«هونيويل» تتوقع استبدال 18% من الأساطيل الخاصة

شركات طيران خاص في منطقة «الشرق الأوسط» تؤجل شراء طائرات

الأوبئة والاضطرابات السياسية أسهمتا في مراجعة شركات الطيران الخاص في المنطقة برامجها لشراء الطائرات. تصوير: أشوك فيرما

أفادت شركة «هونيويل إيروسبيس»، المتخصصة في مجال الطيران، بأن شركات الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عمدت إلى تأجيل برامج شراء الطائرات إلى الأعوام الخمسة المقبلة، وبات من المقرر شراء 21% فقط من هذه الخطط التي كانت موضوعة حتى عام 2017.

زيادة التكاليف التشغيلية

قال مدير المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا لقسم طيران رجال الأعمال والطيران العام في «هونيويل إيروسبيس»، راجد تاليه، إن «قطاع الطيران بمنطقة الشرق الأوسط أثبت على مر الزمن أنه أكثر مرونة للتقلبات في أسعار النفط، التي تشكل في العادة أكبر التكاليف لمشغلي الأساطيل، مقارنة بمعظم الأسواق الأخرى في جميع أنحاء العالم، وبغض النظر عن ذلك، فإن هذه التقلبات، جنباً إلى جنب مع التكاليف الأخرى، مثل شروط السلامة والكفاءة الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ في أوروبا والولايات المتحدة وتفرض على شركات طيران رجال الأعمال إجراء عمليات التحديث، تطرح ضغوطاً اقتصادية متزايدة على الشركات الإقليمية والعالمية في الأعوام المقبلة».

وأضاف: «هذا هو السبب الرئيس وراء كون الكثير من تقنياتنا موجهاً لتحسين كفاءة الأداء والمساعدة في خفض هذه التكاليف للمشغلين، وبدءاً من حلول إلكترونيات الطيران التي تحقق عملية توجيه أكثر وتستهلك كمية أقل من الوقود، إلى أنظمة الاتصالات عالية السرعة التي تنقل كمية أكبر من بيانات الطائرات بالزمن الفعلي لطواقم العمل الأرضية لتحقيق عمليات أكثر كفاءة وإجراء أعمال الصيانة المطلوبة على أكمل وجه، ستشهد الأعوام القليلة المقبلة تقدماً كبيراً في التقنيات التي تخفف من عبء ارتفاع أسعار الوقود».

وأفاد تاليه بأنه «في الشركة نتطلع إلى تعزيز قدرة المشغلين على التكهن بهذه التكاليف، من خلال مجموعة خطط لتعزيز حماية الجوانب الميكانيكية والإلكترونية، وتوفر هذه الخطط والبرامج مستويات متفاوتة لحماية مكونات وتكنولوجيات (هانيويل) في هيكل الطائرة والأجزاء الأخرى، وبوسع المشغلين اختيار مستوى خدمة العناية ما بعد البيع التي يحتاجونها، وخفض التكاليف المالية في حال دعت الحاجة غير المتوقعة لعمليات صيانة على الأرض».

وتوقعت أن يتم استبدال 18% من أسطول شركات المنطقة أو إضافة طائرات جديدة يتم شراؤها خلال الأعوام الخمسة المقبلة، أي أقل من معدل 26% العام الماضي، منوهة بالطلب الكبير على طائرات رجال الأعمال الكبيرة، والطرز ذات المقصورات الواسعة وبشكل خاص في المنطقة.

وتفصيلاً، قال مدير المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا لقسم طيران رجال الأعمال والطيران العام في «هونيويل إيروسبيس»، راجد تاليه، إنه «من المتوقع أن يتم استبدال 18% من أسطول الشركات أو إضافة طائرات جديدة يتم شراؤها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أي أقل من معدل 26% العام الماضي، وفقاً لأحدث نتائج توقعات طيران رجال الأعمال السنوية».

وأضاف أن «هذا المعدل أقل من نظرائه حول العالم، على الرغم من أن ذلك ليس بالمستغرب، إذا ما أخذنا في الاعتبار التحديات التي تواجه اقتصاد المنطقة واستقرارها، مثل تلك المتعلقة بالصحة والطب والأوبئة، لاسيما إفريقيا، والصراعات السياسية وتذبذب أسعار النفط».

وتابع: «نتيجة ذلك، عمدت شركات الطيران الخاص إلى تأجيل برامج الشراء إلى الأعوام الخمسة المقبلة، بنحو أبعد مما كان متوقعاً العام الماضي، ومن المقرر شراء 21% فقط من هذه الخطط التي كانت موضوعة حتى عام 2017».

وبين أنه «على الرغم من التباطؤ الذي يحصل سنة بعد أخرى، تظل المنطقة سوقاً مهمة جداً لقطاع طيران رجال الأعمال بالإجمال، وثمة مجالات مهمة للنمو في شريحة الطائرات ذات المقصورة الواسعة والطائرات المخصصة لكبار الشخصيات، التي تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لهم»، مضيفاً أن «من جانب آخر، تظل شركات طيران رجال الأعمال بالمنطقة ملتزمة بالاستثمار في أفضل الحلول التقنية التي تسهم بالارتقاء بالأداء وتعزز الراحة للمستخدمين، من هنا، وفي الوقت الذي ينبغي للقطاع أن يواصل العمل بحذر، نرى أسباباً للشعور بالتفاؤل على المدى البعيد».

وقال إنه «تؤكد أحدث التوقعات لدينا التأثير الكبير للتطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة، وفي الحقيقة، فإن النمو الاقتصادي وظهور التقنيات التي تسهم في جعل عمليات القطاع أكثر كفاءة ويمكن التكهن بها، فضلاً عن الرغبة الدائمة في الانتقال من هذا المكان إلى ذلك الموقع بطريقة مريحة، تبرز العلاقة الوطيدة بين الحاجة والتكنولوجيا لنمو قطاع طيران رجال الأعمال بشكل كبير، وهذا الأمر لا يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط فحسب، بل بالكثير من الأسواق حول العالم».

وبخصوص استحواذ الطائرات ذات المقصورة الكبيرة (بدءاً من الطرز المتوسطة العملاقة إلى تلك المخصصة للرحلات الطويلة جداً) على معظم المشتريات، أكد تاليه أن «هذا توجه عالمي، لكننا نلحظه بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط، إذ يتوقع المتعاملون من المشترين والمسافرين مستويات فائقة وغير معهودة من الراحة والأداء والكفاءة في الطائرات التي يسافرون فيها».

وبين أن «المسافرين في المنطقة يتطلعون إلى الوصول إلى أماكن أبعد والاستفادة من أحجام المقصورات، التي تتيح لعدد أكبر من المجموعات السفر، وبالمحصلة، فإن الطلب على طائرات رجال الأعمال الكبيرة والطرز ذات المقصورات الواسعة كبير، لاسيما بمنطقة الشرق الأوسط».

وأضاف أنه «في المقابل، تلعب التقنيات الحديثة بدءاً من قدرات الربط السريع بشبكة الإنترنت إلى أحدث أنظمة إدارة المقصورة بالوسائط الاعلامية المتعددة ذات الوضوح العالي دوراً مهماً في تلبية الطلب أيضاً، ولهذا، نرى طلباً كبيراً على هذه التقنيات».

تويتر