- المدينة الفجر الشروق الظهر العصر المغرب العشاء
- دبي 04:51 06:04 12:14 15:38 18:18 19:32
لطالما احتلت كتابة السوناتات الرومانسية، أو القصائد القصيرة، وتحضير العشاء على ضوء الشموع مكانة مرموقة في قائمة الإيماءات العاطفية الكلاسيكية. لكن إذا أردت بناء حياة سعيدة ومستقرة مع شريك حياتك، فقد يكون السر في فعل أبسط وأكثر عفوية: تبادل الأحاديث اليومية والأخبار الاجتماعية، أو كما نُسميها ببساطة: «النميمة»، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وهذا ما كشفت عنه دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا، ونُشرت في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية. إذ تشير الدراسة إلى أن فن تبادل الشائعات، ذلك التقليد الإنساني القديم، قد يكون أحد المقوّمات الخفية للعلاقات الناجحة، إذ يُعد مؤشراً قوياً على السعادة وتعزيز الترابط العاطفي بين الأزواج.
وقام فريق البحث بدراسة شملت 76 زوجاً من جنوب كاليفورنيا، وارتدى المشاركون أجهزة تسجيل محمولة لرصد ما يقولونه على مدار اليوم، حيث تم تسجيل نحو 14 في المائة من محادثاتهم اليومية، ثم قام مساعدو البحث بتحليل هذه التسجيلات.
وكشفت التسجيلات عن أن المشاركين يقضون ما يقارب 38 دقيقة يومياً في النميمة، منها نحو 29 دقيقة مع شركاء حياتهم.
وفي هذا السياق، علّق تشاندلر سباهر، المؤلف الرئيسي للدراسة، التي تُعد الأولى من نوعها في استكشاف ديناميكية النميمة وعلاقتها بالرفاه النفسي داخل العلاقات العاطفية، قائلاً: «سواء أردنا الاعتراف بذلك أم لا، الجميع يثرثر. إنها ظاهرة اجتماعية منتشرة في كل مكان».
ويُشير الباحثون إلى أن هذا النوع من الأحاديث بين الشريكين قد يؤدي دوراً محورياً في تعزيز التواصل العاطفي والشعور بالتعاضد. ولتوضيح الفكرة، طرحوا سيناريو بسيطاً من الحياة اليومية: هو العودة إلى المنزل بعد حضور حفل بالسيارة.
وتسأل ميغان روبينز، أستاذة علم النفس في الجامعة والمؤلفة الرئيسية المشاركة في الدراسة: «ماذا تفعلان في السيارة؟ تتحدثان عن كل مَن كان في الحفل. من قال ماذا؟ ما الذي يحدث في علاقاتهم؟».
ويؤكد الباحثون أن هذا قد يلعب دوراً حيوياً في تقوية العلاقات، لأن «الثرثرة السلبية مع الشريك في طريق العودة من حفلة قد تشير إلى أن رابطهما أقوى من علاقتهما بأصدقائهما في الحفلة، بينما قد تُطيل الثرثرة الإيجابية من أمد التجارب الممتعة». «قد تُعزز هذه الثرثرة الشعور بأن الشريكين (في الفريق نفسه)، مما يُعزز مشاعر الترابط والثقة وغيرها من الصفات الإيجابية في العلاقة، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين الصحة العامة».