اعتبرت الطائرات خياراً مثالياً للإقراض بموجب أحكام الشريعة

«بوينغ»: 7 مليارات دولار لتمويل شراء طائرات في المنطقة خلال 2012

«بوينغ»: الشرق الأوسط ستخصص 470 مليار دولار لشراء 2370 طائرة خلال 20 سنة. تصوير: باتريك كاستيلو

أفادت شركة «بوينغ كابيتال كوربوريشن» للطائرات، بأن الأموال المخصصة لتمويل شراء الطائرات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، قفزت خلال العام الجاري إلى سبعة مليارات دولار، لافتة إلى أن الطائرات التجارية تعتبر خياراً جذاباً للمستثمرين، فيما يحظى التمويل الإسلامي بمكانة جيدة في ظل ارتفاع تنافسية أسعاره، وزيادة فترة سداد القروض.

وأشارت إلى أن الطائرات خيار مثالي للإقراض بموجب أحكام الشريعة الإسلامية.

تمويل الطائرات

وتفصيلاً، قال مدير أول في شركة «بوينغ كابيتال كوربوريشن»، ذراع تمويل الطائرات التابعة للشركة لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، ريتش هاموند، إن «الأموال المخصصة لتمويل شراء الطائرات في المنطقة خلال العام الجاري، مقارنة بعام ،2011 قفزت من أربعة مليارات إلى سبعة مليارات دولار، تستحوذ منطقة الخليج وحدها على نحو 90٪ منها، معظمها في الإمارات».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي، أمس، أن «المنطقة موّلت خلال السنوات الماضية نحو 20٪ من طلبياتها للطائرات عبر مواردها الخاصة، ارتفعت إلى نحو 30٪ خلال عام 2011»، متوقعاً أن تصل النسبة إلى 60٪ خلال العام الجاري».

وأوضح أن «(بوينغ كابيتال كوربوريشن) شاركت في إتمام صفقات طائرات بقيمة 62 مليار دولار عام ،2009 ارتفعت إلى 96 ملياراً خلال العام الجاري، مع توقعات بأن تصل القيمة إلى 120 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة».

وتابع: «يدرك المستثمرون في المنطقة، أن طائراتنا التجارية تشكل أصولاً مهمة للغاية، وأن تنامي حجم الطلب على الطائرات الجديدة واستبدال الطائرات القديمة بات أمراً ملحاً لشركات الطيران في المنطقة»، مؤكداً أن «الممولين في منطقة الشرق الأوسط، يرون كيف تتجه أعمالهم نحو النضوج، في ظل تشكيل فرقهم الخاصة لتمويـل الطائـرات، وإيجــاد موارد مالية متطورة يمكنهم الاعتماد عليها».

وأفاد بأن «الطائرات التجارية تعتبر خياراً جذاباً للغاية للمستثمرين، فيما يحظى التمويل الإسلامي بمكانة جيدة، خياراً تمويلياً للعديد من المتعاملين مع الشركة، ونتوقع أن يستمر ذلك في ظل ارتفاع تنافسية أسعاره، وزيادة فترة سداد القروض».

وذكر أن «العام الجاري شهد تنفيذ صفقات تمويل إسلامي بارزة للطائرات التجارية، إذ طلبت شركة (طيران الإمارات) تمويلاً تزيد قيمته على 500 مليون دولار، في إطار صفقة تمويلية مدتها 12 عاماً نظمتها ثلاثة مصارف إماراتية، هي (دبي الإسلامي)، بصفة المنظم الرئيس للصفقة، و(الهلال) و(مصرف عجمان)»، لافتاً إلى أن التسعير الإسلامي التنافسي نجح في حالة شهدتها المنطقة، بالفوز بصفقة تمويلية لبنك تقليدي».

التأجير التمويلي

من جانبه، أشار المدير العام لتنمية أسواق المال والتأجير والخدمات المالية للطائرات في «بوينغ كابيتال كوربوريشن»، كوستيا زولوتوسكي، إلى زيادة عدد من المؤسسات المالية وشركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط، حجم استثماراتها المالية في طائرات «بوينغ» التجارية الجديدة، بشكل كبير خلال العامين الماضيين، ما يسهم في تحقيق فوائد كبيرة للمستثمرين في هذا القطاع، مع استمرار تنامي الطلب على طائرات جديدة.

وأضاف أن «نحو 40٪ من عمليات التمويل هي التأجير التمويلي المنتهي بالتملك، فيما يتوقع أن تصل النسبة إلى 50٪ خلال خمس سنوات مقبلة»، مشيراً إلى أن بنك تمويل الصادرات يوفر نحو 30٪ من تمويل طلبيات «بيونغ».

وأشار إلى أن «حجم تمويل قطاع الطائرات التجارية على المستوى العالمي وصل إلى 62 مليار دولار عام ،2009 ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 69 ملياراً خلال العام الجاري، وإلى 130 ملياراً خلال ثلاث سنوات مقبلة».

وأكد أن «اهتمام المنطقة المتزايد بالاستثمار في مجال الطائرات يساعد على تعويض التراجع الذي تشهده مساهمات البنوك التجارية الأوروبية، بعد أن كانت تشكل مصدراً أساسياً لإقراض مشروعات تمويل الطائرات، لكنها واجهت أخيراً تحديات نجمت عن أزمة الديون السيادية المتواصلة في أوروبا».

أصول جاذبة

وفقاً لـ«بوينغ» فإن الأزمة المالية العالمية غيرت من استراتيجيات التمويل، وبدأت شركات الطيران الكبيرة تبحث عن بدائل عدة منها التمويل الاسلامي، مشيرة إلى أن النمو الذي طال انتظاره لدور التمويل الإسلامي في عمليات تسليم الطائرات التجارية بدأ يؤتي ثماره.

وأشارت إلى أنه نظراً لطبيعتها المتنقلة وجاذبيتها الكبيرة، كأصول، تعتبر الطائرات خياراً مثالياً للإقراض بموجب أحكام الشريعة الإسلامية.

يذكر أن نسخة عام 2012 من تقرير «بوينغ» لتوقعات سوق الطائرات على المدى الطويل، تشير إلى أن السوق العالمية ستخصص 4.5 تريليونات دولار لشراء طائرات جديدة خلال السنوات الـ20 المقبلة، كما سيشهد الطلب على الطائرات زيادة كبيرة خلال هذه الفترة، ومن المتوقع أن تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 2370 طائرة منها بقيمة 470 مليار دولار تقريباً.

تويتر