وكالات سفر: 40% نمواً في الحجوزات السياحية منذ الإعلان عن قرار إعفاء الإماراتيين من التأشيرة الأوروبـية

أوروبا مقصد أساسي للمـواطنين بعد إلغاء «شينغن» وتراجع اليــورو

توقعات بنمو كبير في حجوزات المواطنين إلى أوروبا خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع اقتراب موسم الإجازات. غيتي

قال مديرون وعاملون في وكالات سياحة وسفر إن حجوزات المواطنين إلى وجهات سياحية في القارة الأوروبية، سجلت نمواً بنسبة 40% في المتوسط، منذ الإعلان عن إعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة «شينغن» منذ بداية الشهر الجاري، متوقعين أن تشهد الحجوزات نمواً أكبر خلال الفترة المقبلة، لاسيما في ظل اقتراب موسم الإجازات الصيفية.

وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن معظم الحجوزات تمت للسفر في شهري يونيو وأغسطس المقبلين، فيما تتركز في وجهات: النمسا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، بلجيكا وإسبانيا وسويسرا.

وأوضحوا أن إلغاء تأشيرة «شينغن»، وما يصاحبه حالياً من تراجع في سعر العملة الأوروبية (اليورو) مقابل الدرهم، سيحفزان المواطنين على اختيار الوجهات الأوروبية بديلاً عن الوجهات التقليدية في آسيا، التي أكدوا تأثر الحجوزات إليها فعلاً في أعقاب إلغاء التأشيرة الأوروبية للمواطنين.

وطالبوا بالحجز المبكر كأفضل طريقة لتفادي الارتفاعات التي تطال أسعار التذاكر والإقامة الفندقية كلما اقترب موسم الإجازات.

إقبال ملحوظ

تأثر الوجهات الآسيوية

قالت المدير العام لشركة «بن حم للسفر والسياحة»، سناء ملحم، إن «حجوزات الصيف إلى وجهات أوروبية بالنسبة للعائلات والأفراد المواطنين زادت 20% بعد إلغاء تأشيرة (شينغن) للإماراتيين»، لافتة إلى أن من المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الحجوزات إلى أوروبا، لاسيما بعد انتهاء موسم المدارس.

وذكرت أن «إعفاء المواطنين من (شينغن) كان قراراً إيجابياً للغاية للمواطنين، إذ إن ذلك يفتح أمامهم خيارات سفر واسعة ومتعددة للوجهات التي يختارونها، بعد أن كانت عائلات إماراتية عدة تضطر إلى السفر إلى وجهات لا تفضلها بسبب إجراءات التأشيرة الطويلة إلى أوروبا، وأحياناً كان يتم رفض التأشيرة في اللحظات الأخيرة، نظراً إلى عدم استكمال بعض الأوراق». وتابعت: «هذا القرار سيؤدي إلى خفض حركة السفر إلى وجهات آسيوية كانت تشهد ضغوطاً كبيرة في السفر إليها، نظراً إلى عدم اشتراطها الحصول على تأشيرة مسبقة للسفر، ما كان يؤدي إلى رفع أسعار التذاكر إليها لنسب تصل الضعف».

وأوضحت ملحم أن «أسعار التذاكر إلى أوروبا لم تشهد زيادة حتى اللحظة، نتيجة للمنافسة الشديدة بين شركات الطيران على تنظيم رحلات إلى القارة، ووجود رحلات منتظمة إلى مختلف الوجهات الأوروبية، لاسيما أن شركتي (الاتحاد للطيران) و(طيران الإمارات) تسيران رحلات إلى وجهات متنوعة وكثيرة، ما يزيد خيارات السفر».

وتفصيلاً، قال رئيس شركة «العابدي القابضة للسياحة والسفر»، سعيد العابدي، إن «الشركة سجلت نمواً في الحجوزات السياحية إلى المنطقة الأوروبية، خلال الشهر الجاري، بنسبة 50%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي»، مضيفاً أنه «منذ الإعلان عن إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة (شينغن) في بداية الشهر الجاري، لاحظنا إقبالاً واهتماماً بالوجهات السياحية المنتشرة في أوروبا من قبل المواطنين الإماراتيين».

وتوقع العابدي أن تسجل الأسابيع القليلة المقبلة ضغطاً كبيراً على الحجوزات السياحية إلى مختلف الوجهات الأوروبية، لاسيما التقليدية والشعبية منها، مشيراً إلى وجود فترتي ذروة بالنسبة للحجوزات، الأولى تبدأ مع بداية يونيو المقبل وتستمر حتى منتصفه، فيما تبدأ الفترة الثانية، التي من المتوقع أن تشهد الضغط الأكبر، في منتصف يوليو المقبل وتستمر حتى نهاية أغسطس المقبل.

وذكر أن «الشركة استعدت للموسم الجاري، والتغيرات الجديدة بعد إلغاء (الشينغن)، ولجأت إلى طرح عروض سياحية شملت وجهات جديدة في أوروبا لم تكن بارزة على الخارطة السياحية بشكل كافٍ خلال الأعوام الماضية».

واستبعد العابدي أن يؤثر قرار إعفاء المواطنين من «شينغن» في معدلات التدفق إلى وجهات سياحية تقليدية في آسيا والمنطقة، لافتاً إلى أن «كل وجهة توفر منتجاً سياحياً مختلفاً، وبالتالي لا نتوقع تأثيراً كبيراً في هذه الوجهات التقليدية، نظراً إلى عوامل القرب، وكلفة المنتج السياحي، والمعرفة الكافية لدى الزوار بطبيعة الخدمات المتوافرة، وغيرها من العوامل».

وأفاد بأن «القارة الأوروبية ستكون (نجمة) الموسم السياحي للمواطنين الإماراتيين خلال العام الجاري»، لافتاً إلى أن «تراجع سعر العملة الأوروبية (اليورو) مقابل الدرهم سيلعب دوراً مهماً في زيادة معدلات التدفق إلى الوجهات السياحية في أوروبا».

وتوقع أن تشهد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا النسبة الأكبر من إقبال المواطنين خلال الموسم الجاري، لافتاً إلى أن هذه الوجهات تشهد أصلاً ازدحاماً كبيراً خلال مواسم السفر المعتادة.

تراجع اليورو

وفي سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لوكالة «النابودة للسياحة والسفر»، ناصر خان، إن «الحجوزات السياحية للمواطنين الإماراتيين سجلت نمواً منذ الإعلان عن إعفائهم من تأشيرة (شينغن)»، مضيفاً: «نتوقع إقبالاً أكبر خلال الفترة المقبلة، إذ لم يمضِ على قرار الإعفاء سوى أسبوعين تقريباً».

ولفت خان إلى أن «أسعار التذاكر ترتفع تدريجياً مع ارتفاع معدل إشغال المقاعد على الرحلات»، مشيراً إلى أهمية الحجز المبكر كأفضل طريقة لتفادي الارتفاعات التي تطال أسعار التذاكر، باعتبار أن هناك طاقة محددة مسبقاً من المقاعد المجدولة على الرحلات، وينطبق الأمر نفسه على الإقامة الفندقية التي ترتبط أسعارها بمستويات العرض والطلب.

وأوضح أن «تراجع اليورو يلعب دوراً مهماً في اتخاذ قرار السفر إلى الوجهات السياحية في أوروبا، لاسيما إذا كان التسوق ضمن أهداف الزيارة».

أوروبا خيار مفضل

من جانبه، قال المدير العام لشركة «أصايل للسياحة»، رياض الفيصل، إن «الحجوزات السياحية للمواطنين الأوروبيين ارتفعت 30% خلال الشهر الجاري، بعد إلغاء تأشيرة (شينغن) مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي».

وأضاف الفيصل: «خلال السنوات الماضية كانت إجراءات الحصول على (شينغن) تأخذ وقتاً طويلاً، وبالتالي فإن كثيراً من المواطنين كانوا يفضلون وجهات سياحية لا تحتاج التأشيرة المسبقة، أو تلك التي تأخذ وقتاً طويلاً».

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة نمواً ملحوظاً في نسبة الحجوزات السياحية إلى أوروبا مع اقتراب الموسم السياحي، خصوصاً الفترة التي تلي شهر رمضان، لافتاً إلى أن «جزءاً كبيراً من المواطنين الذين لم يسافروا مسبقاً إلى بعض الوجهات السياحية في القارة قد يضعون هذه الوجهات في قائمة أولوياتهم للموسم السياحي العام الجاري».

نمو كبير

إلى ذلك، قالت مسؤولة الحجوزات في شركة «بزنس كلاس» للسفريات، إيمان محمد، إن «هناك زيادة بنسبة 80% في حجوزات المواطنين للسفر إلى أوروبا، بعد قرار إلغاء تأشيرة (شينغن)»، موضحة أن «معظم الحجوزات تمت للسفر في شهري يونيو وأغسطس المقبلين».

وأوضحت محمد أن «أبرز وجهات الأوروبية التي يوجد إقبال كبير عليها، هي: النمسا وألمانيا وفرنسا»، مشيرة إلى أنه «بجانب زيادة الحجوزات من العائلات، توجد زيادة في الحجوزات من جانب الشركات لموظفيها».

ولفتت إلى أن «زيادة الإقبال على السفر إلى أوروبا أثرت فعلاً في وجهات آسيوية كان يقبل عليها المواطنون قبل إلغاء التأشيرة الأوروبية».

الذروة في أغسطس

من ناحيته، أفاد صاحب شركة «الماسة» للسفر، منصور البلوشي، بأن «هناك زيادة في حركة سفر المواطنين إلى أوروبا بنسبة تراوح بين 30 و40%، وذلك بالنسبة للأفراد والعائلات والمجموعات على السواء، بعد إلغاء التأشيرة، وانتهاء معاناة المواطنين في الحصول عليها»، موضحاً أن «أبرز الوجهات التي يوجد إقبال عليها، هي: ألمانيا وفرنسا والنمسا».

وتوقع ارتفاع الحجوزات خلال الفترة المقبلة، وأن تكون ذروة السفر في شهر أغسطس المقبل بعد انقضاء شهر رمضان المبارك.

الحجز المبكر

بدوره، قال المدير العام لوكالة «بن عمير للسفريات»، محمد الصاوي، إن «هناك زيادة في السفر إلى أوروبا بنسبة تراوح بين 20 و25% بعد إلغاء التأشيرة للمواطنين»، موضحاً أنه «من المنتظر حدوث زيادة أكبر في الحجوزات خلال الفترة المقبلة مع اقتراب إجازات الصيف».

واستطرد: «هذه النمو يُعزى جزء منه إلى تحول في السفر من بعض الوجهات التقليدية للمواطنين، لمصلحة دول أوروبا، والجزء الآخر يرجع إلى سفر بعض المواطنين الذين كانوا يعتزمون عدم السفر خلال الصيف المقبل». وأوضح أن «أهم الوجهات الأوروبية التي تشهد إقبالاً كبيراً حالياً من المواطنين، تتمثل في كل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا والنمسا وسويسرا».

وطالب الصاوي المواطنين الذين يعتزمون السفر، لاسيما من العائلات، بالتخطيط مبكراً والحجز لإجازاتهم، حتى لا تؤدي الحجوزات المتأخرة إلى حصولهم على تذاكر السفر في الشريحة السعرية الأعلى، وبالتالي زيادة تكاليف السفر، لاسيما بالنسبة للعائلات الكبيرة.

تويتر