أكدوا أن معظم الجهات المشاركة في معارض التوظيف لا تردّ على طلباتهم

باحثون عن عمل: عدم إتقان اللغة الإنجليزية وقلة الخبرة من عوائق التوظيف

صورة

أكد باحثون عن عمل عبر معارض التوظيف أنهم يواجهون عوائق عدة تحول دون التحاقهم بعمل يناسب تخصصاتهم الدراسية، ما يجعلهم ينتظرون أعواماً عدة بعد تقديمهم في معارض التوظيف، مشيرين إلى أن بعض الهيئات والدوائر الحكومية والشركات الخاصة، المشاركة في المعارض، تعد بوجود شواغر إلا أنها بعد انتهاء المعارض لا ترد عليهم إطلاقاً.

برامج تأهيلية للكوادر المواطنة

قالت رشا آل علي، من قسم البرامج التأهيلية في دائرة الموارد البشرية بالشارقة: «نعمل من خلال برامجنا على تأهيل الكوادر المواطنة لدخول سوق العمل عبر إعداد مجموعة من الورش الهادفة، مثل البرنامج الوطني لتأهيل للباحثين عن العمل، الذي يشمل ورشاً عدة، منها أخلاقيات وأنظمة العمل، تتعلق بالانضباط الوظيفي في العمل، وقانون العمل في القطاع الحكومي والخاص والاتحادي، إضافة إلى ورشة الابتكار المعرفي لتطوير الذات ومهارات السلوك والإبداع، وورشة دليل الإداري للموظف في حكومة الشارقة، وتزود الباحثين عن العمل بالقوانين الخاصة بالعمل، وتؤهلهم للوظائف في القطاعات الحكومية والخاصة».

وتابعت: «نسعى إلى تأهيل الباحثين عن العمل، وجعلهم على دراية تامة بالقوانين والمتطلبات الوظيفية لأي وظيفة حكومية أو خاصة، وخلق الفرص الأضمن للحصول على الوظائف، إذ نعمل على تدريب 70 شخصاً كل ثلاث ساعات».

وأوضحوا، خلال معارض للتوظيف عقدت أخيراً، لـ«الإمارات اليوم» أن شرطَي الخبرة المهنية وإتقان اللغة الإنجليزية، قراءة وكتابة ومحادثة، يقفان عائقاً أمام مواصلة إجراءات التعيين، ما قد يخيب آمال الباحثين عن الفرص الوظيفية.

في المقابل، أقرّ مديرون ومسؤولون بأن قلة الخبرة وعدم إتقان اللغة الإنجليزية يشكلان عائقاً أمام بعض الباحثين عن عمل، مشددين على ضرورة أن يلتحق خريجو الجامعات بالدورات التدريبية التي تسد متطلبات العمل وتطور مهاراتهم الشخصية، المتعلقة بتقوية لغتهم الإنجليزية التي أصبحت من المتطلبات الأساسية للحصول على العمل، مؤكدين أنهم يُخضعون الموظفين الجدد لدورات تطويرية.

وأوضحوا أن المطلوب من المتقدمين للعمل هو معرفة بأساسيات اللغة، فحين يتقدم شخص للعمل لدينا وهو لا يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة، فإننا نأخذ بالاعتبار المهارات الأخرى التي يمتلكها، إذ حين يلتحق المواطنون بالعمل لدينا نزودهم بجميع المهارات المهنية المطلوبة لصقل مهاراتهم.

وتفصيلاً، قال الباحث عن عمل، عبدالله الحمادي، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الإعلام مسار علاقات عامة، إن من العوائق التي تواجه الباحثين عن عمل إجادة المتقدم للغة الإنجليزية، محادثة وكتابة بطلاقة، علاوة على شرط الخبرة المهنية، لافتاً إلى أن بعض الجامعات تدرّس معظم موادها الدراسية باللغة الإنجليزية، في حين أن حاملي شهادات الثانوية العامة من الباحثين عن عمل من خريجي مدارس حكومية، أي أن مستوى اللغة الإنجليزية لديهم ليس جيداً.

وقال: «تخرجت في الجامعة قبل خمسة أعوام، وزرت 13 معرضاً للتوظيف، إلا أنني لم أتلقّ رداً إلا من ثلاث جهات حكومية مشاركة في هذه المعارض دعتني لمقابلة وظيفية، وخلالها اكتشفت أن إتقان اللغة الإنجليزية محادثة وكتابة مطلب أساسي لاجتياز المقابلة، الأمر الذي أصابني بالإحباط».

وأشار إلى أن «ضعف إتقان مخرجات اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة ومحادثة، يقف عائقاً وحاجزاً أمام مواصلة إجراءات التعيين، ما قد يخيب آمال الباحثين عن الفرص الوظيفية»، موضحاً أن «معظم الجهات تكون اللغة العربية هي الأساسية في تعاملاتها، سواء مع الموظفين أو المتعاملين، ورغم ذلك تشترط لقبول المتقدم إتقان اللغة الإنجليزية».

وتساءل: «حين تطلب منا جميع جهات العمل سنوات خبرة مهنية شرطاً أساسياً للقبول في الوظيفة، كيف سنكتسب هذه الخبرة ولم تمنح لنا أي جهة الفرص المناسبة للحصول عليها؟»، لافتاً إلى أن «بعض التخصصات تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية وإجادتها لتسيير أمور العمل، لذا يجب عليها إخضاع المواطنين الملتحقين بالعمل لديها لدورات وبرامج تأهيلية لخريجي الجامعات».

وتابع «تعد معارض التوظيف منصة مهمة لحَمَلة الشهادات المختلفة، وخريجي الجامعات والباحثين عن عمل، خصوصاً أنها تجمع العديد من الجهات لمختلف القطاعات الخاصة والحكومية، التي توفر فرص عمل، وترغب، من خلال استقبالها للباحثين عن عمل بأجنحتها، في التعرف إلى الكوادر الجديدة والمؤهلات والخبرات، لكن معظم الجهات المشاركة في المعارض يعتمد بشكل رئيس على حصر المواطن في مجال تخصصه فقط، وبعض التخصصات لا تتوافر بها شواغر، نظراً إلى كثرة الإقبال على دراستها، مثل التخصصات المتعلقة بمجال التربية، والإعلام والإدارة».

فيما قال المواطن، إبراهيم علي عيسى، الذي حصل على شهادة الثانوية العامة قبل أكثر من عامين، إنه «على الرغم من طرح الجهات الحكومية والخاصة شواغر في مجالات مختلفة، إلا أن شرط إتقان مخرجات اللغة الإنجليزية يمثل عائقاً بنسبة 40% أمام توظيف خريجي الثانوية العامة».

وأيّده في الرأي المواطن، راشد الخاصوني الكتبي، الحاصل على شهادة الثانوية العامة، الذي قال إن «إتقان اللغة الإنجليزية يعتبر أحد الشروط الأساسية التي تمثل نسبة 70% لقبول المواطنين في الوظائف بالجهات الحكومية»، مضيفاً «اكتشفت هذا الأمر خلال تقديمي في أكثر من جهة، كما أن معارض التوظيف يقتصر دورها على استقبال السير الذاتية دون الرد على المتقدمين بها سلباً أو إيجاباً».

وقالت الباحثة عن عمل، روضة المهيري: «معارض التوظيف تلعب دوراً مهماً في الحصول على وظائف، إلا أنه من النادر أن تتواصل المؤسسات والهيئات المشاركة مع الباحثين عن عمل، فمثلاً أنا أقدم سيرتي الذاتية منذ سنوات، وفي المقابل عدد الردود التي تلقيتها محدود، ومعظمها غير جاد»، معتبرة أن معارض التوظيف وسيلة للشركات للترويج عن نفسها من دون رغبة حقيقية في التوطين، لعدم وجود شواغر لديها، كما أنها تتباهى بعدد السير الذاتية التي تسلمتها من زوار المعرض.

في المقابل، قال مساعد نائب مدير منطقة الشارقة والمناطق الشمالية في بنك الاتحاد الوطني، فهد درويش، إن «إتقان مخرجات اللغة الانجليزية لا يعتبر شرطاً أساسياً لتوظيف المواطنين، إلا أن المطلوب هو المعرفة بأساسيات اللغة، فحين يتقدم شخص للعمل لدى البنك وهو لا يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة فإننا نأخذ بالاعتبار المهارات الأخرى التي يمتلكها، كما أننا حين يلتحق المواطنون بالعمل لدينا نزودهم بجميع المهارات المهنية المطلوبة لصقل مهاراتهم».

وأضاف درويش «نمنح موظفينا ساعات للدراسة خلال وقت العمل اليومي من أجل إكمال دراساتهم العليا، من دون خصمها من رواتبهم، وفي بعض الحالات ندفع لهم الكلفة المالية الخاصة بالدراسة».

من جانبه، قال مدير مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية (رواد)، حمد علي المحمود، إن «من أهم العوائق التي تواجه الباحثين عن العمل اشتراط سنوات خبرة، لكن في الوقت نفسه توجد مجموعة من المؤسسات الحكومية التي تعمل على استقطاب الخريجين الجدد والشباب، باعتبارهم دماء جديدة، لأي دائرة أو مؤسسة».

وشدد على «ضرورة أن يلتحق خريجو الجامعات بالدورات التدريبية التي تعمل على تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية، لاسيما في اللغة الإنجليزية التي أصبحت من المتطلبات الأساسية للحصول على العمل، وغيرها من التخصصات، بما يتناسب مع تخصص كل فرد، إضافة إلى توفير تدريب ميداني لهم، وعدم الانتظار لحين إيجادهم الوظيفة، بحيث عند تقدمهم للوظيفة يكون لديهم خبرة فن التعامل مع المسؤولين والمتعاملين، واستخدام البرامج المختلفة، حتى لو كانت هذه الخبرة قليلة».

في حين، قالت الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في البنك العربي المتحد، صفية المطروشي، إن «التركيز في معارض التوظيف يكون على فئة الشباب وخريجي الثانوية، إذ تتم إتاحة المجال أمامهم للدخول إلى القطاع المصرفي»، مشيرة إلى أنه «عندما يتم تعيينهم يخضعون لبرامج تمتد من ستة أشهر إلى سنة، لتأهيلهم وتحسين مستوياتهم الوظيفية».

وتابعت: «التركيز في الوقت الحالي على الفئات القيادية لشغل الوظائف المتوافرة في البنك، حيث تتم تصفية الفئات المقدمة للوظائف، واستقطاب المناسب منهم لتعيينهم».

تويتر