«بوينغ»: نساند سياسة الأجواء المفتوحة في قطاع النقل الجوي

«فلاي دبي» تستهدف 40 وجهة و80 طائرة حتى 2020

صورة

أفادت شركة «فلاي دبي» للطيران الاقتصادي بأنها تستهدف افتتاح 40 محطة جديدة ضمن شبكة خدماتها، حتى عام 2020 مع نمو عدد الطائرات في أسطولها إلى 80 طائرة، متوقعة أن تتسلم 40 طائرة بحلول عام 2020 من طراز «737 ماكس» الجديد الذي يتيح لها الوصول إلى محطات تزيد على 6.5 ساعات انطلاقاً من دبي.

وكشفت خلال رحلة ميدانية إلى مصنع «بوينغ» في مدينة «سياتل» الأميركية أنها ستبدأ اعتباراً من عام 2016 تسلم طلبيتها البالغة 11 طائرة من الطراز نفسه.

بدورها، أكدت شركة «بوينغ» أنها تساند سياسة الأجواء المفتوحة في قطاع النقل الجوي، مشيرة إلى أن مفاوضاتها مع «طيران الإمارات» بخصوص طلبية لشراء طائرات «787 دريم لاينر» وصلت إلى مراحل متقدمة.

 

محطات وطائرات

بداية التأسيس

أعلنت حكومة دبي في عام 2008 عن تأسيس شركة طيرانٍ جديدة تتخذ من مطار دبي الدولي مقراً لها. وبدأت «فلاي دبي» مسيرتها ناقلةً اقتصادية، تهدف إلى خدمة الطلب المرتفع على السفر، خصوصاً إلى وجهات عانت ضعف خدمات شركات الطيران، مركزة على نطاقٍ جغرافي يبلغ مداه 5.5 ساعات طيران من دبي.

وتشكلت نواة فريق العمل من إدارة ذات خبرة كبيرة في مجال الطيران، وخلال 12 شهراً فقط، تمكن الفريق الصغير من تأسيس عمليات الناقلة بدءاً من الصفر، وتم تقديم طلبٍ لشراء 50 طائرة من طراز «بوينغ 800-737» خلال «معرض فارنبره الجوي 2008»، إذ شكل هذا الطراز بعد ذلك قوام أسطول الناقلة المكون بالكامل من طائرات ضيقة البدن.


7.25 ملايين مسافر في 2014

بدأت «فلاي دبي» عملياتها رسمياً في الأول من يونيو 2009 مع إقلاع أولى رحلاتها الرسمية متجهةً إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وتمت إضافة ثلاث وجهاتٍ جديدة خلال الشهر نفسه، لتتخطى الناقلة حاجز 100 ألف مسافر بعد مرور ثلاثة أشهرٍ فقط، وعززت «فلاي دبي» مكانتها واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في الشرق الأوسط، مستفيدةً من موقعها الجغرافي المميز في دبي.

وتشغل الناقلة أسطولاً حديثاً مكوناً من 48 طائرة لتخدم أكثر من 90 وجهةً في مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأوروبا، ووسط آسيا، وشبه القارة الهندية، وتمتد شبكة «فلاي دبي» من «موسكو» و«بيشكيك» شمالاً، إلى «كاتماندو» و«لكناو» شرقاً، و«أديس أبابا» و«ماليه» جنوباً، وحتى «سكوبيه» و«بوخارست» غرباً، ونقلت 7.25 ملايين مسافر في عام 2014 منفرداً.

وتفصيلاً، قال رئيس العمليات التشغيلية في شركة «فلاي دبي» للطيران الاقتصادي، كينيث غيل، إن «الناقلة تستهدف حتى عام 2020 افتتاح 40 محطة جديدة ضمن شبكة خدماتها، مع نمو عدد الطائرات في أسطولها إلى 80 طائرة»، متوقعاً أن تتسلم «فلاي دبي» 40 طائرة بحلول عام 2020 من طراز «737 ماكس» الجديد. وأضاف أن «الشركة ستستكمل خلال العام الجاري تسلّم جميع طائرات طلبيتها الأولى التي تقدمت بها خلال معرض (فارنبوره) الجوي عام 2008، والتي شملت 50 طائرة من طراز (بوينغ 737 ـ 800) بقيمة أربعة مليارات دولار، إذ ستتسلم الطائرة رقم 50 ضمن هذه الطلبية في سبتمبر المقبل». وكشف أن الناقلة ستبدأ اعتباراً من عام 2016، تسلّم طلبيتها البالغة 11 طائرة من الطراز نفسه، والتي تقدمت لشرائها خلال الدورة الـ13 من «معرض دبي للطيران 2013»، مشيراً إلى أن آخر طائرة ستتسلمها الناقلة من هذه الطلبية ستكون في منتصف 2017.

وبين أنه بعد الانتهاء من تسلم هذه الطلبية، ستبدأ «فلاي دبي» تسلم أول طائرة «بوينغ 737 ماكس» في خريف عام 2017، لتستمر العملية حتى نهاية عام 2023، ضمن طلبية تبلغ 75 طائرة تقدمت بشرائها خلال «معرض دبي للطيران 2013» أيضاً.

نمو وتوسع

وذكر غيل أن «الناقلة شهدت خلال الربع الأول من العام الجاري طلباً كبيراً من مختلف أسواقها، ونمواً متواصلاً في أعداد الركاب مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي». وأضاف أن «عمليات التوسعة في المبنى رقم (2) في مطار دبي الدولي وفّرت طاقة كبيرة لتوسع عمليات الناقلة، مع تسلمها مزيداً من الطائرات، والنمو المتواصل في أعداد المحطات الجديدة للناقلة»، مؤكداً أن المبنى لايزال قادراً على استيعاب توسعات الناقلة خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أن الناقلة، ومع خططها التوسعية خلال السنوات المقبلة، ستبحث في خيارات الانتقال إلى مطار آل مكتوم الدولي، موضحاً أنه لم يتم تحديد وقت للانتقال إلى المطار الجديد حتى الآن، في وقت بدأت فيه الشركة محادثات مع «مؤسسة مطارات دبي» المسؤولة عن تشغيل المطار بخصوص خطط الانتقال.

أسواق جديدة

وبين غيل أن الشركة مع تسلمها طائرات «737 ماكس» الجديدة منتصف عام 2017، التي توفر مدى طيران أكبر، فإنها تستطيع تسيير رحلات تزيد مدتها على 6.5 ساعات، مقارنة بنحو خمس ساعات حالياً بالنسبة لطائرات «737 ــ 800» الجيل الجديد.

وأكد أن الطائرات الجديدة ستوسع من عدد الأسواق التي تستهدفها الناقلة حتى الصين شرقاً، وأوروبا غرباً، ومختلف الأسواق التي تقع ضمن نطاق طيران يصل إلى 6.5 ساعات في إفريقيا وأوروبا شمالاً، مشدداً على أن الناقلة لاتزال تستهدف الأسواق التي لا يربطها خط مباشر بدبي.

وقال إن «فلاي دبي» تستهدف افتتاح بين محطتين وأربع محطات جديدة خلال العام الجاري، وستواصل البحث عن فرص في مختلف الأسواق خلال الفترة المقبلة، مع تسلمها مزيداً من الطائرات سنوياً ونمو حجم عملياتها.

وبيّن غيل أن طراز «بوينغ 800-737» يعتبر الأكثر جاذبية بين الطائرات ذات البدن الضيق في العالم، فيما يتيح استخدام طراز واحد للناقلة، خفض التكاليف وتحسين مستوى الأداء والكفاءة، ولذلك، فهي ملتزمة في الاستمرار باستخدام طراز 737 نواةً لأسطولها.

وأضاف أن «فلاي دبي» أكدت هذا الالتزام من خلال طلب شراء لطائراتٍ جديدة بقيمة 8.8 مليارات دولار للحصول على 111 طائرة «بوينغ 737»، منها 100 طائرة من طراز «ماكس» الجديد، و11 طائرة من طراز الجيل الجديد 800، لافتاً إلى أن الشركة تهدف من خلال ذلك إلى زيادة حجم أسطولها، وإتاحة استبدال الطائرات الأقدم لإبقاء سمة الحداثة لمتوسط عمر الأسطول.

وقال غيل إنه «على الرغم من أنها بدأت بطائرات تضم الدرجة السياحية فقط، فإنها دخلت سوق درجة رجال الأعمال في يونيو 2013، وبدأت بتزويد جميع طائراتها بالدرجة الجديدة»، مشيراً إلى أن «دبي تعد مركزاً للابتكار في قطاع الطيران، ويؤهلها موقعها الجغرافي بين المشرق والمغرب لتشكل حلقة وصل بين مختلف الثقافات في أنحاء العالم».

وأوضح أن «فلاي دبي» تركز على الأسواق التي عانت ضعف خدمات شركات الطيران، وهي وجهات لم تكن ترتبط بدبي من خلال رحلاتٍ ربط مباشرة، ونمت شبكتها لتغطي أكثر من 55 وجهة في مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، وأوروبا وإفريقيا وروسيا، وشبه القارة الهندية، ضمن دائرة مركزها دبي، ويبلغ نصف قطرها 5500 كيلومتر، إذ تستطيع الشركة الوصول إلى 2.5 مليار نسمة، ما يضع أمامها فرصاً غير محدودةٍ للنمو والتوسع.

وقال إن «الناقلة تسعى إلى المحافظة على سجل الالتزام بمواعيد الرحلات بمعدل 95%»، مشيراً إلى أن شبكة «فلاي دبي» تنمو بمعدل وجهة شهرياً منذ بدايتها قبل خمس سنوات.

 

الأجواء المفتوحة

بدوره، قال نائب رئيس أول لقسم المبيعات الدولية في «بوينغ» للطائرات التجارية الشرق الأوسط وروسيا وآسيا الوسطى، مارتن بنتروت، رداً على سؤال بشأن الادعاءات التي تقودها شركات «دلتا» و«أميركان إيرلاينز»، و«يونايتد»، إن «(بوينغ) تساند سياسة الأجواء المفتوحة في قطاع النقل الجوي»، مؤكداً أن هذه السياسات تسمح للشركات بالوصول إلى متعامليها في مختلف الأسواق حول العالم، كما تدعم النمو الاقتصادي وفرص العمل، وحركة التجارة والبضائع.

وتوقع استمرار نمو قطاع النقل الجوي في المنطقة خلال السنوات المقبلة، وفي الإمارات خصوصاً، مشيراً إلى أن لدى الشركة اتفاقية طويلة مع شركة «مبادلة» للتنمية لتصنيع أجزاء من مكونات مختلف طرز الطائرات التي تنتجها «بوينغ».

وذكر أن أداء قطاع الطيران مرتبط بالاقتصاد العالمي بالدرجة الأولى، وليس بأسعار النفط فقط، مبيناً أن الشركة لم تلحظ تأثيراً لتراجع أسعار النفط في القطاع، بخصوص حجم الطلبيات والطائرات التي تسلمها لشركات الطيران. وقال إن «بوينغ» لاتزال تجري مفاوضات مع شركة «طيران الإمارات» بخصوص طلبية لشراء طائرات «787 دريم لاينر»، ووصلت إلى مراحل متقدمة في هذه المناقشات، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.

وكشف أن «بوينغ» سلمت أكثر من 700 طائرة لشركات طيران خلال العام الماضي، جاوزت تلك التي سملتها «إيرباص»، متوقعاً أن تتخطى «بوينغ» منافستها «إيرباص» في عدد الطائرات المسلّمة خلال العام الجاري أيضاً.

وذكر أن قطاع الشحن الجوي سجل انتعاشاً ملحوظاً خلال العام الماضي، ويتوقع أن يستمر الانتعاش في عام 2015 والفترة المقبلة، لافتاً إلى أن الطلب لايزال موجوداً على طائرات الشحن 747 التي تصنعها الشركة.

تويتر