رداً على شكاوى مواطنات بتعسّف الإدارة وضعف الرواتب

«الاتحاد للطيران»: نطبّق معايير العمل العالمية في «مركز الاتصال» بالعين

الشركة أوضحت أن الاستقالات في معدلها الطبيعي.. وأن فترة الـ60 يوماً قبل الإجازة السنوية ضرورية لضبط العمل. من المصدر

أفادت مواطنات يعملن في مركز الاتصال التابع لشركة «الاتحاد للطيران» في العين، بأنهن يتعرضن لما وصفنه بتعسف في التعامل معهن في المركز، مؤكدات أن المركز شهد عدداً كبيراً من الاستقالات خلال أقل من عامين.

وأوضحن لـ«الإمارات اليوم» أنه من غير المسموح لهن بالحصول على أي إجازات عرضية أو مرضية، كما لا تتم الموافقة على الإجازات الاعتيادية إلا في حالة تقديمها قبل موعدها بـ60 يوماً.

وأوضحن أن الرواتب زهيدة بالنظر إلى أنهن مواطنات جامعيات، في الوقت الذي لم يحصلن على حوافز لمدة تزيد على عامين.

وتفصيلاً، قالت (أم خليفة) إن هناك تعسفاً في التعامل مع الموظفات المواطنات في مركز الاتصال التابع لـ«الاتحاد للطيران» في العين، كما شهدت الفترة الماضية استقالات كثيرة بسبب ضغوط العمل.

وأوضحت أنه لا يوجد لدى الإدارة ما يعرف بالإجازات العارضة أو الإجازات المرضية، وجميع الإجازات يتم احتسابها ضمن الإجازات السنوية، مشيرة إلى أن بعض المواطنات اشتكين للإدارة، فكان الرد أن هذا هو أسلوب العمل المتبع في العالم أجمع.

ولفتت إلى أنها تعمل حتى الساعة الخامسة عصراً، لكنها فوجئت بأحد مديريها غير المواطنين يطلب منها التوقيع على موافقة أن تعمل حتى الساعة الثامنة مساء، فطلبت منه أن يمهلها فترة من الوقت للتفكير فرفض ذلك، وطالبها بالموافقة على الفور على ذلك.

وأوضحت أن المرتبات قليلة ولا تتعدى 12 ألف درهم شهرياً، فضلاً عن عدم وجود حوافز نهائياً خلال أكثر من عامين، على الرغم من كونهن جميعاً مواطنات يحملن مؤهلات عالية.

وطالبت بتحسين ظروف العمل وأن تكون هناك مرونة في التعامل معهن، مع رفع قيمة الرواتب المتدنية، على حد تعبيرها.

من جانبها، قالت (أم سعيد) إنها تتقبل العمل بنظام الدورات كما تتقبل أن الرواتب ضعيفة، لكن المشكلة عندها في المشكلات المرتبطة ببيئة العمل والتعسف الذي تمارسه الإدارة، على حد قولها، مشيرة إلى عدم حدوث زيادات في الرواتب خلال أكثر من عامين ونصف العام من العمل الشاق.

وأوضحت أنه من غير المسموح لهن بالحصول على أي إجازات إلا بعد 60 يوماً من تقديمها، متسائلة «كيف لي أن أعرف ذلك في حالة حدوث أي طارئ، مثل المرض أو الوفاة؟ في الوقت الذي لا يسمح لنا أيضاً بالحصول على إجازات عارضة أو مرضية»، مشيرة إلى أن ابنها مرض ورافقته في المستشفى مدة ثمانية أيام، فتم احتساب الإجازة ضمن إجازاتها السنوية، كما أنها تضطر إلى إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني للاستئذان للصلاة.

وقالت إنها انتقلت للإقامة إلى بيت جديد فرفضت الإدارة منحها إجازة لترتيب الانتقال، على الرغم من أنها عرضت أن تحصل على إجازة من دون راتب، كما أنها شعرت بصداع مفاجئ فطلبت الاستئذان ساعتين فطلبت الإدارة منها الذهاب إلى المستشفى والحصول على شهادة بذلك، والعودة مرة أخرى إلى المركز لتقديمها.

ولفتت إلى أنه من غير المسموح لهن بالحديث في الهواتف المتحركة حتى في حالات الضرورة، إلا وقت استراحة الغذاء.

وأشارت إلى أن المركز شهد عشرات الاستقالات خلال أقل من عامين، مشيرة إلى أنها تعتزم تقديم استقالتها على الرغم من أنه لا يوجد لديها أي عمل آخر نتيجة لضغوط العمل غير المحتملة، على حد وصفها.

بدورها، أفادت (أم عبدالله) بأنها مصابة بمرض في التنفس، وقدمت تقريراً طبياً بذلك، وطلبت الحصول على مهلة للتنفس خارج الغرفة المغلقة كل فترة داخل المركز، فرفضت الإدارة ذلك رفضاً قاطعاً.

وقالت إنها حصلت على إنذار لأنها تركت موقعها لمساعدة متحدث كان يطلب طلباً في آخر المكالمة، وطلبت من الإدارة الاستماع إلى المكالمة للتحقق من أنها قامت من المكتب لتقديم خدمة للمتحدث في إطار عملها، مشيرة إلى أن السماعة التي تسمع بها تعرضت للتلف وطلب منها أن تدفع ثمنها، إلا أنها رفضت ذلك لعدم مسؤوليتها عن ذلك. من ناحيتها، قالت (أم راشد) إنها تقدمت باستقالتها من المركز بعد حدوث حالة وفاة في العائلة ورفض إدارة المركز منحها إجازة ثلاثة أيام، وموافقة المسؤولين بصعوبة شديدة على الحصول على إجازة ليوم واحد، مشيرة إلى أنها كتبت في طلب الاستقالة أنها تستقيل لظروف العمل. من جهتها، قالت (أم حمد) إن والدها تعرض لأزمة صحية مفاجئة ودخل المستشفى ورافقته طوال أيام مرضه إلا أن الإدارة رفضت منحها إجازة، واعتبرتها غياباً من دون إذن، مشيرة إلى حدوث استقالات كثيرة خلال الفترة الأخيرة.

وأشارت إلى أنها تعاني مرضاً في الجيوب الأنفية وطلبت إجازة إلا أن الإدارة رفضت، فتفاقم الأمر وأثر في عينيها، إذ أصبحت منتفخة ولا تستطيع فتحها.

وقالت (أم محمد) إنها قدمت استقالتها بعد مرور خمسة أيام فقط على عملها في المركز، نظراً إلى عدم وجود مرونة في التعامل مع الموظفات، وعدم تقدير ظروفهن الطارئة. إلى ذلك، قال نائب رئيس الشؤون التجارية لمبيعات الإمارات في «الاتحاد للطيران»، حارب مبارك المهيري، لـ«الإمارات اليوم»: إن «(الاتحاد للطيران) لم تبتدع نظاماً لمركز الاتصال، وإنما تطبق المعايير والممارسات العالمية المتبعة»، موضحاً أن «مركز الاتصال يُعد وسيلة أساسية للتعامل مع المتعاملين وأن تفاعل المواطنات مع المتصلين يعكس مدى التزام الشركة وجودة الخدمة التي تقدمها».

وأشار إلى أن «(الاتحاد للطيران) حصلت على جوائز عدة من جهات محلية وعالمية بشأن التطور في مركز الاتصال التابع لها في العين، الذي يوفر بيئة عمل مناسبة لمواطنات العين، ويراعي الخصوصية المحافظة للمواطنات هناك».

ولفت إلى أن «عدد الموظفات في المركز يصل إلى 180 مواطنة، والمركز يستقبل 67 ألف مكالمة شهرياً بمعدل 2223 مكالمة يومياً، وهو عدد كبير من المكالمات يتطلب أقصى قدر من الالتزام والدقة في العمل».

ونفى المهيري ما قيل حول وجود عدد كبير من الاستقالات خلال الفترة الماضية، وقال إن «معدل الاستقالات طبيعي، كما أن هناك نظاماً صارماً للتعامل مع استقالات المواطنين، يتضمن وجود لجنة خاصة للاستماع إلى مبررات الاستقالة ومحاولة ثني الموظف عن الاستقالة، والسعي للاحتفاظ بالكفاءات المواطنة في مختلف المجالات». وأشار في هذا الصدد إلى أنه «ينبغي تقديم الإجازات الاعتيادية أو السنوية قبل موعدها بفترة كافية تصل إلى 60 يوماً، حتى يمكن وضع جداول للعمل تراعي ذلك، وتراعي حقوق بقية الزملاء في الوقت ذاته».

وأوضح المهيري أنه «يتم منح إجازة مرضية للموظفة في حالة مرضها شخصياً، على أن يكون ذلك بموجب تقرير طبي، ومن حق الإدارة أن تطلب مراجعة مركز الاتحاد الطبي، أما في حالة مرض الابن أو الزوج، على سبيل المثال، فيمكن الحصول على إجازة تخصم من إجازاتها السنوية»، مشيراً إلى أن «(الاتحاد) تعطي إجازة لمدة ثلاثة أيام في حالات الوفيات من الدرجة الأولى، بعد رؤية شهادة الوفاة ويوم واحد فقط في حالات القرابة البعيدة».

وحول قلة الراتب والحوافز، أوضح المهيري أنه «لا توجد زيادات عشوائية في الرواتب في (الاتحاد للطيران)، ويوجد نظام صارم لمراجعة الأداء الخاص بالموظفين كل ثلاثة أشهر، وعلى أساسه يتم زيادة الراتب بنسبة مئوية من الراتب الأساسي تتحدد على أساس أداء الموظف»، لافتاً إلى أنه يجب على الموظف قراءة العقد جيداً قبل قبول العمل. وأشار إلى أنه «يتم منح الحوافز فقط في حالات محددة، أبرزها وجود نقص في الموظفين وأداء الموظف عملاً إضافياً»، موضحاً أن «الحوافز ليست مادية فقط، بل معنوية أيضاً، ومن أبرزها برنامج (شكراً)، الذي يلزم نواب الرئيس التنفيذي بإرسال رسائل شكر وهدايا رمزية من (الاتحاد للطيران) لقائمة شهرية من الموظفين المتميزين». وأفاد بأنه «ينبغي الالتزام بقواعد معينة لضمان الالتزام في العمل، من بينها حظر استعمال الهواتف المتحركة أثناء العمل، وعدم ترك المكان من دون وجود أسباب قوية»، لافتاً إلى أن «الشركة لديها فريق فني يتولى كتابة التقارير الخاصة بوضع معدات العمل، ويظهر في التقرير ما إذا كان هناك خلل أو عطل في أي من المعدات نتيجة لسوء الاستعمال أو أي أسباب أخرى».

تويتر