وما له من تأثيرات سلبية على حياة الطفل.

وأضافت بدران أن الأطفال يجب أن يحصلوا على حصة من التربية والتعليم في الحضانة وحصة من الاهتمام والرعاية والحب من الأمهات، وأن تعملا معاً لمواجهة أي مؤشرات مبكرة للمشكلات السلوكية لدى الأطفال كنوع من الوقاية، بما يحمي الطفل في المراحل العمرية اللاحقة، ويضمن انتظامه في الحياة من دون مشكلات.

تنمية الشخصية

وأوضحت بدران أن الحضانة ليست تعليماً فقط، إنما هي مكان يمكن للأطفال فيه أن ينموا شخصياتهم، ويتطوروا فيها ويصبحوا أكثر قدرة على التواصل والتعبير عن ابداعهم وافكارهم، واكتشاف قدراتهم الكامنة والعمل على تعزيزها.

وبينت أن الحضانة «مكان النمو الصحيح للأطفال وتحضيرهم للمراحل العمرية اللاحقة، ومراقبة نمو الطفل وتنمية مهاراته وصقلها، من خلال نظام عالي الجودة يراعي تعزيز مهاراته من دون الضغط عليه»، لافتة إلى أن «ذلك يمكن أن يتم من خلال اللعب، فكل الألعاب لها جانب ترفيهي وتعليمي أيضاً».

وترى بدران أن هناك احتياجاً الى ثورة في مجال التعليم توقف الاعتماد على التلقين والحفظ وحشو المناهج، وتركز على الإبداع والابتكار، مشيرة الى أن «قيادتنا الرشيدة تراهن على جيل المستقبل، ما يستدعي النظر مرة أخرى للتعليم وإعادة ترتيب أولوياتنا بما يتناسب مع طموحات الدولة الفتية، التي تسعى لوضع موطئ قدم لها على المريخ».

حاجة

وقالت إن هناك حاجة لتغيير أنظمة التعليم التقليدية والنظر بعين الاعتبار الى تجارب دول أخرى ناجحة في مجال التعليم مثل فنلندا والسويد وسويسرا وكوريا واليابان، وهي برامج تعليمية تركز على الإبداع وترسخ مفاهيم أخلاقية وسلوكية أيضاً لدى التلاميذ، لافتة إلى أن التلاميذ يحتاجون إلى زيادة مهاراتهم التعليمية خصوصاً أن الحياة أصبحت تعتمد أكثر على الخبرة والعمل والابتكار في عصر سيسيطر عليه الذكاء الاصطناعي وأجهزة الحاسوب الذكية التي دخلت حياتنا لتلغي مرجعية الدماغ البشري كمخزن للمعلومات، وحولت اتجاه الإنسان إلى التفكير في اعتماد الابتكار كوسيلة لمنافسة الذكاء الاصطناعي.

زيادة الدعم

قالت رائدة الأعمال الدكتورة منى بدران، إنها تحلم بإطلاق أول مدرسة نموذجية لكن هناك تحديات تواجه دخول رواد الأعمال المواطنين في مجالات مثل التعليم والصحة، إذ إنه مع زيادة التكاليف يصبح للمؤسسات الأجنبية الكبيرة القدرة على المنافسة والسيطرة على تلك القطاعات.

ودعت بدران الى إيجاد حلول تشريعية وزيادة الدعم لرواد الأعمال في هذا المجال، بحيث يتمكنون من الانطلاق والمنافسة والاستمرار والبقاء، إذ تتطلع الى دعم لدخول الشركات الوطنية في مجالات مثل التعليم والصحة، ومساعدة الشركات الناشئة التي تسعى للتواجد في هذين القطاعين المهمين، وهو ما يمكن من الوصول الى مكانة رائدة في التعليم والتعليم المبكر للأطفال في المنطقة والعالم.


منى بدران:

«هناك حاجة إلى ثورة في مجال التعليم

توقف الاعتماد على التلقين والحفظ، وتركز

على الإبداع والابتكار».

- فكرة الحضانة

تقوم على تنفيذ

برامج للتربية والتعليم

من خلال اللعب

بما يدعم قدرات

الطفل الإبداعية.

 

تويتر