جمعت 250 مليون دولار من المستثمرين.. وقيمتها السوقية 1.55 مليار دولار

«زووكس».. شركة ناشئة تلفت الأنظار في مجال «تقنيات السيارة ذاتية القيادة»

صورة

لا توجد حدود فى تقنية المعلومات أمام الإبداع، ولا قيود أو حواجز أمام الخيال والابتكار المؤسس على العلم والرؤية الواضحة في جذب المؤيدين والداعمين. وهذا ما أثبتته مجدداً شركة ناشئة مغمورة، لم يصل عمرها إلى ثلاث سنوات فقط، بعدما نجحت في أن تصبح «المغناطيس الغامض»، أو «بؤرة الجذب والتركيز» في تقنية «القيادة الذاتية للسيارات».

استطاع مؤسسو شركة «زووكس» أن يحصدوا 250 مليون دولار تمويلاً، بينما يجرى تقدير قيمتها السوقية بـ1.55 مليار دولار، قبل أن تعلن عن أي شيء محدد وواضح عما تفعله أو تقوم بتطويره. ونجحت الشركة في إقناع مديرين رفيعي المستوى في شركات عملاقة، هي: «غوغل» و«أبل» و«تسلا»، بترك مواقعهم في شركاتهم والهرولة إليها، باعتبارها واحة إبداع وابتكار، تعد بما هو أفضل مما يفعله العمالقة الكبار. وصارت شركة «زووكس» الصغيرة، التي لم تعدّ مغمورة على الإطلاق، حيث مجتمع تقنية المعلومات والاتصالات والسيارات على السواء.

وأكد تقريران نشرهما قسم التقنية بموقع صحيفة «وول ستريت جورنال»، وموقع «كمبيوتر وورلد» أخيراً، الأنظار إلى هذه الشركة الصغيرة، إذ عرض التقريران نجاح الشركة في جذب 30 مليون دولار تمويلاً جديداً الأسبوع الماضي، في جولة تمويل عقدتها في مركز «مينلو بارك» بمدينة كليفلاند، ما رفع قيمتها السوقية الى ما نحو 1.55 مليار دولار.

وبحسب تقرير «وول ستريت»، فإن «زووكس» قررت الاستفادة من الاهتمام الضخم للمستثمرين في هذا القطاع، لادخار السيولة النقدية اللازمة لاستخدامها في حالة الركود الاقتصادي.

وقام بتأسيس الشركة مصمم الرسوم المتحركة الأسترالي الجنسية، تيم كنتلي كلاي، بالمشاركة مع جيسي ليفينسون، وهو مهندس خريج جامعة «ستانفورد»، ويعمل مع فريق «السيارات ذاتية القيادة» في الجامعة، كما يعمل أيضاً مع سباستيان ثورن، أول مصمم لـ«السيارات ذاتية القيادة» في شركة «ألفابت»، المالكة لـ«غوغل».

وأكدت التقارير المنشورة عن الشركة، أنها في المرحلة «الشبحية» أو الغامضة، فهي تحرص بشدة على ألا يعلم المنافسون بما تقوم به، ولذلك فإن المعلومات المتوافرة عن طبيعة أعمالها قليلة بل ونادرة، فمجلة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات «آي 3 إي» ذكرت أن الشركة ستصنع سيارة من دون سائق، تستخدم في خدمات الركوب بالأجرة مثل «أوبر». وحينما جرى تأسيسها في 2013 نشرت الشركة عروضاً بالحاسب، لسيارة تصورية بأبواب تفتح لأعلى، أطلق عليها «بوز»، وهى سيارة رياضية تبدو قريبة الشبه بمركبات ألعاب الفيديو، وبعدها قيل إن الشركة تستهدف بناء سيارة من الألف إلى الياء، تعيد تخيل ما يمكن أن يترتب على السفر إذا ما استطاعت السيارة قيادة نفسها.

وآخر ما قيل عن طبيعة أعمال الشركة، ورد على لسان مؤسسها كنتلي كلاي، في كلمة قصيرة ألقاها أمام مؤتمر «آفاق البيت الأبيض»، الذي عقد بمدينة بتيسبرغ بولاية بنسلفانيا الشهر الماضي. وقال كلاي إن «ما تفعله أو تبدعه (زووكس) ليست سيارة ذاتية القيادة، أو سيارة نقل من دون جياد (أحصنة)، ولا تبني روبوت لخدمة تاكسي الأجرة، بل في الحقيقة نبدع خدمة تنقل متقدمة، يمكنك أن تفكر فيها باعتبارها (ديزني لاند) على طرق ربما سان فرانسيسكو». وأضاف: «هذا يعنى أن المركبة التي ستبدعها (زووكس) لن تكون فقط ذكية بدرجة كافية لفهم بيئتها، ولكن المهم أيضاً أنها ستكون ذكية لفهمك أنت، أين تريد أن تكون، وما الذي تريد أن تفعله في المركبة، وكيف تريد التحرك في جميع أنحاء المدينة».

وحينما وضعت إحدى شركات الاستثمار القابضة المحدودة بهونغ كونغ مبلغ 20 مليون دولار في «زووكس» في مايو الماضي، قالت إنها تعتقد أن الشركة يمكنها نشر أسطول «سيارات ذاتية القيادة» بالكامل بحلول عام 2020 بنظام خدمة تقاسم الركوب مثل «أوبر».

وبعد فترة قصيرة على تأسيسها، كانت «زووكس» قد تحولت إلى بؤرة تركيز المبدعين في هذا المجال، أو «مغناطيس تقنية القيادة الذاتية»، فقد جذبت أموال المستثمرين، ومديرين تنفيذيين رفيعي المستوى من شركة «ألفابت» المالكة لـ«غوغل»، وشركة «أبل»، وشركة «تيسلا» للسيارات، جميعهم انضموا للشركة للمساعدة في تطوير مركبة متقدمة وفقاً لرؤية «زووكس».

وبينما تركز «زووكس» في بناء سيارتها الخاصة «ذاتية القيادة»، هناك سباق بين مصنعي السيارات التقليديين، وبعض عمالقة تقنية الاتصالات، للفوز بوضع أول أسطول تجاري كامل من «السيارات ذاتية القيادة» على الطريق، والعديد من الشركات تستهدف تحقيق ذلك خلال خمس سنوات. وذلك رغم التعقيدات المتعلقة بالتشريعات والتحديات التقنية القائمة، وهو ما جعل الشركات الناشئة في تقنية «القيادة الذاتية» تصبح أهدافاً جذابة لعمليات الاستحواذ من قبل مصنعي السيارات التقليديين. وفي هذا الصدد، استحوذت «جنرال موتورز» خلال العام الجاري على شركة ناشئة عمرها ثلاث سنوات، تحمل اسم «كروز أوتوميشن»، بسبب خبراتها البرمجية. وقالت «جنرال موتورز» إن «قرار الاستحواذ يستهدف تطوير الشركة لتقنيات المركبة ذاتية القيادة».

من جانبها، بدأت شركة «أوبر» اختبار تاكسي أجرة «ذاتي القيادة» في بيتسبرغ العام الجاري، واستحوذت على شركة «أوتو» الناشئة العاملة في تصنيع شاحنات «شبه ذاتية القيادة»، وتشغل نظاماً للقيادة شبه الذاتية على الطريق بالفعل، والذي ينظر إليه كخطوة كبرى باتجاه «القيادة الذاتية الكاملة». وبدأت الشركة تسويق شاحنات الشهر الماضي مزوّدة بأجهزة حاسبات وبرمجيات يمكنها يوماً ما أن تقود السيارة بالكامل.

بدورها، تخطط شركة «فورد» لبدء الإنتاج الواسع النطاق للسيارات «ذاتية القيادة» بحلول 2021، لكي تباع في أسواق سيارات الأجرة مثل «أوبر»، ومركبة «فورد» ستصنع من دون عجلة قيادة، أو دواسات للبنزين أو الفرامل أو ناقل الحركة. وأعلنت كل من «مرسيدس»، و«بي إم دبليو» الألمانيتين عن برامج لإنتاج «السيارات ذاتية القيادة».وتتوقع مؤسسة أبحاث «أي إتش إس» أنه بحلول عام 2025 سيكون هناك 300 ألف سيارة «ذاتية القيادة»، وبحلول 2030، سيكون هناك 2.2 مليون سيارة ذاتية القيادة على الطرق حول العالم.

 

 

تويتر