ضمن مجموعة أفكار لجعل الإمارة «مدينة ترانزيت تجب زيارتها».. وتنشيط السياحة البحرية

خبراء يقترحون إعفاء حاملي التأشيرات «الغربية» من فيزا «الترانزيت» لدخول دبي

صورة

اقترح مديرون وخبراء، عاملون بقطاع السياحة والسفر، إعادة النظر في كلفة إصدار تأشيرة «الترانزيت»، فضلاً عن إعفاء حاملي التأشيرات «الغربية» لدول أوروبا وبريطانيا وأميركا، من المسافرين عبر مطار دبي الدولي، من تأشيرة «الترانزيت» للدخول إلى الإمارة، مؤكدين أن ذلك سينعكس إيجاباً على قطاع السياحة، في الإمارة التي تحتضن أكبر مطار في العالم، يستخدمه ملايين المسافرين سنوياً.

جذب 10% من مسافري رحلات «الترانزيت»، يشكل مليون زائر إضافي سنوياً.

تأشيرة «شنغن»

قال الخبير السياحي، محمد الصاوي، إن التسهيلات المتعلقة بالسفر، تلعب دوراً بارزاً في رفع معدلات سياحة «الترانزيت»، مشيراً إلى أنه يمكن دراسة هذه الرسوم وتأثيرها، أو مقارنة كلفتها بأسواق أخرى.

واقترح أن يتم إعفاء حاملي تأشيرة «شنغن» والمملكة المتحدة، فضلاً عن الولايات المتحدة، وغيرها من البلدان المتقدمة من شرط التأشيرة لدخول دبي بالنسبة لركاب «الترانزيت»، لافتاً إلى أن ذلك سيزيد معدلات التدفق السياحي بالنسبة للعائلات أو الأفراد، على حد سواء.

وبين أن السياحة البحرية قائمة على اتفاقات مع الشركات العالمية المتخصصة في تشغيل السفن، وبالتالي يمكن التنسيق بشكل أكبر مع هذه الشركات، لتوفير المتطلبات التي تشجعهم على تسيير رحلات بحرية إلى دبي، مشدداً على أهمية العمل على برامج سياحية مخصصة للزوار القادمين عبر البحر، والعمل على سياسات تسويق فعالة، تشجعهم على قضاء أوقات فيها.

وأضافوا لـ«الإمارات اليوم»، أنه يمكن، وبالتعاون بين الفنادق وشركات الطيران ووكالات السفر، تصميم برامج سياحية مخصصة لهذه الفئة من الزوار بأسعار تنافسية، تتضمن مزايا عدة، تشمل: الإقامة، وقسائم تسوق، وزيارة المرافق الترفيهية، خصوصاً للعائلات أو المجموعات، لافتين إلى إمكانية أن تلجأ شركات الطيران، خصوصاً الناقلات الوطنية، إلى إدراج رسوم تأشيرة «الترانزيت» ضمن قيمة التذكرة.

وذكروا أن السياحة البحرية قائمة على اتفاقات مع الشركات العالمية المتخصصة في تشغيل السفن، وبالتالي يمكن التنسيق بشكل أكبر مع هذه الشركات، لتوفير المتطلبات التي تشجعهم على تسيير مزيد من الرحلات البحرية إلى دبي.

وكانت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي قدمت، أخيراً، مجموعة مبادرات لتحفيز النمو الاقتصادي، منها برنامج لمسافري رحلات «الترانزيت» لزيارة دبي، وجعلها «مدينة ترانزيت تجب زيارتها». ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة عدد الزوار بكلفة منخفضة، عبر جذب 10% من مسافري رحلات «الترانزيت»، ما يشكل مليون زائر إضافي سنوياً.

رسوم التأشيرة

وتفصيلاً، قال رئيس شركة «العابدي» القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن الملايين من المسافرين يعبرون مطار دبي الدولي سنوياً، وبالتالي فإنه من الضروري تقديم سلسلة من الحوافز والتسهيلات، لحثهم على زيارة الإمارة التي توفر كل التسهيلات والمرافق السياحية، بما في ذلك المنتجعات وفق أعلى معايير الخدمة العالمية، مشدداً على أهمية إعادة النظر في كلفة أو رسوم التأشيرة المخصصة لمسافري «الترانزيت» أو إلغائها تماماً، باعتبار أن العائد الاقتصادي لهؤلاء المسافرين، الذين سيزورون دبي سيكون أكبر من خلال استخدامهم للمرافق والمواصلات والفنادق، بما في خدمات التسوق والطعام.

وأكد العابدي أنه يمكن، بالتعاون بين الفنادق وشركات الطيران ووكالات السفر، تصميم برامج سياحية مخصصة لهذه الفئة من الزوار بأسعار تنافسية، تتضمن مزايا عدة، تشمل: الإقامة، وقسائم تسوق، وزيارة المرافق الترفيهية، خصوصاً بالنسبة للعائلات أو المجموعات.

وشدد على أهمية أن تتولى شركات الطيران، إضافة إلى سلاسل الفنادق العالمية، ووكالات السفر، عملية التسويق لهذه العروض التي تتضمن الخدمات والمزايا، التي سيستفيد منها زائر «الترانزيت» إلى دبي، كما لفت إلى أهمية اتخاذ قرارات سريعة في هذا الصدد، بالتعاون بين جميع الجهات المعنية.

وذكر العابدي أن السياحة البحرية لا تقل أهمية عن تلك التي تأتي عبر الأجواء أو المنافذ الحدودية، إذ تستقطب دبي سنوياً المزيد من رحلات السفن السياحية، مشيراً إلى أهمية التفاوض مع شركات أخرى لرحلات السفن السياحية، خصوصاً تلك التي لا تشغل عملياتها في المنطقة، بحيث تكون دبي محطة لجميع الشركات المشغلة.

وأكد أن نظام اقتسام الوقت (Time Share) للمنشآت السياحية، سيدعم استقطاب سياحة اليخوت والمراكب السياحية، ويعزز مركز دبي في هذه السياحة.

قيمة مضافة

وفي سياق متصل، اقترح المدير العام لشركة «ترافكو» للسياحة والسفر، أسامة بشرى، أن تلجأ شركات الطيران، خصوصاً الناقلات الوطنية، إلى إدراج رسوم تأشيرة «الترانزيت» ضمن قيمة التذكرة، وفي حال تعذر ذلك، يفضل إعادة النظر في رسوم هذه التأشيرة، مشيراً إلى أن تراجع الكلفة المتعلقة بالتأشيرة سيسهم في تشجيع المسافرين، عبر مطار دبي الدولي، على زيارة الإمارة بمعدلات أكثر.

وأضاف أن شركات الطيران يمكنها، أيضاً، أن تلعب دوراً محورياً، من خلال توفير برامج سياحية، بالتعاون والتنسيق مع الفنادق والمنتجات والمرافق السياحية، لتوفير عروض جذابة تتضمن العديد من الخدمات بأسعار مخفضة، يتم التسويق والترويج لها عبر منصات الناقلات الجوية، ومكاتبها المنتشرة في العالم، فضلاً عن التعاون مع وكالات السفر الدولية.

إعفاء مسافري «الترانزيت»

إلى ذلك، قال رئيس مجلس إدارة شركة «الرؤية» للسياحة، علي أبومنصر، إن أكثر من 88 مليون مسافر دولي، استخدموا مطار دبي الدولي خلال عام 2017، ليتربع بذلك على عرش مطارات العالم للسنة الرابعة على التوالي، لافتاً إلى أن الجزء الأكبر منهم يعبرون المطار إلى وجهات ومحطات دولية، وبالتالي فإنه من الضروري العمل على أنظمة فعالة، لاستقطاب نسبة منهم.

وأضاف أن برنامج مسافري رحلات «الترانزيت»، يعد أحد القرارات الصائبة، التي تمكن دبي من استقطاب سياح جدد، مشيراً إلى أن معظم المسافرين عبر «دبي الدولي» عادة يقصدون رحلات طويلة، وبالتالي يرغبون في التوقف بالإمارة، نظراً لمكانتها السياحية عالمياً، وجودة الخدمات التي توفرها.

وشدد أبومنصر على ضرورة العمل على التسويق والترويج المشترك، خصوصاً مع شركات الطيران، لتصميم أفضل العروض التي تسهم في جذب أكبر قدر من مسافري «الترانزيت».

ولفت، في هذا الصدد، إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تستفيد كلها من تسهيلات السفر في ما بينها، ما ينعكس على النشاط السياحي ككل والعائدات المتأتية منها، موضحاً أن التأشيرة تلعب الدور الأبرز في اتخاذ القرارات السياحية، وظهر ذلك جلياً في القرارات الأخيرة التي أصدرتها دولة الإمارات بخصوص رعايا الصين وروسيا، بعد أن ارتفعت معدلات التدفق السياحي من السوقين بنسبة كبيرة.

ورأى أن سياسات الإعفاء، بالنسبة لبعض مسافري «الترانزيت»، ستسهم في استقطابهم لقضاء عطلات بالدولة، مشيراً إلى أن تراجع كلفة التأشيرة سيسهم في رفع أعداد الزوار، لكن من الضروري أن ترافق ذلك خطط وجهود مشتركة، تنتج عنها سياسات ترويج فعالة، وعروض جاذبة للأفراد والعائلات.

ولفت إلى أن أسعار الفنادق، ومع تراجعها خلال الفترة الأخيرة، فإنها لاتزال مرتفعة، لذلك فإن الفنادق مطالبة - أكثر من أي وقت مضى - بمبادرات جدية وخطط خاصة لهذه الفئة من الزوار، كما أن مسؤولية التسويق ملقاة على جميع الجهات.

تويتر