نتائج متباينة لأسواق المنطقة في 2008

مخاوف المستثمرين حول قطاع الاستثمار والنزاعات السياسية تؤخر تعافي السوق الكويتية. أ.ف.ب

قال تقرير صادر عن «رسملة»، وهي شركة استثمارية إقليمية تتخذ من مركز دبي المالي العالمي مقراً لها: إن «أسواق الأسهم في الشرق الأوسط أنهت عام 2008 بنتائج متفاوتة، بعد أن شهدت الأسواق نصف عام «كارثيا»، حيث هبط المؤشر العام للأسواق العربية لنحو 55% خلال السنة».

وأضاف «خسر المؤشر العام ما يقارب الـ6% في ديسمبر وحده بسبب المزيد من الخسائر في أسواق الأسهم الإماراتية والكويتية، أما السوق الإقليمية الكبرى، السعودية، فقد أبدت أداء إيجابيا، في حين نهضت السوق المصرية، وهي الكبرى خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، من تعثرها بعد خسائر فادحة في الأشهر القليلة الماضية، وواصلت أسواق الأسهم الإماراتية معاناتها بسبب مجموعة من العوامل المحلية والعالمية، لتنهي العام كأسوأ الأسواق أداء بعد أن خسرت ما يفوق الـ14% خلال الشهر الأخير من السنة».

وأشار إلى أن «المستثمرين بدؤوا بالتمييز بين الأسواق والأسهم المختلفة، في أعقاب عمليات بيع شاملة شهدتها الأشهر الماضية، فقد أبدت الأسواق الإقليمية ردود فعل مختلفة خلال ديسمبر إزاء العوامل المحلية والإقليمية والعالمية، وكانت سوق دبي المالية الأسوأ أداءً، حيث سجلت خسائر بلغت 72% خلال العام 2008، بينما أبدت سوق أبوظبي أداء أفضل نسبياً بخسارة بلغت 48% خلال السنة».

واستطرد «أسهم التحسن القوي في السوق القطرية في الشهر الأخير في تقليل خسائرها الإجمالية للعام 2008 إلى نحو 28%، لتكون أفضل أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أداء، وأفضل أسواق المنطقة إلى جانب الأسواق الصغرى في كل من المغرب وتونس والأردن، وعلى الرغم من التحسن الطفيف في السوق السعودية خلال ديسمبر، إلا أنها أنهت العام بانخفاض إجمالي يقارب الـ56%».

«الإماراتية» الأكثـر جذباً

ولفت التقرير إلى أن «أداء الأسهم الإماراتية في شهر ديسمبر هبط أكثر بإجمالي خسائر العام 2008، إلى ما يقارب الـ70%، وقد تحملت الأسهم المدرجة في سوق دبي المالي الجانب الأكبر من الخسائر خلال الشهر والعام، وشهدت أسهم البنوك والعقارات أكبر قدر من هذه الخسائر، وفي أبوظبي، خسرت الأسهم القيادية مثل أسهم «بنك أبوظبي الوطني» و«اتصالات» و«الدار» ما بين 15 إلى 27% من قيمتها».

وتابع «تعد تقييمات الأسهم المدرجة في الأسواق الإماراتية الأقل في المنطقة وواحدة من التقييمات الأكثر جذباً في العالم، إذ تبلغ تقييماتها نحو خمسة مكررات فقط لأرباحها في العام 2008، لكن بسبب بقاء حالة التشكك المحيطة بعمليات إعادة الهيكلة المعلنة في قطاع التمويل العقاري، ونقص حجم قاعدة المستثمرين المحليين، فإن تعافي السوق في المدى القريب يبدو مستبعداً، على الرغم من التقييمات بالغة الجاذبية، وقد تم الإعلان عن موازنة اتحادية قياسية بلغت 42.2 مليار درهم للعام 2009، ما يمثل زيادة قدرها 21% على موازنة العام 2008، وستعلن دبي عن موازنتها للعام 2009 قريباً، فيما يشير كبار المسؤولين إلى أنها ستكون أكبر من موازنة العام 2008، والتي حققت رقما قياسياً وصل إلى 135 مليار درهم».

«السعودية» في وضع جيد

وحول أداء السوق السعودية، قال تقرير «رسملة»: إن «السوق السعودية أغلقت على مكاسب شهرية طفيفة في ديسمبر، بفضل الأداء الإيجابي في أسهم شركات البتروكيماويات الكبرى، فضلاً عن المكاسب التي حققتها «الاتصالات السعودية»، مشيراً إلى أن «ثقة المستثمرين تعززت بفضل الإعلان عن موازنة قياسية للمملكة بلغت 475 مليار ريال (127 مليار دولار)، وتعهدات الحكومة بدعم النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنفاق على استثمارات البنية التحتية وتوفير المزيد من الوظائف، وفيما تبلغ التقييمات الحالية للأسهم أقل من تسع مرات أرباحها في العام 2008، وحصيلة توزيعات الأرباح التي تقارب الـ5%، والسياسة المالية والنقدية التوسعية، فإن الأسهم السعودية في وضع يؤهلها للاستفادة من أي تحسن في البيئة الاقتصادية العالمية».

«الكويتية» ربع من الاضطراب

وبالانتقال إلى سوق الأوراق المالية الكويتية، أشار التقرير إلى أنها «أنهت شهراً بل ربعاً من الاضطرابات، حيث قاربت خسارة ديسمبر الـ12%، ما يجعل مجموع خسائر العام 2008 تصل إلى 38% بعد أن كانت ارتفعت بنسبة تقارب الـ25% في معظم النصف الأول من العام، أما تقييمات الأسهم الكويتية فهي ضمن أكثر التقييمات جذباً في المنطقة.

 وقد استمر البنك المركزي بسياسة نقدية توسعية بتخفيف أسعار الفائدة ومتطلبات الاحتياطيات، ولاتزال المخاوف المستمرة حول قطاع الاستثمار والنزاعات السياسية المتواصلة تلقي بظلالها على المستثمرين وتؤخر تعافي السوق، على الرغم من التقييمات الجيدة والدعم الرسمي للسوق».

«القطرية» الأفضل أداء

وعن أداء السوق القطرية، قال التقرير «السوق القطرية كانت أفضل الأسواق الإقليمية أداء في الشهر الماضي، حيث بلغت مكاسبها نحو 13%، وقد تعززت السوق بفعل مكاسب «صناعات قطر» التي بلغت 28% ومكاسب أسهم «بنك قطر الوطني» البالغة 17%، وقد أبدت السوق مؤخراً حساسية كبيرة تجاه البيئة العالمية وأسعار النفط، واستفادت من تحسن كليهما خلال الشهر».

وأضافت «يتوقع أن يكون الاقتصاد القطري واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً على المستوى العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة».

«العمانية» تنتظر

وأما ســـوق عٌمان، فأشــار التقرير إلى أنها «أنهـــت شهر ديسمبر بخسارة قدرها 13%، لتصــل بمجموع خسائر العام 2008، إلى ما يقارب الـ40%، وقد ظهرت الخســـائر في قطاعات السوق كافة، وتتماشى تقييمات الأسهم العمانية مع المعدل الإقليمي، وتنتظر السوق الإعلان عن نتائج الربع الرابع من كبرى الشركات لتحدد ما إن كانت التقييمات الحالية جذابة» 

أداء قوي للأسهم المصرية

أشارت شركة «رسملة» في تقريرها الصادر عن أداء الأسواق المالية في المنطقة إلى أن «السوق المصرية، وهي السوق الإقليمية الكبرى خارج دول مجلس التعاون الخليجي، أنهت شهرها الأخير من العام 2008 بمكاسب شهرية تقارب الـ9%، مدفوعة بأداء قوي جداً في ديسمبر، من قبل كل من أوراسكوم تليكوم والبنك التجاري الدولي. وتبدو الصورة الاقتصادية الكلية في مصر أفضل بقليل بفضل تخفيف ضغوط التضخم، ما منح الحكومة المزيد من الحرية في السياسة النقدية من خلال تقليل أسعار الفائدة، كما ساعدت الحزمة المالية الحكومية لدعم الاقتصاد في تعزيز مشاعر المستثمرين، ويمكن توقع التعافي من تلك المستويات المنخفضة، إذا لم تواصل الأسواق العالمية انحدارها.
تويتر