أكدت أنه لا توجد أي مخاوف من تطبيق التقنية الجديدة بعد تطوير الإمارة نموذجها الخاص المتوافق مع احتياجات المستقبل

«دبي الذكيـة»: دبي عـاصمة عالمية لـ «بلوك تشين» في 2020

صورة

أكدت مؤسسة حكومة دبي الذكية، أنه مع اكتمال تحويل المعاملات الحكومية كافة إلى شبكة «بلوك تشين»، ستكون دبي عاصمة عالمية للتقنية الجديدة في عام 2020، ولتصبح «دبي الذكية» أول حكومة تطبق تعاملاتها بوساطة هذه التقنية.

• «بلوك تشين» تعدّ من أكثر التقنيات أماناً، إذ تتيح لطرفين إجراء المعاملات دون الحاجة إلى طرف ثالث وسيط.

• أحد تطبيقات «بلوك تشين» سيكون توحيد ملفات المرضى في القطاع الصحي، سواء كانت لدى المستشفيات الحكومية أو الخاصة.

• 30

جهة حكومية عملت «دبي الذكية» معها على وضع الأولوية لأهم حالات استخدام «بلوك تشين».

دبي سبّاقة

قال المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، وسام لوتاه، إن دبي كانت سباقة في العالم بتطبيق الحكومة الإلكترونية، وبعدها الحكومة الذكية وحكومة المستقبل، لافتاً إلى أنه لتحقيق أهداف المؤسسة، فإنها اختارت شركاء لهم سجل عالمي في مجال تقنية «بلوك تشين»، ولذا وقع الاختيار على شركة «آي بي إم» كشريك استراتيجي رئيس، وشركة «كونسينسس» كمستشار للمدينة.

وأضاف أن هناك إنجازات عدة تحققت منذ إطلاق استراتيجية «بلوك تشين»، وسيتم وضعها لخدمة استراتيجية الدولة، وأهدافها والتي توّجت بمنح دبي جائزة أفضل مدينة في تطبيق «بلوك تشين» من قبل قمة العالم، ومعرض المدن الذكية اللذين نظما في برشلونة خلال نوفمبر الماضي.

حكومة بلا ورق

أكد المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، وسام لوتاه، أن تطبيق «بلوك تشين» سينعكس على حياة الناس في تعاملاتهم اليومية مع الحكومة، إذ إنه سينعكس على الهدف الاستراتيجي للعمل الحكومي، المتمثل في إسعاد الناس، مشيراً إلى أن «بلوك تشين» ستمنح مزيداً من الشفافية والأمان والفعالية والكفاءة في المعاملات للجهات الحكومية، وهو ما سينعكس على حياة الناس، من حيث توفير الوقت والجهد، ومنحهم فرصة إنجاز معاملاتهم رقمياً بالكامل، وعندها يتحقق هدف استراتيجية حكومة بلا ورق بحلول عام 2021.

وقال: «نحن اليوم نتناول التحول الاستراتيجي لدبي، كمدينة من دون أوراق، إذ إن دراسة أجريت عن حجم المعاملات الورقية في دبي، كشفت عن أننا نستخدم ما يعادل نحو مليار ورقة في التعاملات الحكومية سنوياً، وأن توفير استخدام هذه الأوراق، يوفر ما يوازي إطعام أربعة ملايين طفل، وتوفير 40 ساعة عمل لكل فرد».

«دبي 10X» تعتمد «بلوك تشين» لترسية مفاهيم جديدة للتعليم

أكد «مكتب دبي الذكية» أن مشروع «جامعة المدينة الذكية»، الذي نجح في تطويره، بالتعاون مع «مؤسسة دبي للمستقبل»، وتم اعتماده من قِبَل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، في فبراير الماضي، ضمن مبادرات «دبي 10X»، سيكون الأول من نوعه من ناحية التركيز على ابتكار طرق تعلّم جديدة ومتطورة، بينما ستشكل الجامعة أول منصة تعليم لامركزية لتنمية المهارات الرقمية بالاستفادة من تقنية «بلوك تشين»، لتمكين الأفراد من رسم مسيرتهم المهنية بأسلوب يلاقي متطلبات اقتصاد المستقبل.

وقالت المدير العام لمكتب دبي الذكية، الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، إنه «في ضوء الاستعدادات لتحقيق (مئوية الإمارات 2071)، والتطوّر في تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، تبرز الحاجة إلى تطوير المهارات الرقمية وتطبيقها». وأضافت: «حالياً، توجد هناك فجوة واضحة في المهارات الرقمية، ونحن في مكتب (دبي الذكية) ملتزمون بالعمل على تطوير هذه المهارات، والتحفيز على اكتسابها وصقلها، بإطلاق مشروع (جامعة المدينة الذكية)». وأكدت أن «(دبي الذكية) ستعمل على تقليص الفجوة من خلال زيادة نسبة القوى العاملة في الإمارات في المجال الرقمي إلى 10% بحلول 2020».

وذكرت لـ«الإمارات اليوم» أن دبي لم تنفذ نموذجاً جاهزاً للتقنية، بل طورت نموذجها الخاص المتوافق مع احتياجات المستقبل، ولذلك فإنه لا توجد أي مخاوف من تطبيق «بلوك تشين». وأفادت «دبي الذكية» أنها عملت مع 30 جهة حكومية، على وضع الأولوية لأهم المشروعات وأهم حالات استخدام التقنية الجديدة، مشددة على أهمية الحاجة حالياً إلى تطوير بيئة تشريعية ملائمة لعصر «بلوك تشين».

المركز الأول

وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، وسام لوتاه، إن دبي ستكون عاصمة لتقنية «بلوك تشين» في العالم خلال العام 2020، مع اكتمال تحويل كل المعاملات الحكومية لشبكة «بلوك تشين» لتكون «دبي الذكية» أول حكومة تطبق تعاملاتها بوساطة هذه التقنية، مشيراً إلى أن دبي تتطلع إلى المركز الأول عالمياً في الريادة بتطبيقات «بلوك تشين»، حيث تقود حكومتها الذكية الجهود لمختلف القطاعات، ومع جميع الشركات، للارتقاء بالخدمات الحكومية إلى مستويات جديدة من العالمية، عنوانها إسعاد الجمهور، وتسهيل معاملاتهم.

وأضاف لوتاه لـ«الإمارات اليوم» أنه لا توجد أي مخاوف تجاه تطبيق الـ«بلوك تشين»، لأن دبي لم تنفذ نموذجاً جاهزاً للتقنية، بل طورت نموذجها الخاص المتوافق مع احتياجات المستقبل، بالتعاون مع أفضل شركتين خبيرتين في المجال، هما «آي بي إم»، و«كونسينسس» من جهة، ومن جهة أخرى قمنا بقيادة الجهود العالمية في التعرف على تطبيقات الـ«بلوك تشين» في الحياة، من خلال إطلاق «تحدي بلوك تشين» الذي ينظم للعام الثاني على التوالي خلال العام الجاري.

وأوضح أن «دبي الذكية» قدمت للعالم خلال الدورة الأولى من التحدي، العام الماضي، نماذج متعددة لأوجه استخدام «بلوك تشين» في مختلف المجالات، مثل الطاقة والبناء والعقارات والاستثمار والصحة والتعليم، مشيراً إلى تلقي المؤسسة في دورة عام 2018 ضعف عدد الطلبات التي وردت العام الماضي.

وبيّن أن أحد التطبيقات سيكون توحيد ملفات المرضى في القطاع الصحي عموماً، سواء كانت لدى المستشفيات الحكومية أو الخاصة، ما يمكّن المريض من منح الإذن لأي طبيب للدخول إلى ملفاته، والاطلاع عليها، سواء كانت لدى مستشفى عام أو خاص.

استراتيجية

وذكر لوتاه أن استراتيجية دبي لـ«بلوك تشين» تعتبر تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة، التي تسعى إلى أن تكون دبي في مقدمة مدن العالم بصناعة المستقبل منذ الآن، مشيراً إلى إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية (بلوك تشين)، والذي حدّد فيها أن العام 2020 سيكون موعداً لاكتمال تحويل كل التعاملات الحكومية لشبكة «بلوك تشين»، لتكون دبي عاصمة «بلوك تشين» في العالم، وأول حكومة تطبق تعاملاتها بوساطة هذه التقنية.

وأوضح أن الاستراتيجية تتضمن ثلاثة محاور، تشمل: رفع الكفاءة الحكومية، وإيجاد بيئة عمل متكاملة في استخدام «بلوك تشين» وإيجاد قطاعات جديدة ومتخصصة، إضافة إلى تحقيق الريادة العالمية، مبيناً أن الـ«بلوك تشين» ستحدث في المعاملات ما أحدثته الإنترنت على المعلومات.

ولفت إلى أن «بلوك تشين» ارتبطت في عقل الناس بالعملات الرقمية، لأنها كانت التطبيق والاستخدام الأول لها، لكن اليوم لا حصر لمجالات استخدامها، موضحاً أن «بلوك تشين» عبارة عن منظومة لتوثيق التعاملات الرقمية بصورة سلسلة من النقاط المرجعية التي تتيح لأي شخص مرتبط بالإنترنت متابعة الخطوات والمراحل والأشخاص المشتركين في معاملة معينة، وحتى إن ترجمة معنى تقنية «بلوك تشين» الحرفية لغوياً يمكن أن تكون «سلسلة النقاط».

ميزات وخصائص

وأفاد لوتاه بأن أهم تغيير أحدثته «بلوك تشين» في التعاملات، هو أنها تتيح لطرفين إجراء المعاملات دون الحاجة لطرف ثالث وسيط، مثل عدم الحاجة للبنوك في إجراء التعاملات المالية، لافتاً إلى أنه من أبرز الميزات التنافسية، وخصائص «بلوك تشين»، أنها ستسهم في تسريع التحول الذكي، لكونها تتميز بالشفافية، إذ تتيح متابعة كل خطوة من خطوات المعاملات بشفافية تامة لأي شخص بأي لحظة.

وأكد أن هذه التقنية الجديدة تتمتع بالأمان، إذ تعد من أكثر التقنيات أماناً في العالم، وليس هناك فرصة للتلاعب بها أو تغيير جزء من سلسلة «بلوك تشين»، في حال تمت برمجتها من جهة معتمدة، فضلاً عن تمتعها أيضاً بالفعالية والكفاءة، مشيراً إلى أن «بلوك تشين» سترفع من فعالية وكفاءة أي منظومة معاملات يتم تطبيقها فيها، لكونها تقلص الموارد البشرية والمالية اللازمة مقارنة بالمعاملات التقليدية الورقية أو النصف مؤتمتة.

واستطرد قائلاً إن «بلوك تشين» لن تلغي الاختراقات الأمنية، لكن وجودها يعزّز ويرفع من أمن الأنظمة التي تعمل من خلالها، مؤكداً أن استخدام هذه التقنية في المعاملات الحكومية يعتبر منضبطاً من خلال نظام حوكمة يقنن عملية الدخول إلى الشبكات.

أهم المشروعات

وقال لوتاه، إن «دبي الذكية» عملت مع أكتر من 30 جهة حكومية، على وضع الأولوية لأهم المشروعات وأهم حالات استخدام «بلوك تشين»، لافتاً إلى أن هناك 21 مشروعاً في مراحل مختلفة من التنفيذ.

وذكر أنه على سبيل المثال، عملت حكومة دبي الذكية مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي، لوضع جميع سجلات القطاع العقاري على نظام مبني باستخدام «بلوك تشين»، وهو ما سيؤدي إلى إعادة تشكيل عملية تأجير وشراء وبيع العقارات في دبي، موضحاً أنه حتى يقوم المتعامل بشراء عقار في دبي، فإن عليه حالياً زيارة جهات عدة مثل البنك والمطور العقاري، ودائرة الأراضي، والوسيط، لكن «بلوك تشين» تسعى إلى إيجاد تجربة جديدة تمكن المتعامل من إنهاء الإجراءات كافة بخطوة واحدة، عبر تطبيق على هاتفه المحمول ومن دون أن يتحرك من مكانه.

وأضاف المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، أنه «على مستوى إمارة دبي نتطلع إلى أن نحتل المركز الأول عالمياً في الريادة بتطبيقات الـ(بلوك تشين)، ونحن حالياً نقود الجهود الحكومية لمختلف القطاعات، ونعمل مع شركائنا الحكوميين على إطلاقها بصورة ترتقي بالخدمات الحكومية إلى مراتب جديدة من العالمية، عنوانها إسعاد الجمهور، وتسهيل معاملاتهم، وفي الوقت ذاته تكامل الجهود والحيلولة دون هدر الوقت أو الجهد في تطبيق التقنية».

وأشار إلى أن «دبي الذكية» تعاونت مع القطاع الخاص أيضاً لتمكينه من تطوير أكثر من 10 حالات استخدام على مستوى القطاع الخاص حتى الآن، وهم بصدد تطبيقها، مؤكداً أن تطبيقات «بلوك تشين» ستغير مستقبل التعاملات الحكومية والخاصة والفردية بشكل كامل، ولا تنحصر في الخدمات الحكومية.

بيئة تشريعية

وأكد لوتاه الحاجة حالياً إلى تطوير بيئة تشريعية ملائمة لعصر الـ«بلوك تشين»، مبيناً أن واحداً من أهم الأهداف الاستراتيجية لمبادرة دبي الذكية هو الحوكمة، وتحت مظلتها نتعاون مع اللجنة العليا للتشريعات والشركاء الحكوميين لتفعيل القوانين والسياسات التي تكفل التطبيق الأمثل للتقنيات المختلفة في دبي الذكية، ومنها «بلوك تشين».

وأفاد بأن هناك العديد من المبادرات التي أطلقت لتعزيز أمان المعاملات الرقمية، أبرزها مبادرة «الهوية الرقمية» Digital ID التي أطلقت في دبي، ونحن في مراحل متقدمة لإطلاقها على المستوى الاتحادي، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، مضيفاً أن جميع التقنيات الناشئة أو ما يعرف بالـEmerging Tech هي تقنيات لم تكن موجودة مسبقاً، ولذا تأتي مع تحديات ذات طبيعة خاصة.

وتابع لوتاه: إن «دورنا في دبي الذكية ومؤسسة حكومة دبي الذكية بصفتنا الذراع التقنية لها أن نوجد السياسات والقوانين التي تضمن التطبيق والاستخدام الأمثل لتطبيقات التقنيات».

وقال إنه في مجال «بلوك تشين» لم تكتف المؤسسة بوضع معايير على مستوى دبي، بل إنها بصدد إنجاز مواصفة معايير «بلوك تشين» الأولى من نوعها في العالم، لافتاً إلى أن «بلوك تشين» تتميز بالأمان المقرون بالشفافية، وسهولة تتبع أي جزء من التعاملات دون الحاجة لجهة مركزية تدوّن تفاصيل كل خطوة من التعامل.

تحديات

وأشار لوتاه إلى أن تقنية «بلوك تشين» وغيرها من التقنيات تواجه تحديات خاصة بها، حيث إن المخاطر والتحديات تتطور بسرعة التكنولوجيا، وأحياناً تسبق التطور التقني.

لكنه شدد على أن الميزة في مشروعات المؤسسة كافة وعملياتها، تتمثل في الأمان الرقمي، كونه دعامة استراتيجية، ومتطلباً مسبقاً لأي خطوة لدى المؤسسة.

وقال إننا نستطيع استخدام الـ«بلوك تشين» في أتمتة الإجراءات المالية، وتقليل الاعتماد على الأموال النقدية، مشيراً إلى أن مؤسسة دبي الذكية تعمل على دراسات عدة، تتضمن رصد ودراسة مدى جدوى العملات الافتراضية، وهل من الممكن أن يكون لدينا عملتنا الافتراضية، ودراسة مدى أهمية التوجه إلى عالم يتعامل بشكل رقمي تماماً، قائلاً إن «العملات الافتراضية هي المستقبل، ولكن يجب أن تكون هناك ضوابط عند التعامل بها، وأن تتم دراستها على مستوى الدولة».

تويتر