انتقدوا تخصيص العروض للزوار من خارج الدولة.. ومسؤولو فنادق يؤكدون أهمية «التنسيق الشامل»

مستهلكون يطالبون ببرامج للسياحة الداخلية للعائلات بأسعار اقتصادية

صورة

طالب مواطنون ومقيمون الفنادق العاملة في السوق المحلية بتوفير برامج سياحية تحفيزية للعائلات، لافتين إلى ارتفاع أسعار الحجوزات السياحية في مدن الدولة، وقلة العروض الموجهة إليهم، مقارنة بالزوار من أسواق خارجية.

وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن كلفة إقامة فندقية للسائح من السوق الداخلية لمدة ليلتين وفي الفندق نفسه، تزيد على كلفة باقة شاملة للزائر الدولي، ما يدفعهم إلى اختيار العطلات الخارجية.

وطالبوا بدراسة احتياجات السائح الداخلي، وتصميم برامج سياحية للعائلات تراعي اهتماماتها، وبأسعار اقتصادية شاملة لعدد من الأنشطة الترفيهية، إضافة إلى التسوق، وخدمات الطعام، واستخدام مرافق الشاطئ.

من جانبهم، أكد مديرون في قطاع السياحة أهمية وجود تنسيق شامل مع الجهات الأخرى المقدمة للخدمات، لتوفير عروض جذابة ودائمة للسائح الداخلي، خصوصاً العائلات، لافتين إلى أن كلفة المنتج السياحي للزائر الخارجي تكون أقل، ضمن مجموعات، وفي ظل الحجز المبكر عن طريق وكالات تمتلك اتفاقات مع الجهات المحلية.

غياب البرامج

وتفصيلاً، قال المواطن أبوسالم، إنه لاحظ أن أسعار الخدمات الفندقية في السوق المحلية تبقى مرتفعة طوال العام، ولو لم تكن معدلات الإشغال كاملة، لافتاً إلى عدم وجود برامج تحفيز وباقات مخصصة للعائلات من سكان الدولة في المنشآت الفندقية الشاطئية، أو تلك التي توفر مرافق خدمية للعائلات.

وأضاف أنه فوجئ، لدى اطلاعه على مواقع الحجز الشبكية، بالأسعار التشجيعية الواردة في العروض المخصصة للزوار الدوليين، والتي تتضمن باقة شاملة تشمل تذاكر طيران وإقامة فندقية، لافتاً أن كلفة إقامة فندقية للسائح من السوق الداخلية، ولمدة ليلتين في الفندق نفسه، تزيد على كلفة باقة شاملة للزائر الدولي.

بدورها، قالت المواطنة سلامة المنصوري، إنها تضطر في كل مرة تجري فيها حجزاً فندقياً في السوق المحلية، إلى تنظيم وترتيب كل الأنشطة الترفيهية لأطفالها مسبقاً، وذلك لعدم وجود برنامج سياحي من الفنادق التي ترغب في الإقامة فيها، مؤكدة أن الأسعار مرتفعة للغاية طوال العام، وتنخفض بنسب قليلة خلال فصل الصيف.

وطالبت المنصوري الفنادق بدراسة احتياجات الزوار من السوق المحلية، وتصميم برامج سياحية مخصصة للعائلات، تراعي اهتمامات أفراد العائلة، كباراً وصغاراً، وبأسعار اقتصادية تكون شاملة لعدد من الأنشطة الترفيهية، إضافة إلى التسوق، وخدمات الطعام، واستخدام مرافق الشاطئ.

في السياق نفسه، قالت المواطنة حصة الكتبي إن العروض المقدمة للمواطنين للسفر وقضاء العطلات خارج الدولة تكون تشجيعية للغاية، وتتضمن الكثير من الخدمات المجانية والترفيهية، بما فيها المواصلات، مشيرة إلى أن ذلك يدفع العديدين للسفر إلى وجهات خارجية.

وشددت الكتبي على أهمية وجود باقات مخصصة للعائلات في الفنادق المحلية، تشجع سكان الدولة على السياحة الداخلية بشكل أكبر، لافتة إلى أن العروض التحفيزية التي تقدمها شركات السياحة والفنادق موجهة إلى الزوار من الأسواق الدولية.

أما المتعامل عمر السيد، فلفت إلى أن كلفة استخدام المرافق والخدمات الترفيهية المخصصة للأطفال في بعض الفنادق، توازي أو تزيد على متوسط سعر الغرفة الفندقية نفسها، مطالباً الفنادق وشركات السياحة ببرامج تشجع سكان الدولة على ارتياد الفنادق واستخدام مرافقها.

وبيّن أن كلفة السياحة الداخلية تبقى مرتفعة في ظل عدم وجود باقات شاملة للعطلات، مشدداً على أهمية توفير برامج للإقامة، مع منح ليالٍ مجانية، فضلاً عن خدمات الطعام، وإمكانية دخول المرافق الترفيهية أو الحدائق المائية بأسعار رمزية، ومنح خصومات في مراكز التسوق، وغيرها من الباقات بأسعار اقتصادية في متناول شريحة أكبر من سكان الدولة.

وتابع: «في كثير من الأحيان تبقى أسعار العروض السياحية الخارجية أكثر جاذبية، مقارنة بكلفة أسعار الفنادق محلياً».

تنسيق شامل

إلى ذلك، قال المدير العام لفندق «غراند حياة»، فتحي خوجلي: «كان هناك تقصير من قبل الفنادق تجاه السياحة الداخلية سابقاً، لكن الصورة تغيرت، وباتت المجموعات الفندقية الكبيرة تولي اهتماماً أكبر بباقات العروض الموجهة لسكان الدولة».

وأضاف أن الفندق رفع خلال العام الجاري حصة السوق الداخلية من حيث معدلات الإشغال الفندقي، نظراً للتسهيلات التي وفرها للعائلات، وتصميم منتجات خاصة بهم، وتحديداً الأطفال، لافتاً إلى أهمية وجود تنسيق شامل مع الجهات الأخرى المقدمة للخدمات، لتوفير عروض جذابة على الدوام للسائح الداخلي، خصوصاً فئة العائلات.

سياسة جديدة

في سياق متصل، قال المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، إن بعض الفنادق في السوق المحلية لجأت إلى اتباع سياسات تسويق جديدة، تتضمن توفير باقات للعائلات، مشيراً إلى أنه خارج أوقات الذروة تبقى أسعار الغرف الفندقية في متناول شريحة واسعة من الزوار.

وبيّن أن هناك اختلافاً في طريقة تصميم المنتجات الموجهة للزائر الخارجي مقارنة بالسائح الداخلي، مع الاستفادة من التخفيضات والحجز ضمن مجموعات.

اتفاقات خارجية

من جانبه، قال المدير العام لوكالة «الفيصل» للسفريات والسياحة، ياسين دياب، إن هناك فرقاً بين العروض السياحية الموجهة للزوار من السوق الخارجية، مقارنة بالسائح الداخلي، من حيث آلية العمل، إذ تمتلك وكالات السفر الخارجية اتفاقات مع مختلف الفنادق والجهات التي توفر الأنشطة الترفيهية داخلياً، وتلجأ إلى تصميم العروض بأسعار أقل كلفة للمجموعات السياحية.

وأضاف دياب أن الحجز المبكر للمنتج السياحي، وضمن مجموعات، يكون بكلفة أقل مقارنة بالمنتج الموجه إلى السائح الداخلي، مشيراً إلى أن الفنادق العاملة في السوق المحلية، في حال أرادت توفير منتجات للسائح الداخلي، فإنها مطالبة بإيجاد قسم خاص يهتم بتصميم العروض والباقات وتسويقها.

وأكد دياب أهمية التنسيق بين مختلف الجهات وليس الفنادق وحدها، لطرح عروض جذابة للعائلات.

تويتر