مشروع سياحي يجمع بين التراث والتصاميم العصرية على ضفاف «خور دبي» و«حي الفهيدي» التاريخي

«السيف».. وجهة سياحية تحاكي حياة أهل دبي في خمسينات القرن الماضي

صورة

تقع منطقة «السيف» التراثية على ضفاف «خور دبي»، وتسلط الضوء على بدايات الخور الذي شكّل قديماً وجهة شهيرة للغوص بحثاً عن اللآلئ، إذ كان الخور في ما مضى معبراً مائياً حيوياً، ولايزال يحتلّ مكانة مهمّة حتى يومنا هذا، حيث يعبر الصيّادون والتجار مياهه على متن قوارب «الدهو».

وتجمع هذه الوجهة السياحية التراث مع التصاميم العصرية، إذ يبرز هذا المشروع، الذي يمتدّ على مسافة 1.8 كيلومتر من ضفاف «خور دبي» بجوار «حي الفهيدي» التاريخي، أصالة التراث الإماراتي، كما تشغل المنطقة مساحة كبيرة ضمن قسمَين، إذ صُمم القسم التراثي ليعكس نمط العمارة القديم لدبي، فيما يضم القسم المعاصر تصاميم جديدة وعصرية.

ويحتضن مشروع «السيف» سوقاً عائمة على متن القوارب، تضمّ مشغولات حرفية ومنسوجات، إضافة إلى أعمال فنية إماراتية، ومطاعم تقدّم مأكولات محلية. ويتضمّن المشروع أيضاً «السوق العربي التراثي»، حيث يحصل الزوار على تجربة تفاعلية تُعرّفهم بالعادات والتقاليد الإماراتية، وتوفّر لهم لمحةً عن أسلوب الحياة التي عاشتها الأجيال الماضية.

وتفتح منطقة «السيف» يومياً من الساعة 10 صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن الوصول إليها عبر محطتَي مترو «الفهيدي» و«برجمان»، كما تتوافر مواقف للسيارات تحت الأرض، وخدمة ركن السيارات، وخدمات التاكسي المائي.

ويمكن للزوار تناول وجبة برفقة أفراد العائلة أو الأصدقاء، والاستمتاع بعشاء شهي في أجواء ممتعة، إذ تضم الوجهة نحو 500 متجر ومطعم، لذلك، سيجد الزوّار ما يُرضي أذواقهم، كما يشكّل «السيف» أيضاً مقصداً لعشاق التسوّق والإكسسوارات، ويمكن للزوار الانضمام إلى جولة ثقافية في «حي الفهيدي» التاريخي، والتجوّل سيراً على الأقدام في أرجاء مشروع «السيف» لاكتشاف المرسى، و«بوليفارد» المطاعم والمقاهي وساحة الفعاليات.

وتعتبر المنطقة من أهم الوجهات المائية في دبي، وتتميز بطابعها التراثي الذي يجسد ويحاكي حياة أهل دبي في خمسينات القرن الماضي، وهي تقدم للزوار تجربة متميزة تنتقل بهم عبر التاريخ، ليختبروا تاريخ دبي الحديث، وتطور أنماط الحياة فيها، وتبرز تاريخ دبي بتجارب مستوحاة من عراقة التراث والثقافة الإماراتية.

كما تقدم المنطقة فرصة للزوار، لتجربة السكن في الأماكن القديمة، حيث كان الناس يعيشون بالقرب من الأسواق التقليدية الشعبية، فالمنطقة التراثية ضمن المشروع، تمتاز بأسواقها الصغيرة والمتقاربة، التي تقدم خيارات متنوعة، كانت متوافرة للأجيال سابقاً، مثل الذهب والقماش والتوابل، والعطور، ومطاعم عربية وشعبية ومحطات للعبرات، إضافة إلى الأسواق والمطاعم والمراسي العائمة. ويتيح الجزء التراثي للزوار فرصة التعرف إلى أنماط الحياة الإماراتية العريقة، والاطلاع على تقاليد الغوص، وصيد اللؤلؤ والسمك وبناء القوارب، كما يضم مساحات مفتوحة في الهواء الطلق لاستضافة الفعاليات.

ويعيد فندق «السيف» التابع لمجموعة «جميرا» تقاليد الضيافة الإماراتية إلى الحياة، مستلهماً ثقافة البلد وتراثها الغنيين، ويتميز الفندق بوجود «حي الفهيدي» في خلفيته، ويقع الفندق على بعد 15 دقيقة من مطار دبي الدولي، ومع مواصلات مباشرة بتاكسي دبي المائي والعبرات التقليدية، والعديد من منافذ التجزئة والمطاعم في المنطقة المجاورة. ويوفر الفندق 190 غرفة للنزلاء، تنتشر في 22 مبنى بتصميم عربي تقليدي مزينة بأبراج الرياح الشهيرة، ما يصنع عالماً متعدد الأبعاد يمزج بين دبي الحديثة والثقافة الإماراتية القديمة، ويوفر الفندق ملاذاً يرتكز على الفن، ويراعي الجودة للمسافرين الباحثين عن المغامرة بعيداً عن رحلاتهم النشطة في العالم الحديث.

ويعكس «حي الفهيدي» التاريخي نمط الحياة التقليدية الذي كان سائداً في دبي منذ منتصف القرن 19 وحتى سبعينات القرن 20، حيث المباني ذات البراجيل الشامخة، والمشيدة بمواد البناء التقليدية من الحجر المرجاني، والجص، وخشب الساج، وسعف وجذوع النخل، متراصة بشكل تلقائي تفصل بينها الأزقة، والسكيك، والساحات العامة، التي تضفي على الحي تنوعاً جمالياً طبيعياً.

تويتر