الزيودي دعا إلى تسريع وتيرة استخداماتها لحماية البيئة واستدامة مواردها

الإمارات: «الطاقة النظيفة» لم تعد خياراً أمام المجتمع الدولي بل ضرورة حتمية

الزيودي أكد خلال اجتماعات «الجمعية» أن الإمارات نموذج عالمي في استخدامات ونشر حلول الطاقة المتجددة والنظيفة. من المصدر

أكد وزير التغير المناخي والبيئة، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، حتمية تسريع وتيرة نشر حلول واستخدامات الطاقة المتجددة والنظيفة عالمياً، للحفاظ على البيئة وتحقيق منظومة الاستدامة المتكاملة، وضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.

وقال الزيودي، في كلمة الدولة خلال انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) أمس، والتي تستمر حتى 13 الجاري، إن «تبني حلول الطاقة المتجددة والعمل على نشرها وتوسعة قاعدة استخدامها وإقرار سياسات واستراتيجيات تضمن تطوير تكنولوجيات هذا النوع من الطاقة، الذي لم يعد خياراً أمام المجتمع الدولي بل ضرورة حتمية يمكن عبرها بناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، إذ سيسهم هذا التحول في حماية البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية».

جهود مكثفة

وأضاف أن دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها تمكنت خلال الأعوام الـ13 الماضية من اتخاذ خطوات وبذل جهود مكثفة في مجال تحول الطاقة على المستويين المحلي والعالمي جعلتها حالياً نموذجاً إقليمياً وعالمياً في مجال استخدامات ونشر حلول الطاقة المتجددة والنظيفة.

وأشار إلى أن «الجهود المبذولة لدولة الإمارات في هذا المجال ركزت على اتجاهين رئيسين، الأول: اعتماد منظومة تشريعية واستراتيجية لضمان التحوّل نحو الاقتصاد الأخضر وتسريع عجلة التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة وضمان استدامتها، والثاني: إطلاق مبادرات ومشروعات متخصصة في هذا المجال حتى باتت تمتلك رصيداً واسعاً من المشروعات الناجحة محلياً وعالمياً في مجال الطاقة المتجددة أسهم بعضها في خفض الكُلفة العالمية للإنتاج لهذا النوع من الطاقة».

الطاقة المتجددة

وأوضح أن العام الماضي وحده شهد إطلاق وتنفيذ شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، التي باتت واحدة من أهم منفذي مشروعات الطاقة المتجددة عالمياً، لعدد من المشروعات الرائدة والنوعية في إنتاج الطاقة، ومنها الإعلان عن مشروع تحويل النفايات إلى طاقة في إمارة الشارقة بقيمة 220 مليون دولار بالشراكة مع شركة «بيئة»، كما أتمت عملية تمويل محطة «بينونة للطاقة الشمسية»، المحطة الأكبر في المملكة الأردنية الهاشمية، بقيمة 188 مليون دولار وبقدرة إنتاجية تبلغ 200 ميغاوات، وأسهمت في إنشاء محطة «إل دي رومانفيل» للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تعمل بنظام بطاريات تخزين الطاقة وبقدرة إنتاجية تصل إلى خمسة ميغاوات في جمهورية سيشل.

وتابع الزيودي: «كما أنجزت (مصدر) مراحل متقدمة من المشروع المشترك لتطوير (محطة شيبوك)، أكبر محطة تجارية لطاقة الرياح على مستوى المرافق الخدمية في صربيا، حيث من المنتظر أن تدخل المحطة التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 158 ميغاوات حيز الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري».

مشروعات ضخمة

ولفت إلى أن العام الجاري بدوره سيشهد تسارع وتيرة العمل في تطوير عدد من مشروعات ضخمة للطاقة الشمسية في الدولة، حيث من المتوقع خلال الربع الأول الإعلان عن الافتتاح الرسمي لمحطة «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 1177 ميغاوات، باستخدام تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية، فيما تتسارع وتيرة العمل في «مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم بقدرة إنتاجية تصل الى خمسة غيغاوات، حيث شهد عام 2018 توصيل المرحلة الثالثة للطاقة الكهروضوئية التي تبلغ قدرتها 200 ميغاوات بالشبكة لترتفع القدرة الإجمالية للمجمع إلى 413 ميغاوات، بينما كانت دبي قد أعلنت في نوفمبر من العام نفسه عن إضافة 250 ميغاوات إلى المرحلة الرابعة بكُلفة 2.4 سنت أميركي لكل كيلووات في الساعة.

وحول دور الوكالية الدولية للطاقة المتجددة، قال الزيودي إن «(الوكالة) على مدى الأعوام الثمانية الماضية، شهدت نمواً سريعاً وتحولت من فكرة طموحة إلى وكالة عالمية تضم عضوية كل الدول تقريباً وتحتضن مشروعات رفيعة المستوى ولديها حضور دولي متميز».

وأضاف: «حالياً، وفي ظل الدور الرئيس الذي تلعبه الطاقة المتجددة في سوق الطاقة العالمي، بات للجهود التي تبذلها (آيرينا) دور مهم في تمكين قرارات الحكومات والجهات الفاعلة، الأمر الذي يدفعنا إلى التأكيد على الحاجة إلى تسريع جهودنا من خلالها للمساعدة في بناء معرفتنا وقدرتنا وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتسهيل عمليات التمويل وتحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية».

أهداف طموحة

قال وزير التغير المناخي والبيئة، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، عقب الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية لـ«آيرينا»: «لدى دولة الإمارات أهداف طموحة ومستهدفات وطنية، تسعى من خلالها إلى تعزيز استخدامات الطاقة المتجددة، وزيادة اعتمادها على الطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة بنسبة 27% بحلول عام 2021».

وأكد أهمية هذه الفعالية التي تنعقد في مستهل أعمال أسبوع أبوظبي للاستدامة، وتبحث الحلول اللازمة لتسريع وتيرة نشر حلول الطاقة المتجددة واستخداماتها في العالم.

تويتر